رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

قراءة في البيان الختامي لقمة جدة.. 10 قضايا أمنية بين واشنطن والعرب

نشر
الأمصار

ناقش البيان الختامي لقمة جدة العديد من القضايا الأمنية الهامة في المنطقة العربية، وكان بعضها يعد جراحًا غائرة وتخوفات مشروعة من الرئيس بايدن، في مختلف المجالات، خصوصا في المجال الأمني بداية من الملف الإيراني ووصولاً إلى مناطق النزاع المختلفة

الاتفاق النووي

وأعرب البيان الختامي لقمة جدة  عن دعم القادة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولهدف منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، كما جدد القادة دعوتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.

ويأتي البيان الختامي لقمة جدة  بعد أن أعلنت  فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك، إن إيران قدمت "مطالب غير واقعية" خلال المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، التي وضعت قيودًا على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات.

 

وذكر البيان أن "إيران، لسوء الحظ، رفضت مرة أخرى اغتنام الفرصة وبدلاً من ذلك، قدمت مطالب جديدة غير واقعية في الاجتماع الذي انتهى، أمس، في الدوحة".

 

وأضاف البيان: "يجب أن تنتهز إيران هذه الفرصة لإبرام الاتفاق، بينما لا يزال ذلك ممكنا"، مشيرا إلى أن البرنامج النووي الإيراني "أصبح الآن أكثر تقدما من أي وقت مضى".

وقالت الدول الثلاث: "ندعو إيران إلى وقف تصعيدها النووي، والعودة إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقبول دون مزيد من التأخير العرض المطروح على الطاولة، والذي سيعود بالفائدة على الشعب الإيراني والأمة الإيرانية".

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، يوم الأربعاء، إن المحادثات غير المباشرة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في قطر بهدف إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني انتهت دون إحراز أي تقدم.

وأضاف المسؤول أن المحادثات، التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي، ظلت في مكانها "وهو ما يعني في هذه المرحلة تراجعا".

وتم توقيع اتفاق النووي عام 2015 بعد عامين من المفاوضات المكثفة بين الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وكان الهدف منه تقييد برنامج إيران النووي المدني ومنعها من تطوير أسلحة نووية مقابل تخفيف العقوبات.

ومع ذلك، انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران في عام 2018، وبينما قالت الأطراف المتبقية إنها ملتزمة بالحفاظ على الاتفاق، أعادت إيران إحياء برنامجها النووي.

إرهاب الحوثيين

كما أدان البيان الختامي لقمة جدة  بقوة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وأكد عزم القادة  على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها.

 

وأكد القادة إدانتهم القوية للهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية ومنشآت الطاقة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وضد السفن التجارية المبحرة في ممرات التجارة الدولية الحيوية في مضيق هرمز وباب المندب، مشددين على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها قرار مجلس الأمن 2624.

مرحلة جديدة يدخلها الأمن المائي حول مضيق باب المندب، بعد أن أقرت ميليشيات الحوثي بقرصنتها سفينة "روابي" الإماراتية في البحر الأحمر

إذ تأخذ عمليات الحوثي طوراً مختلفاً يعتمد على تكثيف القرصنة بعد أن كانت تكتفي باستهدافها عن طريق الزوارق المفخخة وتعطيلها، وهو ما يفتح الباب أمام التحليلات حول ما إذا كان ذلك مجرد سلوك انتقامي أم أنها استراتيجية جديدة في التعامل مع الماء المجاور لمناطق سيطرتها الغربية.

وكانت وكالة الأنباء السعودية قد نقلت، الأحد، عن المتحدث باسم التحالف، العميد تركي المالكي، قوله، إن "السفينة كانت في طريقها إلى ميناء جازان السعودي قادمة من جزيرة سقطرى اليمنية، وكانت تحمل على متنها كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمة إنشائه".

ولم تنكر جماعة الحوثي التهمة، إذ أكد يحيى سريع، القيادي في الجماعة التابعة لإيران ومتحدثها العسكري، نجاحهم في السيطرة على سفينة إماراتية في البحر الأحمر، إلا أنه خالف رواية التحالف باعتبارها "سفينة إماراتية عسكرية تحمل معدات عسكرية" دخلت المياه اليمنية.

العراق

 

 

 

وجدد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، ونمائه ورفاهه، ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب. كما رحب القادة بالدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة.

ويعتبر ما جاء بالبيان هو دعم لحكومة الكاظمي، حيث أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الأمريكي جو بايدن على التزامهما المتبادل بالشراكة الثنائية القوية بين العراق والولايات المتحدة.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن «الجانبين بحثا عدداً من القضايا الإقليمية، واتفقا على أن العلاقة بين العراق والولايات المتحدة تستند إلى المصالح المشتركة، وتعزيز سيادة العراق، وسلامة أراضيه، وأمنه، واستقراره، والالتزام بتقوية الشراكة الثنائية بالنحو الذي يصب في مصلحة البلدين».

وأكد الزعيمان على «التزامهما المتبادل بالشراكة الثنائية القوية بين العراق والولايات المتحدة، وفقاً لاتفاق الإطار الاستراتيجي، وعزمهما على المضي بالتنسيق الأمني؛ لضمان عدم عودة داعش من جديد».

وأكد الرئيس بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة؛ لوجود عراق مستقر وموحد ومزدهر وذي سيادة، ويشمل ذلك إقليم كردستان.

اليمن

 

 

جاء البيان أكثر تفصيلاً للحالة اليمنية، حيث رحب البيان بالهدنة في اليمن، وبتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقاً لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ومنها قرار مجلس الأمن 2216. 

ودعا القادة جميع الأطراف اليمنية إلى اغتنام الفرصة والبدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة. 

كما أكد القادة أهمية استمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والدعم الاقتصادي والتنموي للشعب اليمني، وضمان وصولها لجميع أنحاء اليمن.

لبنان

كان ما جاء بالبيان حول لبنان بمثابة خطة عمل لإنقاذ البلد المتعثر، وإيضاح مواقف من كل العملية السياسية التي تتم داخله، حيث عبر المشاركون عن دعمهم لسيادة لبنان، وأمنه واستقراره، وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي. 

ونوه القادة بانعقاد الانتخابات البرلمانية، بتمكين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وبالنسبة للانتخابات الرئاسية القادمة دعوا جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية.

وأشاد القادة بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان. 

وفي ذات الإطار، نوه القادة بشكل خاص بمبادرات دولة الكويت الرامية إلى بناء العمل المشترك بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبإعلان دولة قطر الأخير عن دعمها المباشر لمرتبات الجيش اللبناني.

وأكدت الولايات المتحدة عزمها على تطوير برنامج مماثل لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. كما رحب القادة بالدعم الذي قدمته جمهورية العراق للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية في مجالات الطاقة والإغاثة الإنسانية دعا القادة جميع أصدقاء لبنان للانضمام للجهود الرامية لضمان أمن لبنان واستقراره.

حزب الله

كان حزب الله الحاضر الغائب في البيان، حيث أكد القادة أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية والمقصود سلاح حزب الله، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.

ليبيا

أنتصرت الإدارة الأمريكية في البيان الختامي لقمة جدة عن ليبيا لوجهة النظر المتمثلة في الإمارات ومصر، حيث جدد القادة دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرارين 2570 و2571، وضرورة عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية جنباً إلى جنب في أقرب وقت، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء. جدد القادة دعمهم لتوحيد المؤسسات العسكرية بإشراف الأمم المتحدة.

وعبر القادة عن تقديرهم لاستضافة جمهورية مصر العربية للحوار الدستوري الليبي بما يدعم العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة.

السودان

بينما جاءت فقرات البيان الختامي لقمة جدة عن السودان أكثر توافقية بين واشنطن ودول الخليج، فعلى حين أعلنوا دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في السودان، إلا أنه قرنها باستكمال وإنجاح المرحلة الانتقالية، وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية.

أثيوبيا

حصلت مصر على دعم لموقفها الخاص بقضية سد النهضة سواء من واشنطن أو الحضور العرب، حيث عبر القادة عن دعمهم للأمن المائي المصري، ولحل دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة. وأكد القادة ضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل السد في أجل زمني معقول كما نص عليه البيان الرئاسي لرئيس مجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021، ووفقاً للقانون الدولي.

فلسطين

عكس الجزء الخاص بفلسطين رؤية إدارة بايدن من القضية الفلسطينية، حيث أكد القادة ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مشددين على أهمية المبادرة العربية.

وأكد القادة ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا السياق. كما أكد القادة أهمية دعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).