رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الانتهاكات داخل سجون إيران.. من فقء العينين لاعتقال مشيعي جنازات الموتى

نشر
الأمصار

كشف تقرير صادر عن 'المقاومة الإيرانية "، حول الانتهاكات داخل سجون ايران، أنه أعدم جلاوزة النظام الإيراني سجيناً في سجن بيرجند يوم الأربعاء 17 أغسطس، وسجينا في خرم آباد الإثنين 15 أغسطس، وسجينين في سجن عادل آباد، بمدينة شيراز وسجينا في مدينة ساري، وأربعة سجناء آخرين في أراك الأحد 14 أغسطس.

فقء العين

وأكد التقرير عن الانتهاكات داخل سجون ايران،  أنه في 16 آب / أغسطس، أصدر قضاة النظام في الفرع 13 من القضاء بطهران حكماً بفقء عين شاب حسب ما نقله موقع اعتماد اونلاين في 16 أغسطس، وهو  الحكم  الرابع لتعمية العينين. 

وسبق في 2 أغسطس، حُكم على امرأة ورجلين بسمل العين، وتم إرسال هذه القضايا إلى مكتب المدعي العام بطهران لاستكمال الاستعدادات لتنفيذ الحكم، من سلسلة الانتهاكات داخل سجون ايران (اعتماد أونلاين، 2 أغسطس).

بتر الأصابع

في 17 أغسطس، أُعلن عن حكم بتنفيذ بتر أصابع اليد اليمنى في الأيام المقبلة في سجن ايفين لسجين قابع في سجن كوهر دشت، يدعى سيد محمد حسيني، الذي أدين في 26 يوليو، بسرقة مليون وثمانمائة ألف تومان (أقل من 60 دولارًا بسعر السوق الحر)، ضمن الانتهاكات داخل سجون ايران.

وتأتي هذه الأحكام على الرغم من حقيقة أن قاضي زاده هاشمي، رئيس مؤسسة الشهيد التابعة لخامنئي، كشف الشهر الماضي عن اختلاس خمسة آلاف مليار تومان في إحدى المجموعات الفرعية لهذه المؤسسة المسماة "مصرف دي"، وكتبت وسائل الإعلام الحكومية أن هذه حالة اختلاس واحدة فقط في الشركات التابعة لمؤسسة الشهيد. (اقتصاد نيوز، 25 يونيو).

 

وأوضح التقرير أن الانتهاكات داخل سجون ايران تشير إلى أن النظام الايراني لا يمكن أن يوقف آلة القتل والإعدام والبتر والتعمية حتى ليوم واحد خوفا من انفجار غضب الناس. 

وأعلن العميد حسين رحيمي قائد الشرطة  في طهران أنه "في المرحلة الثالثة من خطة اقتدار الشرطة الأمنية، تم إلقاء القبض على 304 من البلطجيين كانوا متورطين في الأذى والنزاع والصدامات"، مشيرًا إلى تعرض عناصر النظام الذين يعملون باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويمارسون القمع والتعذيب بحق الشباب،  للضرب من قبل المواطنين وقال: "سندافع بكل قوتنا عن أولئك الناشطين في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسوف يتم دعمهم بالكامل من قبل الشرطة". وأضاف: "ألقى ضباط شرطة الانترنت القبض على 116 شخصًا ارتكبوا انتهاكات في الفضاء الإلكتروني في هذا المشروع" (طهران برس، 17 آب).

 

ودعت المقاومة الإيرانية  الأمم المتحدة وجميع المدافعين عن حقوق الإنسان، وكذلك الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، إلى إدانة عمليات الإعدام والعقوبات الجائرة على غرار العصور الوسطى. إن نظام الملالي، الذي هو وصمة عار على الإنسانية المعاصرة، يجب إبعاده من المجتمع الدولي، ويجب تقديم قادته، وخاصة خامنئي ورئيسي، إلى العدالة.


الإعدام في المناسبات الدينية 

 

وأشار التقرير إلى، أنه  لا يقدر نظام الملالي على إيقاف آلة الإعدام والقتل حتى في أيام محرّم وإحياء ذكرى عاشوراء.

وأفاد التقرير أنه يوم الأربعاء 10 أغسطس (12 محرم)، أعدم النظام سجينا يدعى محمد حسين علي زاده شنقاً بعد ستة أعوام في الحبس في سجن قم وسجينا أخر يدعى مهدي نوركرمي شنقاً في سجن أراك. وفي يوم 6 أغسطس / آب تم إعدام سجين يدعى علي قره لر في سجن قم وفي يوم 5 أغسطس / آب، تم شنق سجينين اسمهما ميلاد بدرخاني وحسين باقربور في سجن ساوه، وفي الأول من أغسطس / آب، تم شنق سجين آخر اسمه مجتبي رامين في نفس السجن.

وبذلك، بلغ عدد الإعدامات التي نفذها النظام في ولاية رئيسي منذ 23 يوليو 39 على الأقل.


 رسالة مريم أكبري منفرد

بينما جاء في رسالة مريم أكبري منفرد الموجَّهة إلى موسوي تبريزي، المدعي العام لنظام الملالي في عقد الثمانينيات: ” كان الرد على شكواي ضد مرتكبي عمليات الإعدام في عام 1988 بالتهديد والنفي والسجن”.

اضطر موسوي تبريزي، النائب العام آنذاك في عقد الثمانينيات، في الآونة الأخيرة، بعد التصديق على الحكم بالسجن المؤبَّد على حميد نوري، أحد المتورطين في الإبادة الجماعية لمجزرة عام 1988، في سجن كوهردشت؛ إلى القول معترفًا بإعدام 30,000 سجين سياسي في عام 1988: ” كان بإمكان عائلات مَن تم إعدامهم رفع دعوى قضائية، ولكنهم لم يفعلوا!”.

وردَّت السجينة السياسية الصامدة، مريم أكبري منفرد، التي تعيش في المنفى حاليًا في سجن سمنان؛ على هذا المعمم الجلاد. وورد في رسالة مريم أكبري منفرد، مايلي: لقد تقدَّمت بشكوى، فماذا فعلتم بي بعد مرور 3 عقود سوى التهديد والنفي والاستمرار في سَجني انتهاكًا للقانون؟

والجدير بالذكر أن التهمة الوحيدة الموجَّهة لمريم أكبري منفرد هي التقاضي لدماء شقيقها وشقيقتها الشهيدان اللذان أُعدما في مجزرة عام 1988، وشقيقيها الآخرين اللذان أُعدما في عقد الثمانينيات. 

وورد في جزء آخر من رسالة مريم أكبري منفرد الموجَّهة إلى المعمم موسوي تبريزي: “لعلك نسيت. فاسمح لي أن أذكِّرُك بأن عائلات ضحايا المجزرة لم يكن لديهم الحق حتى في إقامة مراسم العزاء، حيث أنكم بادرتم أثناء إقامة مراسم الحداد العائلية بالقبض عليهم وعلى جميع الضيوف، وزجيتم بهم في السجون. والأنكي من ذلك هو أنكم لم تبادروا بتسليم جثث الضحايا لعائلاتهم، ولم تخبروهم بمكان دفنهم، ولم تضعوا حتى علامات على القبور. فكيف لك أن تتحدث الآن عن رفع دعوى قضائية بعد مرور 3 عقود على المجزرة التي ارتكبتموها مع سبق الإصرار والترصد؟

وتقضي مريم أكبري منفرد السنة الـ 13 من عقوبتها، في المنفي في سجن سمنان، بموجب الحكم عليها بالسجن التنفيذي لمدة 15 عامًا.

وتعد  مريم أكبري منفرد أم لـ 3 بنات، ولم يسمحوا لها خلال هذه السنوات الـ 13 بالخروج من السجن في إجازة ولو ليوم واحد.

وأوضحت السجينة برسالتهت، أن المجزرة ما زالت مستمرة،  أن عمليات الإعدام وقتل أبناء الوطن الأبرياء تعتبر امتدادًا لهذه الإبادة الجماعية، والحقيقة هي أن الجرائم التي ارتُكبت في أعوام 2009 و 2018 و 2019 تعتبر امتدادًا لمجزرة عام 1988، مبينة أن السعي والصمود للتقاضي على مجزرة عام 1988 هو عين النضال من أجل الحرية.