رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

قمة عربية رباعية في بيروت حول الأمن الغذائي والزراعي

نشر
الأمصار

قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، إن تحقيق الأمن الغذائي يشكل أحد الأولويات الرئيسية لسائر البلدان العربية، سيما في ضوء الأحداث الاخيرة في العالم والتي كشفت فعليا فجوة عميقة ينبغي التنبه لها وتتعلق بضرورة تعديل سلّم الاولويات والتركيز بشكل اساسي على القطاعات الزراعية والغذائية وتبسيط إجراءات التصدير والاستيراد.


وشدد ميقاتي خلال لقائه وزراء زراعة الأردن وسوريا والعراق بالإضافة الى نظيرهم اللبناني قبيل القمة الرباعية لبحث الشأن الزراعي والغذائي اليوم الخميس، على "أن لبنان الذي يعاني من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية يتطلع إلى أشقائه وأصدقائه كي يقفوا إلى جانبه في محنته، ليستعيد مكانته ودوره المحوري داخل أسرته العربية".


إلى ذلك، قال وزير الزراعة الاردني خالد الحنيفات، إن الاردن أعاد النظر بالإستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، بهدف زيادة القدرة على إدارة المخاطر والصمود في مواجهة الكوارث.
وأضاف، عملنا من أجل تطوير البنى التحتية اللازمة للري وتوفير مدخلات الإنتاج، وتوجيه المزارعين لاعتماد التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج، وتشجيع الاستثمارات الخاصة والعامة، وإعـادة تكييف التقويم الزراعي على أسـاس أنمـاط الطقس المتغيرة من خلال وضع سياسة للزراعة الذكية مناخيًا، والتركيز على التجارة الدولية والخدمات اللوجستية والاكتفاء الذاتي المحلي، والمخزون الاستراتيجي، وسلاسل الإمداد، والإشراف على إصدار شهادات الجودة بشكل أكثر فعالية، ومراجعة وتعديل التشريعات الخاصة بسلامة الغذاء.


وأشار إلى أننا في الأردن لا نفوق الحاضرين حرصاً على تجاوز العقبات وتذليل العوائق، وقد جمعتنا لقاءات ثنائية لم تنقطع لبحث القضايا المشتركة وإيجاد سبل لتطويرها، وتم توقيع العديد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية، كما يجري العمل على تفاهمات أخرى في المستقبل القريب، وبقيت اللجان المشتركة تنعقد بشكل دوري ديدنها التوافق والانسجام على الدوام.

تأمين احتياجات السكان من الغذاء


وقال وزير الزراعة السوري محمد حسن قطنا، رغم الحرب التي تعرضت لها سورية على مدى إحدى عشر سنة والتي أدت إلى تدمير معظم الموارد الطبيعية والبنى التحتية والخدمية للانتاج الزراعي فقد استمر تأمين احتياجات السكان من الغذاء من الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار إلى أن بلاده بدأت في الآونة الأخيرة باستيراد القمح بسبب سرقة الحبوب وتهريبها واستمرار الحصار الاقتصادي الجائر والعقوبات القسرية التي حدت من امكانية استيراد مستلزمات الانتاج من الاسمدة والمحروقات.


وأكد أن الحكومة السورية أولت القطاع الزراعي الاهتمام الأكبر بين كافة القطاعات من خلال صياغة الأولويات ومراجعة السياسات في كافة المجالات الإنتاجية والموارد الطبيعية والاقتصاد الزراعي والتنمية الريفية.
ومن جهته أعرب وزير الزراعة العراقي محمد كريم الخفاجي، عن الأمل في تحقيق الوحدة العربية، مشيرًا الى أن الأمن الغذائي من أهم مرتكزات الأمن القومي العربي.
وقال، ان العراق حقق عام 2020 الاكتفاء الذاتي في محصول الحنطة ولكن بسبب الظروف المناخية والحصار وإغلاق تدفق المياه في بلاد المنبع قلص الإنتاج الزراعي الى مليوني طن.
وأشار إلى اتفاق بين البلدان الأربعة المشاركة في القمة لتأسيس جمعية تسويقية مشتركة لتسهيل اجراءات دخول البضائع وإنشاء مخازن مبردة وتسهيل السيطرة على الروزنامة الزراعية، مشيرًا إلى أن العراق يعاني من انحسار في بعض المواسم لكن من خلال الروزنامة الزراعية والجمعية التسويقية يمكن ان نستغني عن كل المؤتمرات والكلمات.


وقال وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن: إن لقاءنا اليوم يأتي في ظرف استثنائي يمر به العالم اجمع، حيث تلوح أزمة اقتصادية عالمية تكاد تخرج عن السيطرة، في ظل تدهور غير مسبوق في العلاقات الدولية، وتهديد للأمن الغذائي العالمي.


وأشار إلى أن القطاع الزراعي في منطقتنا والعالم يتأثر بهذه المتغيرات المتسارعة وإن كان بنسب متفاوتة، ما يحتم التنبه لأهمية الارتقاء بهذا القطاع لما له من انعكاس على الإنتاج والتعافي الاقتصادي.
ودعا الحاج حسن الى مناقشة أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المنطقة، سيما تحديات التغير المناخي وندرة المياه وانتشار الأمراض والاوبئة والبحث في سبل مواجهتها عبر تفعيل التعاون المشترك.


كما دعا إلى إرساء الشراكات الحقيقية بيننا، وتطوير التعاون الفني عبر اللجان المتخصصة وتذليل العقبات امام التبادل التجاري الزراعي في شقيه النباتي والحيواني، عبر تبسيط إجراءات الحجر الصحي الزراعي والبيطري، ورفع التوصيات المتعلقة بإجراءات نقل وعبور المنتجات الزراعية بين الدول.