رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عميد ركن المتقاعد يعرب صخر يكتب: الترويض الاجتماعي

نشر
الأمصار

خطابي فيما يأتي نداء، ليس فقط للبنانيين، بل كذلك لإخواننا في العراق، حيث كلانا نتقاسم نفس الهم ونعاني ذات العناء.

إذا أردت أن تصرف وجهة الناس عنك، أشغلهم بما يمسهم في صميم معاشهم وزعزع أمنهم الغذائي‏. ما نعيشه الآن هو هذا بالذات، أنه ‎"الترويض الاجتماعي" المتمثل في إشغالنا بلقمة العيش عن القضايا الرئيسية وأهمها السيادة ومكافحة النهب والفساد ومجابهة هيمنة ثنائية المافيا - ميليشيا...

فلما بدأت الثورة تتصاعد وتتطور وتسلك وسائل التأثير في ذلك الإتجاه السيادي التحرري، آخذة" في طرق الأسباب دون التخبط في نتائجها، أن العلة / السبب الرئيس تكمن في السطوة المتحكمة بكل مظاهر الدولة وشاغليها وحاكميها، وأنها الآمر المتلطي خلف كل ذلك، تغطيهم ويغطونها، تعطيهم ويعطونها...ولما صارت الثورة تعلي الصوت بتطبيق القرارات الدولية والدستور لاستعادة السيادة والانعتاق من سطوة الميليشيات وسلاحها غير الشرعي كأداة مباشرة للاحتلال الإيراني، وحيث بات التعبير الصريح بذلك يطغى على كل التحركات والشعارات....انتقل هذا المحتل بخبثه إلى خطوته الثانية، بأن يضرب الأمن الاقتصادي والاجتماعي والغذائي للناس، ويحرك أدواته في السلطة لتنفيذ ذلك، قاطعين عنهم الماء والهواء، لإلهائهم بذلك عما سواه.

وإذا ألقينا النظر، نرى ذلك الإشغال والإلهاء يجري بوضوح، دللت عليه طوابير الذل والهوان على المحروقات والرغيف والدواء لساعات وساعات، ثم تطورت بتوفرها لكن بعد تحليق الأسعار فوق السحاب. وصار ذلك شغل الناس الشاغل، لأخذهم عن سبب كل ذلك ألا وهو الاحتلال؛ ونجد أن الغرض مما اسلفنا يتحقق لما 'خطط له، لأننا بفعل ذلك بتنا أمام التالي: هل الشعب يحتاج لثورة، أم ‎#الثورة بحاجة لشعب؟
ومع ذلك يبقى الرهان على الباقين على العزم، المحافظين على الشعلة، المتشبثين بالحق والقضية، الراسمين هدفهم بالتحرر والسيادة والعزة والكرامة... ويفهمون أساليب الباطل ومقاصد الأشرار.
اذن؛ علينا التعامل بالأسباب دون التلهي بالنتائج، وتحديد الاحتلال أنه السبب، ودونه كله نتائج سوف تهر وتكر وتزول عند زوال السبب، إذ لو قبعنا رئيس سوف ياتي بمثله، غيرنا حكومة فسيستنسخ عنها مثلها، حللنا مجلس نيابي، سيخلفه بمجلس يكرره… فهذه كلها نتائج لذاك السبب، ولن يستقيم الحال إلا بطرقنا الرأس/ السبب محرك كل المعاناة… أضرب الرأس ينهار الجسد.

لذا؛ التمسك بشعار: #السيادةقبلالرغيف، هو ما يبطل مقاصد #الترويض_الاجتماعي، حيث لن تنالوا الرغيف بغياب السيادة إلا لقاء عمالة ويكون مرا"... ولسوف تنالوه حلوا" عزيزا" باستعادة السيادة….ودون ذلك كله إلهاء بإلهاء وعبث بعبث.