رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

كأنه يعيش بين ظهرانينا..نصائح الزعيم جمال عبد الناصر إلى البلاد العربية

نشر
الأمصار

تمر اليوم ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة في مصر والزعيم جمال عبد الناصر، والذي لم يكن رجل عربيًا عاديًا أو حلم فقط بالوحدة العربية، ولكن نصائحه عن العرب تشعر وكأنها تتحدث عن الأيام الحالية.

نصيحة عبد الناصر للبنان: المصارف

وتستعيد صحيفة اللواء اللبنانية، ما كتبه زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، كمال جنبلاط، في جريدة «الأنباء» العدد ١٤ أكتوبر/ تشرين الأول 1967 عن القطاع المصرفي في لبنان: «… وعند حديثنا خلال اجتماعنا بالزعيم جمال عبد الناصر وبقيادة الثورة المصرية، واجهني الجميع باهتمامهم الشديد بمصير الوضع المصرفي في لبنان، لأن عليه يتوقف وضع اقتصاد الخدمات وسواها في اقتصاده. وقد أيّد الجميع موقفنا في الحزب الاشتراكي، وفي الجبهة، من قضية المصارف اللبنانية لأنه – على حد تعبير الرئيس الكبير (جمال عبد الناصر) – على لبنان كونه في الوقت الحاضر ليس لديه انتاج صناعي وزراعي متطوّر على حد تعبير الرئيس عبد الناصر، عليه أن يحافظ على الاقتصاد النامي للخدمات المصرفية والتجارية كي يستطيع أن ينمّي بها ذاته ويحافظ على مستواه الاقتصادي والاجتماعي»..

ويضيف كمال جنبلاط في افتتاحيته عن مصارف لبنان واقتصاد لبنان: «الزعيم جمال عبد الناصر عُني كثيرا بدراسة الأنظمة الاشتراكية، ولم نستغرب نظرته الواقعية عندما أشار الى ضرورة اعتماد لبنان سياسة اقتصادية خاصة وواقعية على غرار أسوج ونروج  (الدول الاسكندنافية السويد والنرويج)، وسواها من البلدان المتقدمة، حيث لكل بلد وفق قول الرئيس عبد الناصر، ظروف من المكان والزمان خاصة. وهكذا بالنسبة للبنان حيث لا تنطبق الأسس التي تبنّتها التجربة الناصرية الاشتراكية في الجمهورية العربية المتحدة».

 

وجاء كلام كمال جنبلاط يومها بعد أن عجزت الدولة اللبنانية عن إنقاذ بنك انترا في العام 1966، مضيفا: «الغريب ان جميع الناس في الخارج يهتمون بمصير المصارف اللبنانية، ما عدا ربما المسؤولين اللبنانيين أنفسهم. وقد التقينا بأكثر من عربي وأكثر من أجنبي يدركون هذه القضايا. وكان الجميع يستغربون كيف أن الدولة في لبنان لم تستطع حتى الآن أن تنقذ مصرفا من الإفلاس، وبالتالي أن تنقذ اقتصادا لها تجاريا من التوقف أو التقلص أو الانهيار. وبتخليص لبنان من هذه الورطة التي وقع فيها أرباب المال والاقتصاد».

مصر وليبيا شعب واحد

تداول نشطاء ليبيون عبر وسائل التواصل الاجتماعى، اليوم الجمعة، مقطع فيديو عن الزعيم جمال عبد الناصر يتحدث فيه عن ليبيا وشعبها وأنهم حماة للظهير المصرى، مضيفا "ثروة الشعب الليبى للشعب الليبى ...ليبيا ومصر شعب واحد ومصير مشترك."

 

وأكد الزعيم جمال عبد الناصر في الفيديو المتداول على أن مصر ستعمل بكل الطرق للتضامن والتكاتف مع ليبيا من أجل التنمية والتطور، موضحا أن من يقول أن الشعب المصري يطمع في ثروات الشعب الليبي ليسوا أصدقاء للشعبين بل يريدون العزلة لليبيا حتى يتأمروا عليها.

وأشار الزعيم جمال عبد الناصر إلى أنه يجب على كل فرد من أبناء الأمة العربية مواجهة الحرب النفسية التي تسعى للتفرقة بين أبناء الشعبين، مضيفا " نقول للشعب الليبى نحن معكم في السراء والضراء وإذا قاتلتم فإن الشعب المصرى سيقاتل معكم".

عبد الناصر والجنوب

تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لكلمة تاريخية للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، والتي تحدث فيها عن العاصمة عدن وشعب الجنوب.

وقال الزعيم جمال عبد الناصر، إن عدن أقوى من بريطانيا والشعب في عدن والجنوب أقوى من بريطانيا، والسلطان أحمد الفضلي أقوى من رئيس وزراء بريطانيا.

وأضاف عبدالناصر في كلمة جماهيرية له، أن إرادة التغيير لابد أن تنتصر للإنسان الحر في عدن والجنوب، كما أن إرادة التغيير في كل مكان لابد أن تنتصر لكل إنسان حر.

ماذا قال عن شعب السودان

يكفي ذكر حديث خطبة عبد الناصر في الخرطوم، حيث قال: "فى هذا اليوم الذى تحتفلون فيه.. فى هذا اليوم الذى تحتفلون فيه بعيد استقلال السودان العظيم.. فى هذا اليوم الذى يدخل فيه النضال العربى مرحلة اختبار مصيرى، فى هذا اليوم الذى يبدأ فيه العالم كله حقبة جديدة من الزمان، فى هذا اليوم أيها الإخوة وأخى الرئيس نميرى.. فى هذا اليوم يسعدنى ويشرفنى أن أكون هنا بينكم مع الجماهير السودانية، مع القوى العاملة المؤمنة المكافحة، فى هذا البلد القوى المؤمن المكافح الذى أعطى ويعطى دائماً لأمته العربية كل ما لديه بكرم وسماحة، بشجاعة ورجولة.

واستكمل ناصر حديثه عن وقوف السودان مع مصر قائلاً: “فى سنة ١٩٦٧ حينما حضرت إليكم هنا فى الخرطوم لحضور مؤتمر القمة، كانت الأمة العربية التى صممت على رفض الهزيمة وعلى النضال حتى النصر، والتى خرجت - كما قال الأخ الرئيس نميرى - يوم ٩ و١٠ تعبر عن رفضها للهزيمة فى كل بلد وفى كل مكان فى جميع أرجاء الأمة العربية، حضرنا إليكم هنا فى سنة ١٩٦٧ فى أغسطس لحضور مؤتمر القمة، وكان كل فرد من أبناء هذه الأمة العربية يشعر فعلاً بالهزيمة، وكنت أشعر فى قرارة نفسى بالواجب المطلوب وبثقل المسئولية، وبثقل الأمانة التى كان على أن أؤديها خصوصاً بعد ٩ و١٠ ويونيو”.

وأضاف عبد الناصر :جئت إليكم هنا فى الخرطوم فى هذه الأيام وأنا أعلم أن شعب السودان الشقيق.. شعب السودان العظيم حينما خرج يوم ٩ و١٠ يونيو لم يكن فوراناً عاطفياً وإنما كان تعبيراً عن إرادة مصممة لرفض الهزيمة والسير فى الطريق حتى النصر بعون الله.

ووصف عبد الناصر الشعب السوداني قائلاً: “كانت حيوية الشعب السودانى فى هذه الأيام التى تنبأ فيها أعداؤنا.. أعداء الأمة العربية.. الاستعمار وأعوان الاستعمار، كان الشعب السودانى ونحن نعقد المؤتمر هنا فى الخرطوم هو الملهم، هو الذى ألهمنا حتى ينجح المؤتمر، كان الشعب السودانى الذى أظهر لنا فى كل الأوقات منذ الدقيقة الأولى التى وصلنا فيها إلى الخرطوم أنه مصمم على الصمود، ومصمم على النصر، وأنه بذلك يعبر عن مشاعر الأمة العربية، هو الملهم لنا حتى استطعنا أن نخرج من المؤتمر بمقررات تساعد على الصمود”.

ماذا قال عبد الناصر عن سوريا

في حديث للرئيس «جمال عبدالناصر» تعليقاً على الأحداث السورية المتلاحقة في أواسط الستينيات وما أعقب الانفصال من انقلاب العسكريين البعثيين على حكم «ناظم القدسى»- وهو آخر رئيس منتخب بحق في سوريا- قال جمال عبدالناصر ما نصه «من ضَيَّعَ سوريا هو من قَسَّم سوريا إلى بعثى وسورى.. هو تلك العنصرية… البعثى له كل شىء والسورى ليس له شىء.. البعثى فوق القانون وفوق المحاسبة والسورى يلاحق ويحاسب»..!

كان «ناصر» مُنصِفَاً وهو يرى بيت الداء في الحالة السورية حينها والذى هو عين الداء في المصير الدامى الذي آلت إليه اليوم.. ولم يحمله كون ناظم القدسى رئيساً انفصالياً- بعد الوحدة- أو ادعاء البعثيين دعمهم للوحدة أن يحابى أو يرى وينطق بغير الحقيقة.