رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

قطاع السياحة بالوطن العربي.. خطط إنعاش ما بعد كورونا والأزمة الأوكرانية

نشر
الأمصار

شهد قطاع السياحة بالوطن العربي انتعاشًا جديدًا سواء في أسواق السياحة الرئيسية مثل مصر والإمارات وتونس، أو خطط للأسواق الناشئة مثل السعودية والبحرين، وخطط لإعادة سوق السياحة الفلسطيني إلى سابق عهده قبل جائحة كورونا.

مصر

151% زيادة في معدلات

تبدأ أولى مؤشرات تعافي قطاع السياحة بالوطن العربي، أنه حققت الحملة الترويجية، التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بعدد من الأسواق العربية المستهدفة بالتعاون مع محرك البحث والرحلات Wego خلال الفترة من يناير وحتى يوليو الماضيين للترويج للمقصد السياحي المصري نتائج إيجابية.

حيث نجحت الحملة في زيادة معدلات البحث الإلكتروني عن مصر بنسبة 151% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وذلك فقا لمؤشرات محرك البحث والرحلات Wego.

ومن جانبه، أوضح عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، أن مصر كانت من أعلى الوجهات السياحية التي تم البحث عنها على محرك البحث والرحلات Wego، مقارنة بالدول الأخرى التي تم البحث عنها على ذات الموقع.

وأشار إلى أن المسافرين بشكل فردي كان لهم النصيب الأكبر في عمليات البحث عن المقصد السياحي المصري  بنسبة نمو 79% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، يليهم العائلات.

وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة أنه تم إطلاق هذه الحملة في إطار التعاون بين الهيئة ومحرك البحث Wego، الذي يعد أحد أكبر محركات البحث والرحلات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بهدف الترويج للمقصد السياحي المصري وجذب مزيد من السائحين لزيارة مصر على مدار العام، لافتاً إلى أنه تم إطلاق هذه الحملة على ثلاثة مراحل في توقيتات مختلفة لتتزامن مع التوقيتات التي يفضلها السائحين بالسوق العربي للقيام برحلات سياحية.

كما قالت سوزان مصطفي مدير عام إدارة الترويج السياحي بالهيئة، عن أهمية التنوع في وسائل الدعاية وخاصة المتخصصة في السياحة: “إن هذة الحملة أتاحت الاستفادة من قاعدة مستخدمي محرك Wego الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مما يساهم في زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من خلال الحملات الترويجية التي تسلط الضوء على المقاصد السياحية والأثرية والأنشطة المختلفة بها”.

وقد تضمنت الحملة نشر إعلانات مباشرة وبعض المقالات على محرك Wego عن أهم المقاصد السياحية والأثرية والأنشطة السياحية المختلفة بمصر.

تستهدف مصر مضاعفة إيراداتها من السياحة لتصل إلى 30 مليار دولار سنويا خلال الفترة القادمة، بحسب ما قاله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يوم الأحد في تصريحات تلفزيونية عقب زيارته مدينة شرم الشيخ، نقلتها الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء على فيسبوك.

وأضاف مدبولي أن مصر تسعى للوصول إلى هدف الـ 30 مليار دولار سنويا -وهو أعلى من معدلات ما قبل جائحة كورونا- بمساعدة القطاع الخاص والمطورين، مشيرا إلى ضرورة وضع خطة تنفيذية تتضمن مستهدفات ومتطلبات القطاع الخاص والمطورين من الحكومة لدعم تحقيق هذا الهدف خلال الفترة القادمة.

وفي مقطع فيديو لرئيس الوزراء أثناء الإدلاء بهذه التصريحات نشرته قناة إكسترا نيوز المصرية، قال مدبولي: "طلبت منهم (القطاع الخاص والمطورين) أنه يتحط (يتم وضع) خطة تنفيذية واضحة تماما بمستهدفاتهم ومتطلباتهم من الدولة عشان تعملها لهم عشان نصل إلى 30 مليار دولار في خلال سنتين تلاتة من النهاردة".  

وأشار إلى أن إيرادات مصر من السياحة حاليا هي في حدود 11 أو 12 مليار دولار سنويا، بحسب ما جاء في مقطع الفيديو.   

السعودية

بينما دخل قطاع السياحة بالوطن العربي الوافد الجديد السعودية، حيث وافق مجلس الوزراء السعودي على نظام السياحة الجديد، الذي يساهم في تقديم حلول مبتكرة لتصبح المملكة وجهة سياحية عالمية.

وأفاد بيان وزارة السياحة السعودية، بأن نظام السياحة الجديد يتضمن 4 محاور رئيسية هم وضع خطة القوى العاملة السنوية بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق مستهدفات التوطين.
ويضم المحور الثاني في نظام السياحة الجديدة بالسعودية رفع مستوى الخدمات في الوجهات والمواقع السياحية، فيما يسعى المحور الثالث إلى تعزيز ثقة السائح بالأماكن السياحية في السعودية، لتصبح المملكة وجهة سياحية عالمية.

وفي المحور الرابع يهتم نظام السياحة الجديد في السعودية بطرح أساليب مبتكرة للاستثمار في مناطق المملكة.

وأشار أحمد بن عقيل الخطيب، وزير السياحة السعودي، إلى أن نظام السياحة الذي وافق مجلس الوزراء عليه يأتي منسجمًا مع توجيهات القيادة لبناء قطاع سياحي منافس عالميًا.

وقال: "إنه منذ إطلاق استراتيجية تنمية السياحة الوطنية في عام 2019 بدأنا مسيرة العمل من أجل تنظيم القطاع، وكانت فترة جائحة "كوفيد ـ 19" حافلة بالكثير من المهام للوصول إلى الإصلاح المنشود، حيث أكملنا بناء منظومة السياحة ممثلة في إنشاء وزارة السياحة والهيئة السعودية للسياحة وصندوق التنمية السياحي ومجلس التنمية السياحي ومجالس المناطق".

وتابع: "كما عملنا على تعديل أنظمة التراخيص الخاصة بمرافق الضيافة، ويعد هذا الأمر مهماً للغاية لجذب الاستثمارات وتحفيزها، إذ كان من الضروري وضع معايير واضحة، تضمن وجود منافسة عادلة تسهم في جذب استثمارات نوعية، وتوفر تجربة مميزة للسائح والزائر".

وأكد الخطيب أن مسيرة تنظيم القطاع تواصلت بإصدار تنظيم مجالس التنمية السياحية في المناطق مؤخرًا، وأن هذه المجالس ستكون عاملا محفزًا يساعد على تسريع تطوير الوجهات السياحية في مختلف مناطق المملكة بالتعاون مع إمارات المناطق وبقية الشركاء.

وأوضح وزير السياحة السعودي أن نظام السياحة يأتي تتويجا لمسيرة إصلاح القطاع، حيث تم بناء النظام الجديد استئناساً بأفضل الممارسات العالمية التي تم اختيارها، بناءً على مؤشر أفضل عشر دول في القدرة التنافسية للسياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، مشيرا إلى أن هذا النظام لا يكتفي بتقديم حلول للمشكلات الحالية، ولكنه يضع رؤية مستقبلية للأنماط السياحية التي قد تستجد لاحقًا.

وأضاف: "هذا الأمر سيكون عاملًا حاسمًا لوضع المملكة في المكان اللائق بها عالميًا ضمن أكثر الدول جذباً للسياح، من خلال ما تقدمه من تجارب ملهمة وغير مسبوقة، وهذا ما نشهده حاليًا في المشروعات السياحية التي تشيدها المملكة في مختلف الوجهات السياحية".

 

الإمارات

بينما تعد الإمارات من الأسواق الرائدة في قطاع السياحة بالوطن العربي، حيث  قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن عائدات السياحة في بلاده بلغت 19 مليار درهم (5 مليارات دولار) خلال النصف الأول من 2022.

وأوضح الشيخ محمد بن راشد، على هامش اجتماع وزاري في قصر الوطن بالعاصمة أبوظبي: "قطاعنا السياحي تجاوزت إيراداته 19 مليار درهم خلال النصف الأول من العام الجاري".

وأضاف أن العدد الإجمالي لنزلاء الفنادق في دولة الإمارات بلغ 12 مليون نزيل محققاً نموًا يقدر بنسبة 42% خلال نفس الفترة، لافتا إلى "توقعات بانتعاشة سياحية قوية مع موسم الشتاء القادم"، حسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).

وقال الشيخ محمد بن راشد إن مؤشرات التنمية في دولة الإمارات "حققت المركز الأول عالميًا في 156 مؤشرًا مقارنة بـ121 مؤشرًا قبل الجائحة (فيروس كورونا).. و432 مؤشرًا ضمن المراكز العشر الأولى عالميًا مقارنة بـ314 قبل الجائحة.. نحن الأول عالميًا في جذب المواهب وفي البنية التحتية وفي مرونة القوانين وقدرتنا على التكيف وغيرها".

وأشار إلى أن حجم التجارة الخارجية الإماراتية تجاوز تريليون درهم (272 مليار دولار) مقارنة بـ840 مليار درهم (242 مليار دولار) قبل جائحة كورونا، وذلك في الشهور الـ 6 الأولى من عام 2022

البحرين 

كما يشهد قطاع السياحة بالوطن العربي تعافي السياحة البحرينية، حيث بحثت فاطمة بنت جعفر وزيرة السياحة رئيسة مجلس إدارة هيئة البحرين للسياحة والمعارض خلال  اجتماع الهيئة  للربع الثاني من العام الجاري والذي عقد مؤخرا، المشروعات والفعاليات القادمة بالقطاع في إطار تحقيق الأهداف الطموحة لاستراتيجية السياحية 2022-2026.

وحلال الاجتماع بحثت وزيرة السياحة، زيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني، وخلق فرص العمل للمواطنين، بحسب وكالة الأنباء البحرينية "بنا".

وأشارت إلى ضرورة العمل بأقصى فاعلية ممكنة خلال المرحلة القادمة من أجل تعظيم الاستفادة من عودة النشاط السياحي في البحرين والمنطقة تدريجيًا.

ولفت ناصر قائدي الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض إلى أن وصول نسبة تعافي القطاع السياحي إلى 82% مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.

و أعلنت وزارة السياحة في البحرين، استنادا إلى أحدث الإحصائيات الصادرة عن هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، خلال أغسطس الجاري، عن ارتفاع عدد السياح الذين زاروا المملكة في الربع الثاني من العام الجاري 2022 بنسبة 38% مقارنة بالربع الأول من العام ذاته.

وبينت الوزارة، أن نسبة تعافي القطاع السياحي وصلت إلى 82% مقارنة بفترة ما قبل جائحة كورونا، وتحديدا بالربع الثاني من العام 2019.

وبحسب الإحصائيات ذاتها؛ سجل قطاع الضيافة والفندقة في البحرين 2,973,000 ليلة سياحية خلال الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بـ 569,000 ألف ليلة سياحة في الربع الثاني من العام 2021، وبزيادة وصلت إلى 422%.

فلسطين

لا يمكن إغفال الحديث عن فلسطين في أسواق قطاع السياحة بالوطن العربيـ حيث  بحثت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة وسفير جمهورية قبرص لدى دولة فلسطين ديميتريس آسوس، سبل تعزيز التعاون في مجال السياحة.

وأكدت معايعة، خلال اللقاء الذي جرى في مقر الوزارة ببيت لحم، اليوم الخميس، أهمية العلاقات الفلسطينية القبرصية خاصة في المجال السياحي والأثري، مشيرة إلى ضرورة تكثيف التعاون والتشبيك المباشر ما بين القطاع السياحي الفلسطيني ونظيره القبرصي، لما لهذا التعاون من مصلحة مشتركة في تكثيف أعداد المجموعات السياحية القادمة لزيارة فلسطين ومواقعها السياحية الفريدة.

وتطرقت إلى العمل الذي يجري على الأرض لضمان عودة النشاط السياحي في فلسطين إلى سابق عهده، مؤكدة أنه بتعاون الجميع ستعود فلسطين منارة للمجموعات السياحية من مختلف دول العالم.

وأشارت إلى أن فلسطين استقبلت عام 2019 أكثر من 3،5 مليون سائح، محققين بذلك أكثر من 2،7 مليون ليلة مبيت في الفنادق الفلسطينية، مضيفة أن "هذه الأرقام قياسية نطمح لتحقيقها مرة أخرى مع انتهاء جائحة كورونا وما سببته من معيقات وعقبات، خاصة في كون هذا القطاع أول المتضررين من الجائحة وسيكون آخر المتعافين منها".

 

بدوره، أكد السفير آسوس أهمية التعاون والتشبيك المباشر ما بين القطاعين السياحيين القبرصي والفلسطيني، مؤكدا تطلعه لتحقيق هذا التشبيك بتعاون الجميع، مشيرا إلى الزيادة في أعداد المسافرين الفلسطينيين الذين يزورون قبرص في الفترة الأخيرة، والطلب الكبير على إصدار التأشيرات اللازمة للفلسطينيين.

تونس

توقع البنك الدولي أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي في تونس بنسبة 2.7% خلال العام الجاري، مرجعًا ذلك إلى انتعاش السياحة والتجارة فيما بعد جائحة "كورونا"، والأداء القوي لقطاعي المناجم والصناعات التحويلية الخفيفة، مشيرًا إلى أن هذا المعدل يقل بشكل طفيف عن توقعاته السابقة، وذلك في انعكاس لتأثير الحرب في أوكرانيا ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يظل أداء الاقتصاد في 2022 أقل كثيراً عمّا كان عليه في فترة ما قبل الجائحة. 


وذكر البنك، في أحدث عدد أصدره من تقرير "المرصد الاقتصادي لتونس" تحت عنوان "إدارة الأزمة في وضع اقتصادي مضطرب"، أن بطء وتيرة تعافي الاقتصاد من جائحة "كورونا"، والتأخير في تنفيذ الإصلاحات الرئيسية، بما في ذلك إصلاح منظومة الدعم، سيؤديان على الأرجح إلى ضغوط إضافية على المالية العمومية لتونس وزيادة عجز الموازنة والميزان التجاري.