رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد الإطاحة بوزيرة الخارجية الإسبانية.. ما مصير العلاقات بين مدريد والمغرب؟

نشر
الأمصار

ربط خبراء سياسيون، الإطاحة وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس، ببوادر انفراجة في العلاقات الإسبانية المغربية، بعدما شهدت توترات شديدة خلال الفترة الماضية.

 

وغادرت الوزيرة الإسبانية منصبها إثر تعديل حكومي جزئي، أعلن عنه أمس السبت في إسبانيا، بسبب سوء إدارتها للأزمة الدبلوماسية مع الرباط، ورأى البعض ان هذه الخطوة قد تفتح الباب لانفراج مرتقب في العلاقات بين البلدين الجارين.

 

وزادت حالة من التوتر في العلاقات المغربية الإسبانية على خلفية استقبال مدريد قبل أشهر زعيم جبهة البوليساريو المطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، إبراهيم غالي، من أجل تلقي العلاج.

 

وتفاقمت الأزمة بين الرباط ومدريد منتصف شهر مايو حين تدفق آلاف المهاجرين على مدينة سبتة الخاضعة للإدارة الإسبانية؛ ما فسّر في مدريد بأنه رد على استقبال زعيم البوليساريو.

 

وكان المغرب قد عبر بشكل رسمي عن أسفه لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها إبراهيم غالي، المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

 

وقال الإعلامي والمحلل السياسي، مصطفى الطوسة، إن إبعاد وزيرة الخارجية الإسبانية يشكل مؤشرا قويا تريد من خلاله السلطات الإسبانية تعبيد الطريق نحو تطبيع العلاقات مع المملكة المغربية.

 

وكانت التوقعات برحيل الوزيرة عن وزارة الخارجية تناسلت طيلة الأيام الماضية، على خلفية ما اعتبر “تدبيرا سيئا” للأزمة الدبلوماسية مع المغرب، واتهامات بأنها طرفا أساسيا في الأزمة.

 

وفي 23 من يونيو الماضي، قالت صحيفة “بوث بوبولي” “vozpopuli” الإسبانية، إن التعديل الحكومي يهدف إلى إعطاء دفعة للسياسة الخارجية واستعادة مناخ الثقة مع المغرب.

 

وأشارت الصحيفة آنذاك، إلى أن عددا من الدبلوماسيين الإسبان يشيرون إلى أن اسمين محتملين لتعويض لايا؛ وهما وزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني، لويس بلاناس، والسفير الإسباني في فرنسا خوسيه مانويل ألباريس.

 

وينظر طوسة إلى هذه الإقالة بمثابة اعتراف من طرف رئيس الحكومة الاسبانية بأن وزيرة خارجيته أصبحت عبئا يهدد المصالح الحيوية لإسبانيا، عبر استمرار الأزمة مع الرباط، التي لا شك أنها وضعت شروطا لاستئناف الحوار الاستراتيجي مع مدريد؛ من بينها تغيير المُحاور الاسباني.

 

ويرى الباحث أن إسبانيا أقدمت على هذا التغيير، لأن المغرب بدا متشبثا بوضع النقاط على الحروف في حادثة دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا.

 

وتم تعيين سفير إسبانيا في فرنسا، خوسيه مانويل، وهو سفير محنك خدم بعدة دول، في منصب وزير الخارجية خلفا لأرانشا غونزاليس لايا.