رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي ..في الصميم ..انا وولدي وعين الرضا!!

نشر
الأمصار

الأقوال بعضها قد يذهب مذهب الأمثال لدى الناس وكثيرا ما نسمع خلال العمل من يأتي بمثل تعليقا على حالة أو حوار بينه وبين زميله  وهكذا فإن المجتمع اي مجتمع يعبر عن خلاصة حالته الاجتماعية من خلال هذه الامثال.
والصحفي هو انسان من هذا المجتمع وفي ذات الوقت هو عينه التي يرى من خلالها كل جميل وقبيح وكل جيد ورديء وهو في الوقت ذاته لسان الناس وقلمها يرى الجميل من الأمور فيمتدحه ويشد على أيدي فاعليه ويرى  الرديء فينقده ويدين فاعليه أيضا .
مناسبة هذا الحديث انني وبعد هذا العمر المهني والذي شارف على الخامسه والأربعين سنة  فوجئت بسؤال من أصغر ابنائي وهو في السنة الاخيرة من الدراسة الجامعية بقوله (لماذا انتم الصحفيون رضاكم صعب وترون الاشياء مهما عظم شأنها ان فيها  ما ينقصها)؟ 
سؤال فيه الكثير مما يقال والصحفي يريد كل شيء ان يأتي كاملا فهو يرنو بطبيعته الإنسانية  والوطنية والاجتماعية إلى  ان يرى الشوارع نظيفة زاهية ومشجرة وتغسل مساء كل يوم ليصبح العراقي على يوم نظيف ونقي الهواء والصحفي لا يرضى أن يرمي الناس النفايات خارج أماكنها المعتادة وتشويه مناظر الشوارع علاوة على انبعاث الروائح الكريهة والذباب وما شابه ذلك والصحفي انسان يرى في قيادة العجلة في الشارع فن وذوق وأخلاق فكيف نريده ان يرضى وهو يرى الشوارع  بكل هذه الفوضى واذا كان على مستوى أشخاص فالصحفي مواطن ويهمه ان يرى وطنه عزيزا  مقتدرا مهاب الجانب فهل يستقيم الحال وحدود الوطن أبوابها لكل من هب ودب وان عجلة التقدم والصناعة متوقفة والفساد يضرب أطنابه في كل زاوية فيه حتى اصبح  العراق في أول قوائم الدول الفاسدة وفي ذيل الدول في التعليم والأمن والآمان وحتى الجواز العراقي بات الأسوء عربيا فهل نريد من الصحفي ان يغض الطرف عن كل هذه الأمور وكأن علاقته معها علاقة صداقة أو زمالة عابرة ؟ 
انها علاقة وطن ولا تنفع فيها المجاملات فليست عين الرضا هنا عين قصيرة النظر انها بعيدة النظرتنظر إلى المصلحة العامة وليس إلى المصلحة  الشخصية .
والصحفي مطالب ومسؤول امام الله وأمام ضميره ان لا يجامل ولا يصح معه قول 
(وعين الرضا عن كل عيب كليلة   ولكن عين السخط تبدي المساويا ) .
وسلامة يا وطن.