رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

العلاقات المصرية الصومالية.. من عهد الفراعنة إلى محاربة الإرهاب وإعادة البناء

نشر
الأمصار

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، اليوم الاثنين، وذلك في قصر الاتحادية.

وقد أجريت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الصومالي، حيث استعرض حرس الشرف، كما عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني للبلدين. 

تعود العلاقات بين مصر والصومال إلى عهد الفراعنة، وتحديدًا عندما قامت الملكة حتشبسوت، خامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، بإرسال البعثات التجارية إلى "بلاد بونت"، الصومال حاليًا، لجلب منتجات تلك المنطقة، خاصة البخور.

وتتميز العلاقات المصرية الصومالية بتعدد الروافد في إطار من المصالح المشتركة والأمن المتبادل، لتشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعيةـ خاصة التعليمية والصحية والثقافية، والمجال العسكري أيضًا.

الرئيس الصومالي يتوجه إلى مصر في زيارة لمدة يومين

غادر الرئيس الصومالي الجديد، حسن شيخ محمود والوفد المرافق له، الأحد البلاد متوجهًا إلى العاصمة المصرية القاهرة.

وتستغرق رحلة الرئيس محمود لجمهورية مصر العربية، التي جاءت بعد تلقيه دعوة رسمية من نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، لمدة يومين.

بحث العلاقات الثنائية

وفي زيارته الأولى إلى مصر سيناقش الرئيس الصومالي مع الرئيس المصري وفق بيان صادر عن الرئاسة الصومالية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون الاقتصادي والدبلوماسي ومحاربة الإرهاب إلى جانب إعادة إحياء الدور المصري في التعليم الصومالي.

بعض زيارات الرئيس الصومالي إلى الدول الأخري

وتعد هذه الزيارة السابعة للرئيس الصومالي إلى الخارج منذ إعادة انتخابه رئيسًا للبلاد في منتصف مايو 2022.
توجه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، اليوم الأحد، على رأس وفد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية.

وذكرت وكالة الأنباء الصومالية، أن الرئيس حسن شيخ محمود تلقى دعوة رسمية من نظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، وتعد الأولى خارجياً للرئيس الصومالي منذ انتخابه في 15 مايو الماضي

ووصل رئيس الصومالي حسن شيخ محمود، الخميس، إلى تنزانيا في زيارة رسمية تعتبر السادسة له خارج الصومال منذ توليه منصبه.

وقالت الرئاسة الصومالية في بيان: "وصل الرئيس حسن الشيخ محمود إلى مدينة عروشا بتنزانيا في زيارة عمل".
وكان في استقبال الرئيس حسن شيخ محمود وزيرة التجارة والصناعة والاستثمار التنزانية أشوتا كيجاجو، والدبلوماسيون الصوماليون في تنزانيا.

العلاقات المصرية الصومالية

أولاً: العلاقات السياسية
وقفت مصر الي جانب الصومال في نضاله ضد الاستعمار البريطاني والإيطالي، وبعد حصوله على الاستقلال عام 1960، واصلت مصر دعم الصومال في جميع مجالات الحياة كي يعزّز موقعه الطبيعي كجزء أصيل من الوطن العربي، ومنذ اندلاع الأزمة الصومالية عام 1991، سعت مصر إلى إيجاد الحلول وإنهاء الاقتتال بين الأخوة الصوماليين.

كما تُعد مصر عضوًا فاعلاً في مجموعة الاقتصاد الدولية المعنية بالمشكلة الصومالية، وتحرص على المشاركة في كافة الاجتماعات التي تعقدها المجموعة، وقد كثفت مصر تحركاتها الدولية خلال السنوات الأخيرة لحشد الدعم للقضية الصومالية وحث القوى الدولية للمساهمة في إعادة بناء المؤسسات الوطنية الصومالية نظرًا للأهمية القصوى للصومال في تعزيز الأمن القومي المصري.

كذلك تشترك مصر في عضوية مجموعة الاتصال الدولية المعنية بمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية حيث تولت رئاسة مجموعة العمل الرابعة المنبثقة عن مجموعة الاتصال وهي مجموعة تختص بدعم الجهود الدبلوماسية ونشر الوعي بشأن ظاهرة القرصنة.

التعاون السياسي بين البلدين

فى 23/3/2022 تدين مصر بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الآثم الذي شهده محيط مطار "آدم عدي" الدولي بالعاصمة الصومالية مقديشيو يوم ٢٣ مارس الجاري، مسفراً عن عدد من الضحايا والمُصابين.

كما تُعرب مصر، حكومةً وشعباً، عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لحكومة وشعب جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة ولأسر الضحايا، متمنيةً سرعة الشفاء لكافة المُصابين. وتؤكد على تضامنها الكامل مع الصومال الشقيق في مواجهة كافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب، ووقوفها بجواره في مواجهة أي محاولات غادرة تهدف إلى زعزعة أمنه واستقراره.

وفى 12/1/2022 أدانت مصر الهجوم الانتحاري الآثم الذي شهدته العاصمة الصومالية مقديشيو فى ١٢ يناير ٢٠٢٢، والذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمُصابين، كما تعرب عن خالص تعازيها للصومال الشقيق حكومةً وشعباً ولأسر الضحايا متمنيةً سرعة الشفاء للمُصابين.

وتؤكد مصر على تضامنها الكامل مع دولة الصومال في مواجهة كافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب، داعيةً الأطراف الصومالية إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا من خلال تنفيذ ما تم التوافق عليه مؤخراً بشأن الانتهاء من عقد انتخابات مجلس الشعب الفيدرالي بحلول ٢٥ فبراير ٢٠٢٢، كخطوة نحو تحقيق الاستقرار في الصومال. 

وفي 19 أغسطس 2017، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، حيث بحث الرئيسان سبل دعم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وتقديم المساندة في تحقيق التنمية والاستقرار في الصومال، وكذلك الدعم في المجالات التعليمية والدورات التدريبية والرعاية الصحية في إطار الصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والإفريقية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

وفي مارس 2017، استضافت مصر الاجتماع الثاني لمجموعة الاتصال الدولية المعنية بمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية.

وفي 22 فبراير 2017، شاركت مصر في مراسم تنصيب الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فرماجو، وأثناء مشاركته في مراسم التنصيب، التقى السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، الرئيس الصومالي، حيث سلمه رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي تضمنت دعوته لزيارة مصر، كما بحث الجانبان الأوضاع الراهنة في الصومال، ومن أهمها موجة الجفاف التي عانت منها بعض المناطق في الصومال.

وفي 16 يوليو 2016، التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وذلك على هامش اجتماعات القمة الإفريقية التي عٌقدت في كيجالي، حيث أكد الرئيس خلال اللقاء التزام مصر بدعم استقرار ووحدة الصومال الشقيق، ودعم تنفيذ خطة "رؤية الصومال 2016"، من خلال تقديم المساعدة في تنمية الصومال وبناء القدرات للكوادر هناك.

وفي 27 مارس 2015، قام الرئيسَ الصومالي حسن شيخ محمود، بزيارة مصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26، استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وفي 14 مارس 2015، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش أعمال اليوم الثالث لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال، حيث أعرب الرئيس الصومالي عن امتنانه لمواقف مصر الداعمة والمساندة للشعب الصومالي، سواء من خلال مشاركتها الفعالة والنشطة في جهود التسوية السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، أو من خلال برامج الدعم الفني التي يتم تقديمها من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

وفي 29 ديسمبر2014، قام الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بزيارة لمصر استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي وبحث الجانبان آخر التطورات على الساحة السياسية الداخلية في الصومال، حيث استعرض شيخ محمود الخطوات الجارية لبسط سيطرة الحكومة على مختلف أنحاء البلاد ومواجهة الميليشيات الإرهابية، فضلاً عن إعداد دستور جديد للصومال وإرساء دعائم الدولة والتمهيد لتحويلها إلى نظام فيدرالي قبل عام 2016.

وفي 9 يونيو 2014، قام الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بزيارة للقاهرة لحضور حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأجرى خلال الزيارة لقاءً مع الرئيس السيسي تناول بحث تقوية أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.

العلاقات الاقتصادية
شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والصومال نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة؛ مدعومة بوجود إرادة سياسية قوية وسعي جاد لوضع خطط مستقبلیة وفتح أبواب جدیدة للتعاون في مجالات متعددة، وقد بلغ حجم الميزان التجاري بين مصر والصومال نحو 88 مليون دولار خلال عام 2017 مقارنة بـ 54 مليون دولار عام 2016. وتتمثل الصادرات المصرية للصومال في السلع الغذائية ومواد البناء، وقطاع الأدوية، فيما تستورد مصر من الصومال الماشية.

وفي أغسطس 2016 افتتح السفير المصري لدى الصومال منتدى رجال الأعمال المصري الصومالي تحت عنوان (في قلب مصر.

السفير المصري لدى الصومال

وتعتبر مشروعات الطاقة والمیاه على رأس المجالات التي یمكن أن تشهد تطورا كبیرا بين البلدين، خاصة ما یتعلق بمشروعات خلایا الطاقة الشمسیة وشبكاتها، لاسیما مع تشابه الظروف المناخیة للبلدین، كما یعد قطاع البنوك من قطاعات التعاون الواعدة، حيث تم الاتفاق المبدئي على تدشین برامج تدریبیة للمصرفیین الصومالیین سواء عبر البنوك الوطنیة المصریة «الأهلى، مصر، والقاهرة» أو بالتعاون مع المعهد المصرفى المصري. كما یعد مجال الزراعة والثروة الحیوانیة من القطاعات الواعدة التي یمكن اعتبارها قاطرة لتنشیط التعاون الاقتصادي بین البلدین.

ووقعت مصر والصومال خلال عامى 2015 و 2016 على مذكرات تفاهم فى مجالات عديدة مثل: الصحة، والتعليم، والجمارك، والزراعة، والثروة الحيوانية، والثروة السمكية، والتجارة، وفي 19 أبريل 2016 وقعت الصومال ومصر، مذكرة تفاهم في مجال التعاون الاقتصادي تضمنت إنشاء لجنة تجارية مشتركة برئاسة وزيرى التجارة في البلدين وتضم كبار المسئولين في مجال التجارة، لمناقشة تسهيل حركة التجارة وإزالة كل المعوقات وبحث الاحتياجات الحكومية في مجالات البنية التحتية والنقل البحري والصحة والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.

المساعدات الطبية
في 18 مارس 2018، قامت السفارة المصرية بتسليم شحنة مساعدات طبية تبلغ نحو ٢ طن من الأدوية مقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية إلى الدكتور عبد الله حاشي وكيل أول وزارة الصحة الصومالية. وفي 17 مايو 2017، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى واصلت مصر جهودها لمعاونة الأشقاء الصوماليين المتضررين من موجة الجفاف العنيف التى ضربت مناطق متفرقة من دولة الصومال، حيث تم ارسال دفعات جديدة من المواد الغذائية والأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية.
العلاقات الثقافية
تتميز العلاقات الثقافية بين مصر والصومال بالعمق والعراقة، حيث وافق الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكتوبر 2014 على زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة لطلاب الصومال بالجامعات المصرية لتصبح مائتي منحة جامعية سنوياً، وكذا معاملة الطلاب الصوماليين الدارسين بمختلف الجامعات المصرية معاملة الطلاب المصريين، وذلك في إطار دعم دولة الصومال الشقيقة، ولا سيما في المجالات الفنية التي تمتلك فيها مصر خبرات متميزة، ويحصل الجانب الصومالي حالياً على خمسين منحة جامعية سنوياً طبقاً للبرنامج الثقافي بين البلدين، إلى جانب أربعين منحة أخرى يتم تقديمها من خلال التعاون بين وزارة الخارجية المصرية وسفارة دولة الصومال بالقاهرة.

واتفقت وزارة التعليم المصرية مع نظيرتها الصومالية على استلام وإعادة تشغيل مدرستين هما مدرسة 15 مايو الثانوية ومدرسة شيخ حسن برسانى الثانوية بمقديشيو، كما تسعي مصر لإعادة تشغيل مدرسة جمال عبد الناصر وإيفاد خبراء لتطوير المناهج الدراسية، علما بأنه توجد بعثة تعليمية مصرية (تعليم عالى) فى إقليم أرض الصومال (43 مدرساً) وتوجد بإقليم بونتلاند بعثة أزهرية (16 معلماً أزهرياً)، فيما قامت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بتقديم 61 منحة تدريبية خلال عام 2015.

كما تلعب مصر دوراً هاماً إلي اليوم في نشر الثقافة والتعليم في الصومال من خلال إيفاد المدرسين التابعين لوزارة التربية والتعليم للتدريس بالمدارس الصومالية، أو المعلمين التابعين للأزهر الشريف، وكذا خبراء الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا الذين يقومون بنشر العلم في مؤسسات التعليم العالي، كما يقدم الأزهر الشريف عدداً من المنح الدراسية السنوية للطلاب الوافدين من جمهورية الصومال للدراسة بجامعة الأزهر أو المعاهد الأزهرية.

وفي نوفمبر 2019، أرسلت وزارة التعليم الصومالية رسالة للبعثة التعليمية المصرية لديها، تفيدها بإنهاء مهامها، وإغلاق المدرسة الصومالية في الصومال. جاء ذلك مع اقتراب اغتيال كمال الدين صلاح، الدبلوماسي المصري المنسق لإجراءات استقلال الصومال في 16 أبريل 1957، لعرقلة استقلال الصومال. جاء رد الوزير السابق محاد صلاد، على ذلك بأنه يرجع إلى اشتباه تورط القائمين بها بعمليات لتخريب العلاقات الإثيوبية الصومالية.