رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : في الصميم .. العراقي غضب بلا هدوء !!

نشر
الأمصار

ليس بغريب ان تصنف مؤسسة  غالوب  العالمية  شعب  العراق  بأنه يأتي بالمرتبة الثالثة عالميا في حالة الغضب وياشارك معه الشعب  الارميني فيما أتى الشعب  الفلندي الأول عالميا  بالهدوء .
فأسباب الغضب كثيرة منها  ما يتعلق بالجينات الوراثية ومنها ما له صلة بظروف الحياة  والعمل او المعاناة  من الأمراض  المستعصية  هكذا يفسر علم النفس اسباب الغضب أذا توفر واحد منها يجعل المرء حاد المزاج سريع الغضب يصاب بفوران الدم او كما يطلق عليه شعبيا (دمه حامي) .
اقول لا غرابة وقد تجمعت كل اسباب الغضب لتجعل من العراقيين  سريعي الغضب  متوترين فهل بعد الذي حدث ويحدث في العراق منذ ما يقرب من عشرين عاما يجعل للهدوء مكانا في حياة الناس؟
فعلى اي جانب من جوانب الحياة يجد العراقي عوامل الهدوء والراحة النفسية ؟ فكل جوانب الحياة من حوله غير اعتيادية وغير طبيعية  ولا وضوح لمعالم  المستقبل على المدى القريب او البعيد فهو يعيش في اجواء حارقة في كل شيء من درجات الحرارة التي تجاوزت الخمسين مؤية مع فشل وزارة الكهرباء  الدائم في توفير منظومة الكهرباء بشكل مستمر  للمواطنين في  عموم مدن العراق وعدم استقرار الوضع السياسي في البلد يشكل عنصر مضاف  للتوتر نتيجة الصراعات على السلطة  و ما يمر به العراق الان من ظرف ينذر  بكوارث حقيقية على الوطن كله. 
واذا كانت اسباب التوتر والغضب عديدة فإن اسباب الراحة والهدوء هي الاخرى عديدة  أيضا فلنوفر لشعب العراق ما هو متوفر للشعب الفلندي من اسباب العيش الرغيد  والخدمات العامة الجيدة والاستقرار السياسي والأجواء النقية والباردة التي تجعل أعصاب الإنسان في ثلاجة وعندها سنرى العراقي الأكثر هدوء في هذا الكون  فهل يستقيم الهدوء مع فساد الفاسدين وظاهرة نهب خيرات الوطن  وهل يكون الهدوء مع  استباحة كرامة الإنسان العراقي من خلال عملية الاستهانة بكل حقوقه بالعيش في حياة حرة كريمة وكيف تريدون من العراقي ان يكون  هادئا  وهو يرى مستقبل اولاده في ضياع وان خيرات الوطن تتناهبها الاحزاب الحاكمة وان  واردات ثروته  النفطية تضيع في غياب التنمية الحقيقية لموارد الوطن  وهدر طاقات كفاءاته العلمية والعملية وإفراغ الوطن من مبدعيه وعلمائه ومثقفيه.
فكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟
وسلامي  على الهدوء.