رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

كرد على تدنيس القدس.. مسيرات الأعلام الفلسطينية تشعل غضب إسرائيل

نشر
الأمصار

جاءت مسيرات الأعلام الفلسطينية كرد فلسطيني على مسيرة الأعلام الإسرائيلية غير متوقع ومزعج لإسرائيل، حيث اشترك الآلاف داخل أراضي الضفة الغربية وغزة، بل وداخل أراضب 48، والجامعات الإسرائيلية ذاتها تحمل العلم الفلسطيني.

مسيرة أعلام فلسطينية بالقدس

 دفع الحراك الشبابي الشعبي في القدس إلى تحدي قرارات الشرطة الإسرائيلية عبر الدعوة لاعتبار يوم الأحد 29 مايو "يوم العلم الفلسطيني"، داعين إلى ضرورة رفع العلم على كل بيت وساحة وشارع في القدس، وصولاً إلى ساحة باب العمود لمواجهة المسيرة.

وطالب مغردون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي برفع العلم الفلسطيني في كل الشوارع الرئيسة والفرعية والمنازل في مختلف المحافظات والمدن الفلسطينية، في حين دعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية إلى النفير العام، وحشدت الفلسطينيين للتوجه إلى الحواجز العسكرية ومناطق التماس مع الجيش الإسرائيلي، معتبرين أن مسيرة الأعلام الإسرائيلية "يوماً وطنياً للدفاع عن الأقصى"، وتضمنت الدعوات الشبابية في الضفة الغربية شعارات مختلفة من بينها "لن ترفع أعلامكم" و"لن تمر مسيرة الأعلام" و"يوم العلم".

خرجت مسيرات الأعلام الفلسطينية  في القدس المحتلة،  ردا على مسيرة الأعلام الإسرائيلية التي ينظمها المستوطنون، وخرج عشرات الفلسطينيين بمسيرة للأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.

مسيرات الضفة الغربية

نظمت مسيرات وفعاليات حاشدة ستشهدها مناطق الضفة الغربية كافة، التحامًا مع الفلسطينيين في القدس، وفي سياق تخفيف الضغط على المدينة وسكانها.

وشهدت رام الله مسيرات حاشدة من دوار المنارة، نحو حواجز «بيت إيل» (مدخل البيرة الشمالي) و«قلنديا» جنوبي القدس، كما شهدت مدينة نابلس مسيرات في بلدات وقرى: بيتا وحاجز «حوارة» العسكري جنوبي المدينة، وبرقا شمال غرب.

نظمت حركة فتح بإقليم جنين، والقوى الوطنية والإسلامية في المحافظة، مسيرات الأعلام الفلسطينية 

 دعما وإسنادا للقدس المحتلة.

ورفع المشاركون في مسيرات الأعلام الفلسطينية  التي جابت شوارع وأحياء يعبد، وعرابة، وقباطية، وسيلة الظهر، ومدينة جنين، الأعلام الفلسطينية، ولافتات منددة باقتحام المستوطنين لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرة شهدتها مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة،للتنديد بـ"مسيرة الأعلام" التي ينظمها إسرائيليون مساءً في مدينة القدس المحتلة، احتفالاً باحتلال إسرائيل للمدينة القديمة في العام 1967.

 

وينظر الفلسطينيين إلى "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية على اعتبار أنها استفزاز صارخ وانتهاك لواحد من الأماكن القليلة في المدينة الذي ما زال يحتفظ بطابع عربي قوي. وتطوق أنشطة الاستيطان اليهودي المتزايدة المدينة.

ورفع المشاركون في المسيرة برام الله الأعلام الفلسطينية ورددوا الهاتفات المؤكدة على تمسكهم بالقدس عاصمة لدولتهم الفلسطينية العتيدة، والمنددة بالاحتلال الإسرائيلي، والمطالبة بإعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

علم فوق مسيرة الأعلام الإسرائيلية

كانت اللقطة البارزة هو قيام شبان فلسطينيون بإطلاق طائرة تصوير مسيرة تحمل العلم الفلسطيني في أجواء منطقة باب العمود والمسجد الأقصى وفوق تجمعات المستوطنين المشاركين بمسيرة الأعلام.

مسيرة الأعلام بأم الفحم

أطلق نشطاء وحراكات شبابية وقوى سياسية في الداخل الفلسطيني المحتل مبادرة لإطلاق مسيرة أعلام على مستوى كافة أراضي الـ 48 المحتلة، وهي الأولى من نوعها في هذه الأراضي وفقا لما ذكرته وكالة “صفا”.
وبدأ التنسيق للمسيرة بعد أن خرج المستوطنون في مسيرة الأعلام الاستفزازية بتاريخ 15/5/2021.
وقال المنسق الإعلامي لحركة كفاح معاذ بيادسة “إن المسيرة أنطلقت في مدينة أم الفحم في تمام الساعة الثالثة ظهرا”.
وأكد أن الهدف من المسيرة هو إحياء فكرة العلم الفلسطيني وجمع الفلسطينيين وتوحيدهم أينما كانوا، إلى جانب رفع الصوت الفلسطيني والتأكيد على أنه لا يمكن إسكاته بغض النظر عن أدوات وجهات القمع.
ونوه إلى أن مسيرة الأعلام الفلسطينية ترد على كل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتتالية في المدن الفلسطينية، خصوصا في ظل المحاولات الإسرائيلية لشرذمة الشعب الفلسطيني عبر بث المشاكل في حي الشيخ جراح وسلوان وبيتا، وحملة الاعتقالات التي طالت المئات في أراضي 48.
وشدد على أنه سيكون هناك محاولات لإشراك كل فلسطين في المسيرة، ويتابع بأنه تم التواصل مع عدة جهات في القدس وأنها ستشارك في مسيرة الأعلام بأم الفحم، وأنه ستكون هناك محاولات لإشراك الضفة الغربية بمواقع محددة بالمسيرة.
وتعتبر المسيرة هي الأولى من نوعها في أراضي 48، كرد على مسيرة المستوطنين التي يخرجون فيها بشكل سنوي.
ويؤكد القائمون على المسيرة أنها ستكون سنوية بعد مسيرة المستوطنين كرد على الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة.
وأكد أحد منسقي المسيرة أن القائمين عليها يتوقعون نجاحها، والذي سيعطي قوة لنشاطات الحراكات الوطنية القادمة في أراضي 48.
وقال “تحاول إسرائيل منع بعض المدن في 48 من رفع العلم الفلسطيني كاللد والرملة وحيفا ويافا، لكن نحن نتعهد بأن يتم رفع العلم بقوة وبأعداد كبيرة.

رفع العلم الفلسطيني في جامعة تل أبيب وبنجوريون

وأثار رفع أعلام فلسطين في جامعتي تل أبيب وبن غوريون في بئر السبع خلال تظاهرتين نظمها الطلاب العرب بمناسبة ذكرى النكبة منتصف مايو الحالي، غضباً شديداً من مسؤولين إسرائيليين، على رأسهم وزيرة التعليم يفعات بيطون، ووزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي قرر بدوره تقليص ميزانية جامعة "بن غوريون"، زاعماً أن سلوك الجامعة شكل "انتهاكاً للقيم الجوهرية واليهودية التي يسعى القانون إلى حمايتها"، وأن التظاهرة الطلابية للعرب شهدت إنكاراً لوجود دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وتحريضاً على العنصرية والعنف، ودعم الكفاح المسلح ضد الدولة في مخالفة للقانون".

رئيس جامعة بن غوريون، دانيال حايموفيتش، أكد خلال اجتماع لجنة التربية والتعليم التابعة للكنيست، الأحد، أن الجامعة لا تتسامح أبداً مع التحريض ضد دولة إسرائيل وتأييد الإرهاب والتشجع على التمرد"، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أي ذكر لهذا كله في تظاهرات الطلاب العرب كما زعم ليبرمان".

ولفت حايموفيتش إلى أن الجامعات ليست معزولة عن المجتمع الإسرائيلي، وهي تعكس ما يحدث داخله، وقال "التظاهرتان انتهتا من دون أي عنف. ولم تشمل الطلبات التي بحثنا بها رفع أعلام فلسطين. وعندما رفعت، أدركنا أن هذا كان بموجب القانون وليس بالإمكان العمل من أجل إزالتها. وعملنا بموجب القانون وبموجب رأي وزارة القضاء، إذا أردتم تغيير القانون الذي يعترف بعلم فلسطين، فافعلوا ذلك".

بعد الضجة التي أثيرت والاحتجاجات في مواقع التواصل الاجتماعي تم إزالة العلم الفلسطيني الضخم الذي علق الى جانب العلم الإسرائيلي على مبنى في منطقة "البورصة" في مدينة رمات غان قرب تل أبيب.

وكانت المنظمة الإسرائيلية اليسارية "محزقيم" قامت بتعليق العلم الى جانب علم إسرائيلي ضخم أيضا تحت العنوان "من المفترض أن نعيش سوية" وذلك احتجاجا حول النية لحظر رفع العلم الفلسطيني في المؤسسات التربوية الاسرائيلية، والذي جاء بعد رفع العلم الفلسطيني في يوم النكبة في جامعة بن غوريون وجامعة تل أبيب.

وردا على إزالة العلم عن المبنى قال المدير العام للحركة اليسارية اوري كول "لا زال يوجد هنا شعبين، بينهم يهود وعرب سيواصلون النضال لمستقبل مشترك، اليافطة كانت فقط البداية". رغم الضجة التي اثارها تعليق الأعلام في منطقة البورصة، لكن لافتات مشابهة علقت في مدينة الناصرة والطيرة العربيتين مع رسالة مشابهة رافقت العلم الإسرائيلي والفلسطيني.

 

مشروعية العلم الفلسطيني

عام 1994، أصدر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، توجيهاً إلى سلطات نفاذ القانون، بعدم فتح ملف جنائي ضد من يرفع العلم الفلسطيني، وفسر ذلك باعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية وتوقيع اتفاق معها. وفي عام 2003، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قراراً سمحت فيه باستخدام علم فلسطين في الدعاية الانتخابية للأحزاب العربية في إسرائيل، باعتباره جزءاً من حرية التعبير وليس هناك أي سبب لمنعه.

بالمقابل، كشفت إحصاءات نشرتها جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، أن غالبية الاعتقالات التي تمت في شرق القدس من بين صفوف شبان وفتية كانت بسبب رفعهم العلم الفلسطيني.

وقالت الجمعية، إن هذه الاعتقالات تتم باعتداءات جسدية عنيفة، على الرغم من أن القانون الإسرائيلي لا يمنع رفع علم فلسطين، ورفعت الجمعية التماساً إلى المحكمة العليا في القدس الغربية، ضد المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، وقائد لواء القدس فيها، والمدعي العام، مطالبة بوقف الهجوم والاعتقالات التي يتعرض لها المتظاهرون الفلسطينيون الذين يرفعون العلم الفلسطيني.

وشددت الجمعية في التماسها على ضرورة إصدار أمر مفصل بوقف مصادرة الأعلام الفلسطينية في القدس، خصوصاً خلال الوقفات الاحتجاجية، إلى جانب اشتراط مصادقة النائب العام قبل الشروع في التحقيق بقضية تخص رفع علم فلسطين ومعارضة المتظاهر لمصادرته.

وفي عام 2014، أوضح المستشار القضائي للحكومة للشؤون الجنائية بأنه لا توجد "حصانة مطلقة" لرفع العلم الفلسطيني، والتوجيهات تنص أنه في الحالات التي سيؤدي بها رفع العلم إلى "إخلال بالنظام وتهديد سلامة الجمهور" على الشرطة إزالة العلم، وفي تلك الحالات يمكن فحص تقديم رافع العلم للقضاء.

محاولات لتجريم العلم الفلسطيني

صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع اليوم، على مشروع قانون يمنع رفع أعلام فلسطين في مؤسسات التعليم العالي، وتقرر تقديمه للكنيست للتصويت عليه بالقراءة التمهيدية خلال الأسبوع الحالي. وزعمت وزيرة التربية والتعليم بيطون، كرئيسة لمجلس التعليم العالي أن "الصور التي شوهدت بيد الطلاب العرب من جامعة بن غوريون لا يقبلها العقل".