رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم .. دار الدكتور أحمد سوسة

نشر
الأمصار

قرأت بالأمس ما كتبته الزميلة سارة الصراف الكاتبة والإعلامية العراقية وهي حفيدة المرحوم الدكتور أحمد نسيم سوسة العالم العراقي الجليل  وابنة الشهيدة  الدكتورة عالية سوسة التي استشهدت في التفجير الإجرامي الذي استهدف مقر بعثة الأمم المتحدة في بغداد في  العام ٢٠٠٣
 والدكتور أحمد سوسة مهندس الري والباحث والمؤرخ والمفكر  الذي  أغنى المكتبة العراقية والعربية  بالعديد من المؤلفات القيمة. منها في طريقي إلى الإسلام والذي يحكي فيه قصة إشهار إسلامه بعد ان كان على دين اليهودية . مشاريع الري في العراق . العرب واليهود عبر التاريخ. اطلس العراق الحديث  وتقول الموسوعة الحرة:
حاز الدكتور أحمد سوسة خلال مسيرة حياته الطويلة الحافلة بالعطاء على عدد كبير من الأوسمة والمكافئات ومنها وسام الملك عبد العزيز آل سعود لتنفيذه مشروع ري مدينة الخرج في نجد عام 1939م، وكذلك وسام الرافدين من الدرجة الثانية عن خدماته في دوائر الري والمساحة في العراق عام 1953م، ووسام الكفاءة الفكرية من ملك المغرب عن كتابه الشريف الإدريسي في الجغرافية العربية في عام 1976م. كما فاز كتابه فيضانات بغداد في التاريخ بجائزة الكويت لأحسن كتاب صدر عام 1963م. إضافة إلى حصوله على جائزة المنظمة العربية للتدريب والثقافة والعلوم عام١٩٧٥ .
بعد هذه المقدمة الموجزة عن حياة عالم عراقي أفنى عمره في خدمة العراق والأمة العربية نعود إلى موضع داره التراثية الواقعة في بغداد والتي كانت تشهد مساء كل جمعة  مجلسا ادبيا وعلميا  يأمه كبار علماء العراق  ومفكريه  وقد حافظت عليه الحفيدة مع محتوياته ومكتبته  الكبيرة   وارث الدكتور أحمد وعندما خافت على المكتبة والأرث الشخصي لجدها الراحل الكبير تبرعت بهما إلى المركز الثقافي العراقي في القشلة والذي  أقام حفل افتتاح للمكتبة والمتحف في السادس من حزيران ٢٠١٨ حضره جمهور غفير من مثقفي العراق .
لقد بقيت دار الدكتور أحمد سوسة فارغة طيلة السنوات التي اعقبت احتلال العراق في العام ٢٠٠٣ وخوفا على هذه الدار من التعرض السرقة او السطو او التخريب  من جهات مختلفة سعت السيدة سارة الصراف ان تكون دار جدها مركزا ثقافيا  عراقيا تخليدا لذكرى العالم الجليل والمؤرخ  الكبير الدكتور أحمد سوسة وهي دعوة للجهات المعنية في هذا الشأن وأخص بالذكر هنا وزارة الثقافة والسياحة والآثار  واتحاد الأدباء والكتاب في العراق وأمانة بغداد  ورابطة المجالس البغدادية  بالنظر في مقترح السيدة  سارة الصراف والتي تسعى ليكون بيت جدها مجلسا ثقافيا عامرا  بأماسيه وندواته  لاعتبارات كثيرة اولها تكريم  المبدعين من القامات العراقية الكبيرة  والشيء الأخر الحفاظ على هذه الدار  من التخريب والاندثار  وكذلك لكي نعطي دروسا للأجيال  القادمة في كيفية الحفاظ على الموروث الثقافي والأرث التراثي  لمبدعي العراق فبغداد تزخر بدور العلماء وكبار الشعراء والشخصيات العامة التي كان لها دور كبير في بناء الدولة العراقية الحديثة .
أنها دعوة صادقة لهدف سامي وعام  فهل تلقى صدى لدى الجهات المذكورة ؟