رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. عندما سقط ثلث العراق!!

نشر
الأمصار

في العاشر من حزيران الجاري أي يوم أمس الأول، مرت ذكرى إليمة على قلوب العراقيين الشرفاء وشكلت انتكاسة كبيرة لسمعة الجيش العراقي الباسل المعروف بشهادته ومواقفه البطولية الخالدة، حيث احتلت عصابات داعش الارهابية محافظات ثلاث بدءًا من الموصل وصلاح الدين والأنبار وعاثت داعش الإرهابية في هذه المحافظات قتلًا ودمار واغتصاب الماجدات العراقيات وخاصةً من الديانات الأخرى فكان احتلال وتدمير وقتل ونزوح واغتصاب.

فهل كانت هذه الانتكاسة صدفة أم نتيجة متوقعة لقوات شكلت بعد الاحتلال على أسس طائفية وعرقية وليس ذات عقيدة وطنية فنرى ان عشرات القادة من حملة الرتب العالية كانوا أسرع حتى من جنودهم في نزع رتبهم وملابسهم العسكرية والتسليم  بالأمر الواقع وهي نتيجة حتمية لجيش تفشى فيه الفساد حتى ان الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء الاسبق قال بعد انجاز التحرير، لقد اكتشفنا ٣٠ ألف جندي فضائي في القوات المسلحة، كل هذه العوامل اجتمعت مع عدم وجود قيادة عسكرية مهنية وسياسية واعية مضاف إليها حجم التأمر على العراق من دول الجوار الإقليمي وحتى العربي  فقد كان حجم الدعم لعصابات داعش يفوق الوصف بالعدة والعتاد وحتى بإرسال المقاتلين من دول الجوار وتسهيل عملية مرورهم وصولًا إلى العراق. 

هذه  الذكرى الأليمة بقدر ما سببت للعراق من نزف كبير وتضحيات كبيرة وخسائر مادية لا تعد ولا تحصى الا انها كانت  محطة  مهمة امتزجت فيها دماء العراقيين في الدفاع  عن التراب الوطني  وعلينا أن نكون منصفين حين نتذكر هذه المناسبة لكل الدماء الزكية التي سألت في مواجهة عصابات داعش الارهابية  فدماء متطوعي الفتوى الجهادية من جميع محافظات العراق كانت سببا رئيسا في تحقيق النصر على هذه العصابات ودماء أبناء  أمرلي  والضلوعية في معركة ذات السواتر وحديثة التي وقف ابناؤها وقفة رجل واحد  وحققوا نصرهم ومنعوا عصابات داعش من تدنيس مدينتهم  رغم حصار الارهابين ومنعهم  الغذاء والدواء  من الوصول إلى أبناء المدينة بما فيهم الاطفال الرضع  كل ذات يعبر عن معدن العراقيين الاصلاء والذين لم تنل منهم دعوات الطائفية البغيضة.

واليوم ونحن نعيش ذكرى تلك المأساة فإن عصابات داعش ما تزال تطل برأسها  في ديالى وصلاح الدين والانبار ونينوى  ولكنها بعزم أبناء العراق الغيارى من القوات المسلحة العراقية والقوات الأمنية  ستفشل في ايجاد موطىء قدم فاليوم ليس حزيران عام ٢٠١٤.

مجدًا لكل التضحيات وفي المقدمة منها  شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة من اجل الوطن والشعب ومن حقهم علينا ان لا تذهب تضحياتهم سدى وهذا يتحقق بوحدة الصف ضد الفاسدين والعملاء والخونة الذين تأمروا على العراق وشعبه.