رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. رائد العزاوي يكتب: ثورة 30 يونيو.. قادها شعب وحماها جيش

نشر
الأمصار

أحدث حراك الشارع العربي في نهاية عام 2010 وبداية 2011 فيما يسمى بالربيع العربي حالة جديدة لم يعرفها عالمنا العربي تشكل مصر بموقعها وتاريخها أهم نقاط الارتكاز الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط وتشكل العراق الدول الأقدم في المنطقة العربية لا ينافسهما سوى الدولة الفارسية والدولة العثمانية وهما دول عدوان وتوسع عكس الدولة المصرية والعراقية.

حملت مصر بعمقها الحضاري بما قدمته للعرب في منتصف القرن الماضي وحتى بداية القرن الحالي شكلت إرثًا عربيًا مهمًا وبوابة نقلت العالم العربي إلى مصاف العالمية عبر الفنون والأدب والعلوم الطبية والإنسانية التي أبدعت فيها أسماء مصرية أحدثت تغيرًا في تعامل الغرب مع العالم العربي.

كانت مصر منارة للإسلام المعتدل الوسطي وسعت من خلال كتابها ورموزها الثقافية إلى تصحيح العديد من المفاهيم التي أساءت إلى الإسلام ورغم محاولات تشويه ذلك الدين عبر تجمعات وأحزاب الإسلام السياسي التي أضرت كثيرًا بهذا الدين، لم تكن ثورة 25 يناير 2011 إلا بداية لبروز جماعة الإخوان المسلمين وسعيهم  للوصول إلى رأس السلطة في مصر وكانت تلك الأحداث قد أحدثت الرعب في الكثير من الدول العربية عقب الهزات التي تعرضت لها ” تونس وليبيا واليمن وسوريا وطالت ببعض من شررها العراق والمغرب والجزائر ” فما يسمي”الربيع العربي”.

ما بين فبراير 2011 وحتى يونيو 2013 عاشت مصر واحدة من أخطر مراحل التاريخ الحديث خلال هذه الفترة توسعت شبكة علاقات الإخوان المسلمين في مصر مع الكثير من الأحزاب الإسلامية في العالم العربي وتلقت الجامعة دعمًا واضحًا من أجنحتها من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في تونس واليمن وسوريا والعراق والسودان بالإضافة للدعم المباشر من قبل قطر وتركيا.

انقلبت تلك الجماعة على كل شيء في مصر واستهدفت أركان الدولة المصرية وظهر ذلك عبرالإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الصادرة عن محمد مرسي منذ توليه السلطة في 30 يونيو 2012 وحتى نفاذ الدستور ثم ما تلى الإعلان من قمع واضح للمعارضين للإعلان الدستوري فخرجت جموع كبيرة من الشعب المصري في مظاهرات أمام قصر الاتحادية، لكن الجماعة حركات مليشياتها فقاموا بالهجوم على هؤلاء المعارضين في مشهد أدى إلى سقوط ضحايا ومصابين كثر وكان دليل على دموية الجماعة مما أدى إلى حدوث قتل وترويع أمام قصر الاتحادية دون تدخل من مرسي الذى سمح لشباب الجماعة بقتل المعارضين السلميين.

لكن مصر كان بها رجال يعرفون ويقدرون حجم المخاطر  يتقدمهم القائد العام للجيش المصري الفريق عبدالفتاح السيسي الذي واصل الليل بالنهار، لإعادة روح الثقة بالجيش وواصل خطط تحديث هذا الجيش بما يليق بالمهمة المستقبلية لهذا الجيش ألا وهي حماية شعب مصر وأرض مصر وزفت مصر ورجال جيشها العشرات من أبناء الجيش والشرطة في مواجهة قوة الإرهاب التي لقيت في غزة وليبيا ملاذًا آمنًا لها لكن الجيش المصري ظل يستحضر قيم العقيدة العسكرية المصرية كأقدم جيش في العالم وبدأ بإعادة التأهيل والتدريب والتسليح بصلابة وشجاعة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي لقي دعمًا عربيًا معنويًا كبيرًا من كل دول الخليج العربي والخيرين في كل الدول العربية باستثناء قطر.

كانت تفاصيل تلك الأيام  وما أعقبتها من أحداث مدونة عندي كلما راجعتها أرى فيها عبقرية القيادة المصرية وشجاعة الجيش المصري وقوة أبناء الشعب المصري وكما عشت تفاصيل حملة تمرد التي كنت أحمل استمارتها في سيارتي وأوزعها لكل من ألقاه حتى جاء اليوم الموعود عندما تحرك كل الشعب المصري يوم 30 يونيو في كل الشوارع معبرًا عن رفضه للإخوان فكرًا وأشخاصًا.

العرب يحبسون أنفاسهم خوفًا على أرض الكنانة

أحبس ملايين العرب أنفاسهم في كل جموع الوطن خوفًا على أرض الكنانة لكن هي عبقرية الإنسان المصري الذي استطاع عبر ثورة 30 أن يعيد مصر للمصريين وأن تعيدها لنا نحن العرب؛ إذ إن ما قدمته هذه الثورة العظيمة أنها حافظت على الهوية العربية ضد الأجندات التركية والإيرانية التي توغلت في المشهدين العراقي والسوري وأن جيش مصر العظيم ضرب نموذجًا كبيرًا في أنه من أفضل الجيوش في العالم حفاظًا على الإنسان والأرض؛ إن الشعوب العربية قادرة على أن كشف حقائق كذب وزيف مدعي الدين أو بمعنى أصح عرت هذه الثورة كل حركات الإسلام السياسي وأن مصر بعمقها الاستراتيجي العربي والإقليمي إذا ما أصابها أي خطر فإن ذلك سيضعف كل الدول العربية.

كما أن قوة الجيش المصري وشجاعة أبنائها ضباطًا وأفراد هي قوة لكل الأمة العربية وهذا واضح بعد سنوات من ثورة 30 يونيو من هذا الجيش يقف بشجاعة أمام أي خطر يواجه العرب في الخليج وفي اليمن وفي ليبيا .

ثورة أعادت إلى العالم العربي قدرة التأثير

ثورة الشعب المصري في 30 يونيو2013 ما هي إلا محطة مهمة في عودة توازن أرض الكنانة ومع صعوبة مسار الاستقرار والازدهار إلا أن الدعم الشعبي يبقي الرصيد الأكبر وأن التآمر الخارجي المتمثل بتركيا والداخلي المتمثل وللأسف بقطرعلى مصر واللجوء إلى العنف والإرهاب من الإخوان ورفاق طريقهم تكسّر أمام إرادة الشعب لينهي جيش وشعب مصر فصلا مظلما أسدلت ستارة هذه الثورة المباركة .

وهنا لا بد التأكيد أن الثورة استطاعت أن تحجم دور الإخوان في تونس وظهر ذلك واضح الآن وبعد قرابة 8 سنوات كما أن تصحيح مسار السودان وما تلتها من مظاهرات أنهت حكم البشير وجماعة الإخوان، وفي العراق أقول أن الثورة ألهمت كثيرًا من شباب العراق ولبنان الذي قاد شباب هذين البلدين ثورة تصحيح في أكتوبر 2019 والذي  دفع شباب العراق قرابة 1000 شهيد ونو 25 ألف جريح لكنها ثورة صححت المسار السياسي في  العراق وأفرزت جيلًا ثوريًا لا بد أن نقف أمام حراكه بكل احترام وتقدير.

إن هذه الثورة ( 30 يونيو ) أعطت الدرس الكبير لكل الدول العربية أن من يبني الأوطان هم أبنائها فقط وأن شعب مصر هو المثال الحقيقي لشعوبنا العربية القادرة على أن تنهض من سباتها الذي استمر لمئات السنين وأتابع للمنجز المصري اليوم يتخطى التحديات التى عاشتها مصر زمن محنتها التى توشك أن تتوارى عن الحياة المصرية تمامًا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أزاح عن مصر الزبد الذى خلفته التجارب السابقة والتى تركت بصماتها الثقيلة فى الحياة المصرية عمومًا ونهضتها العمارية المدنية بالخصوص والتى كان ينبغي أن تتخطى مسارها البطيىء خلال السنوات الخمسين الماضية وكعربى عاشق لمصرأجدنى ملزمًا أن أرى مصر كما ترى هى باقى التجارب العربية كأم تزكم حين يعطس أبناؤها وتمرض حين يمرضون وتتوجع كما يتوجعون فلا مناص من تواشج مصر مع سواها من بلدان أمة العرب فمصر التى قاتلت ونزفت وعلّمت وكتبت وغنّت وبكت على شقيقاتها العربيات لا مناص من أن تسمعنا أيضًا كي نراها أجمل وأرقى بما يتوافق ومكانتها المرموقة نحن نعرف حساسية أن يقول آخر -أىّ آخر – ملاحظة وإن كانت عابرة عن الحياة فى مصروهذه حساسية مبررة بحكم الاعتداد الذى يتملك المصــــريين ببلدهم.

أن حب العرب  لمصر ليس كلامًا فضفاضًا ينتهى بمــــــشاعر عاطفية ولكن برغم أهميتها تعبيرًا عن عمق وطنية الشعب المصري وقياداته المتفانية؛ فإن التفاني الحقيقي في العمل الفردي والجماعي لرؤية نهضتها وشــــــــموخها وهذا ما يلمسه كل من يعيش في مصر من نهضة وتقدم خلال السنوات ال 9 الماضية منذ ثورة قادها الشعب المصري وحماها جيش مصر العظيم يتقدمهم قائد شجاع هو الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رجل يحمل هم بلده وعروبته لا يكل ولا يمل صادق وصبور يعرف قيمة وشرف الكلمة وحاملًا بين ضلوعه حب جميع العرب محب للعراق وشعب العراق ويعمل بكل صدق لمساعدة العراق على تجاوز أزماته وأن يعود قويًا معافًا سليمًا بين إخوته العرب. نقلًا عن صحيفة الزمان العراقية.