رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بأربع محاور رئيسية.. السيسي في زيارة رسمية إلى عُمان والبحرين

نشر
الأمصار

تعد العلاقات المصرية الخليجية نموذجًا فريدًا بين الدول العربية وعلاقات راسخة منذ عقود، حيث تعتبرمصر ودول الخليج من أهم الدول العربية، حيث إن مصر هي أكبر وأهم دولة في منطقة الشرق الأوسط وهى قوة إقليمية كبيرة وتتميز بأهميتها الاستراتيجية ولها دور فعال في المنطقة العربية.

كما أن دول الخليج قد استطاعت أن تقفز في العقود الثلاثة الأخيرة إلى قمة الاهتمامات الدولية نتيجة لعوامل عديدة وإلى موقعها الاستراتيجي المتميز وإلى جانب التحسن الهائل في الوضع الاقتصادي، فقد شكلت كافة العوامل السابقة وجود أهمية جيواستراتيجية بالغة لدول الخليج.

السيسي يتوجه اليوم في جولة خارجية بزيارة رسمية إلى عُمان والبحرين

توجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الإثنين، في جولة خارجية للقيام بزيارة رسمية إلى كلٍ من سلطنة عمان ومملكة البحرين، والتي تأتي في إطار خصوصية العلاقات المصرية الخليجية، وما يربط مصر بالدولتين الشقيقتين من علاقات تعاون على جميع الأصعدة.

4 محاور رئيسية

صرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس سيبحث خلال الجولة، مع شقيقه جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين:

توطيد للعلاقات الأخوية الراسخة بين سلطنة عُمان والبحرين وجمهورية مصر العربية.

دعم أوجه التعاون القائم بين البلاد الثلاث وتطويرها نحو آفاق أرحب لمستقبل أكثر إشراقًا ونماءً وازدهارًا.

بحثُ عددٍ من المجالات ذات الاهتمام المشترك، وخدمةً لمصالح البلدان الشقيقين وبما يحقق تطلعات وآمال شعبيهما.

التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها.

 

العلاقات المصرية العمانية

تكتسب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان، والتي بدأت الاثنين ولقائه ومباحثاته مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، أولوية استراتيجية باعتباره اللقاء الأول الذي يجمع القيادتين العُمانية والمصرية، منذ تولي السلطان هيثم مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، وتؤكد على متانة وخصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين، خاصة أنها تأتي عقب مباحثات مهمة شهدتها القاهرة مؤخرا وتمثلت في زيارات عدة من قادة ورؤساء الدول العربية.

وتؤكد زيارة الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت بشأن ضرورة الحفاظ على التضامن العربي في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة وتأثيراتها المحتملة على الأمن القومي العربي، فضلا عن التأكيد على سياسة مصر الثابتة والراسخة التي تدفع دائما بالحلول السياسية للأزمات وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار.

وتشهد العلاقات العُمانية المصرية باستمرار نمواً مطرداً بفضل التوافق المشترك بين قيادتي البلدين السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبد الفتاح السيسي،  وقد أولى السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، منذ أن تم تعيينه سفيراً لسلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، جل اهتمامه بتفعيل ملف العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المشتركة بين عُمان ومصر، وذلك تنفيذاً لتوجهات الدبلوماسية العُمانية الجديدة (الدبلوماسية الاقتصادية) ووفقاً لتوجيهات السلطان هيثم بن طارق، من أجل التنفيذ الفعلي لرؤية "عُمان 2040".

وعكف السفير الرحبي، على تنفيذ هذه الاستراتيجية وفق خطة منهجية مدروسة، من خلال زياراته المكثفة للجهات والمؤسسات الاقتصادية في مصر، وعقد لقاءات مع المسؤولين المصريين في مجالات الاقتصاد والاستثمار، أو عبر استضافة مجموعات من رجال الأعمال المصريين، وذلك في مقر بعثة سفارة السلطنة بالقاهرة، من أجل بحث فرص التعاون المشترك في المجالات المستهدفة والتي تحقق المصالح المتبادلة بين البلدين وبما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين عُمان ومصر.

وشهدت القاهرة الأسبوع الماضي فعاليات منتدى الأعمال العُماني المصري،  حيث قام وفد صناعي عُماني برئاسة عبد الله بن علي الشافعى رئيس فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بشمال الباطنة وضم 19 رجل أعمال من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عمان بزيارة رسمية لمصر خلال الفترة من 17 – 22 يونيو 2022، وذلك لبحث سبل التعاون الصناعي وتبادل الخبرات بين البلدين ومناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة والاستفادة من الخبرات المصرية في مجال تنمية وتطوير المناطق الصناعية وانشاء المجمعات الصناعية المتكاملة والمدن المتخصصة.

وأكد السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مصر والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية، أن العلاقات السياسية بين سلطنة عمان ومصر تعيش أزهى عصورها، وتحظى باهتمام ومتابعة مستمرة من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وقال: نحن نقوم بتنفيذ توجيهات قيادة البلدين في النهوض بالعلاقات الاقتصادية، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمار المشترك لتتواكب مع رؤية عمان ٢٠٤٠، ورؤية مصر ٢٠٣٠.

العلاقات المصرية البحرينية

تتميز العلاقات بين مصر والبحرين، بالاستقرار والأخوة، حيث تنطلق القاهرة والمنامة من رؤية موحدة إزاء قضايا المنطقة، ويشددان على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، كما يدعمان نضال الشعب الفلسطيني المشروع من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة ويعملان بشكل دؤوب من أجل الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله السياسي وعروبته ووحدة وسلامة أراضيه.

ويعود التعاون بين مصر والبحرين إلى تاريخ وصول أول بعثة تعليمية مصرية إلى البحرين - قبل استقلالها - في عام ‏1919،. فلن ينسى التاريخ تفاعل شعب البحرين مع ثورة 23 يوليو 1952 وقراراتها الكبرى، كما شهدت مدن البحرين مظاهرات حاشدة تضامنا مع الشعب المصري في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956، ونتذكر في مصر المشاعر الوطنية الفياضة ومواقف التأييد والمساندة المعنوية التي صاحبت بناء السد العالي، وتجاوب البحرينيين مع حملة التبرعات لصالح المجهود الحربي بعد نكسة عام 1967.  ومشاعر القلق والدعم التي طالما أبدتها وتبديها القيادة والشعب البحرينيون كلما حدثت مشكلة في مصر.

وكانت مصر سبَّاقة بإعلان الدعم الرسمي للبحرين طوال تاريخها، حيث كانت من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف باستقلال البحرين عام 1971 لمواجهة المزاعم الإيرانية، وتقديم أول سفير مصري لأوراق اعتماده بالمنامة عام 1973، حتى أقرت مصر رسمياً عام 2002 التعديلات الدستورية التي تحولت في أعقابها البحرين إلى النظام الملكي، وجاء موقف شيخ الأزهر خلال لقائه بالرئيس الإيراني على هامش القمة الإسلامية بالقاهرة في فبراير 2013، الذي أكد ضرورة احترام الجميع لاستقلال البحرين وعروبتها وعدم التدخُل في شأنها الداخلي، ليضيف المزيد لرصيد الدعم المصري المستمر لسيادة المملكة وعروبتها.

كما كانت البحرين من أوائل الدول التي أيدت ثورة 30 يونيو واعتاد العاهل البحريني، على مشاركة مصر في جميع مناسباتها المهمة، فقد حضر حفل تنصيب الرئيس السيسي، وشارك في حفل افتتاح قناة السويس، ومؤتمر مصر الاقتصادي لدعم الاقتصادي الوطني، و كذلك المشاركة في القمة العربية التي ترأستها مصر في دورتها الأخيرة وقام عاهل البحرين بزيارة مصر ثلاث مرات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

زيارات السيسي إلى البحرين

-في 30/8/2018 قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة للبحرين، استقبله الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين. بحث الجابنان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة ، كما اتفق الجانبان على مواصلة العمل المشترك لتوحيد الصف العربي وتعزيز تضامنه لما فيه صالح الأمة العربية.

-في 8/5/2017 قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة للبحرين، استقبله الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، بحثَ الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة بما يحافظ على وحدة أراضى تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها. وقام الملك حمد بن عيسى بمنح الرئيس السيسى وسام الشيخ عيسى آل خليفة، وهو أرفع وسام بحرينى امتناناً لمساندة مصر الدائمة للبحرين .

زيارات ملك البحرين لمصر

وفي 12/5/2019 قام الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى. بحث الجانبان سبل تعزيز العمل العربي المشترك في ضوء التحديات التي تواجهها الأمة في الوقت الحالي، والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، فضلاً عن استعراض آخر مستجدات عدد من الملفات الإقليمية التي تحظي باهتمام البلدين.

وفي 27/3/2017 قام الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحثَ الجانبان مختلف جوانب العلاقات المتميزة بين البلدين، كما بحثا عدداً من الموضوعات المطروحة على القمة العربية المقرر عقدها فى 29 مارس2017 بالأردن .


وفي 26/4/2016 قام الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى. بحثَ الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومتابعة تنفيذ نتائج اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين. كما بحث الجانبان أيضاً عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها. قام الرئيس السيسى بمنح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة "قلادة النيل" التي تعد أرفع وسام مصري، تقديراً للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين، بالإضافة إلى المواقف النبيلة التي اتخذها جلالة الملك إزاء مصر.


وفي 24/12/2015 قام الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين بزيارة لمصر، لحضور الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب المنعقد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، حيث التقى به سامح شكرى وزير الخارجية، تناول اللقاء مجمل الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية والقضايا الآنية وعلى رأسها الوضع في سوريا والعراق وليبيا.

العلاقات الحالية:
بلغت العلاقات البحرينية - المصرية أسمى مراتب التضامن ووحدة الصف في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ويتميز عهده بأنه أكثر الفترات التاريخية ازدهارا في علاقات مصر بالبحرين والخليج العربي فقد تحمل باقتدار مسئولية إعادة مصر لثقلها ومركزها في الحفاظ على التوازن السياسي بالمنطقة العربية في مرحلة استثنائية من تاريخ العرب.

وفي ظل ما يشهده العالم العربي والمنطقة من تطور وتسارع في مجريات الأحداث، أصبحت العلاقات الإستراتيجية بين البلدين تعتمد على ثلاثة محاور رئيسة هي: التعاون الوثيق بين القيادتين وتأكيد البلدين دعمهما ومساندتهما للآخر في مواجهة مختلف التحديات، والتعاون المشترك في شتى المجالات.

وفى 12/5/2021 تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك البحرين، للتهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، حيث أعرب العاهل البحريني عن خالص تمنياته لمصر، قيادةً وشعباً، بكل الخير والاستقرار والتقدم بمناسبة عيد الفطر المبارك.

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن خالص تقديره لملك البحرين على تهنئته الكريمة، داعياً الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على مملكة البحرين الشقيقة وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليُمن والخير والبركات. 


وفي 21/6/2020 أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن تأييدها لما تضمنه خطاب الرئيس المصري من تأكيد على عزم مصر وتصميمها على حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة المصرية بعمقها الإستراتيجي من تهديدات الميليشيات الإرهابية والمرتزقة، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي، وحقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي، وأشادت الخارجية البحرينية بمضامين خطاب الرئيس المصري باعتباره رسالة بالغة الدلالة والوضوح لكل من ينوي المساس بأمن مصر والأمن القومي العربي، وفاء من مصر العروبة لقيمها ومبادئها ومواقفها المعهودة في الدفاع عن الحق والكرامة العربية.

وفي 12/5/2020 تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالاً هاتفيًا، من الملك حمد بن عيسى، عاهل البحرين تناول الاتصال بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين مصر والبحرين، في إطار المسيرة المتميزة للتعاون بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن بحث تطورات عدد من الملفات الإقليمية المختلفة ذات الاهتمام المشترك.

وفي 7/11/2019 قام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى. بحث الجانبان آخر تطورات الأوضاع الإقليمية، كما تطرق اللقاء إلى عدد من الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ومواجهة التدخلات الخارجية، حيث تم التوافق حول دعم جهود التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تعاني منها المنطقة.