رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

احتفالات ضخمة وأرقام قياسية في يوبيل الملكة إليزابيث

نشر
الأمصار

انطلقت اليوم الخميس احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية، حيث أطلت الملكة إليزابيث الثانية، من شرفة قصر باكينغهام لإعلان انطلاق الاحتفالات في ذكرى مرور 70 عاما على اعتلائها العرش، وهي مدة قياسية في مرحلة انتقالية للعائلة الملكية البريطانية.

وتزينت شوارع المملكة المتحدة برمتها بالأعلام والصور العملاقة،  فيما نصب عشاق العائلة الملكية الخيم في لندن ليكونوا في الصفوف الأمامية للاحتفالات باليوبيل البلاتيني لأشهر ملكة في العالم، التي باتت صحتها تتراجع وهي في سن السادسة والتسعين.

وقالت الملكة إليزابيث القائدة العليا لـ15 بلدا من المملكة المتحدة إلى كندا مرورا بنيوزيلندا: "آمل بأن تشكل الأيام المقبلة فرصة للتفكير في ما أنجز خلال السنوات السبعين مع التطلع إلى المستقبل بثقة وحماسة".

لم يسبق لأي ملك بريطاني أن جلس على العرش لهذه الفترة الطويلة، ومن غير المرجح أن يحقق أي ملك آخر ذلك، فالأمير تشارلز وريث العرش يبلغ 73 عاما فيما نجله وليام سيحتفل بعيد الأربعين قريبا.

مظاهر الاحتفال 

ستخرج الملكة مرتين إلى شرفة قصر باكينجهام، إحدى أشهر الشرفات في العالم حيث تحتفل العائلة الملكية بالأحداث المهمة منذ القرن التاسع عشر.

وسيقف إلى جانبها الأفراد الرئيسيون في العائلة وأطفالهم، ولن يكون بين هؤلاء الأمير هاري وزوجته ميجان اللذان سيتابعان العرض من مبنى آخر. وسيغيب أيضا الأمير أندرو نجل الملكة.

وقد تأكد خروج الملكة إليزابيث إلى الشرفة مساء الأربعاء فقط، خصوصا أن مشاركة الملكة في مناسبات عامة باتت قليلة.

ويوفر الاحتفالات باليوبيل وقتا مستقطعا يركز على شخصية الملكة. فبعد الظهور على شرفة قصر باكينجهام، ستشارك مساء في مراسم تضاء خلالها لوحات ضوئية من قصر ويندسور غرب لندن حيث باتت تقيم.

ويقام الجمعة قداس شكر في كاتدرائية القديس بولس في لندن بمشاركة كل أفراد العائلة بمن فيهم هاري وزوجته ميجان والأمير أندرو.

والسبت، ستغيب الملكة عن سباقات دربي أبسوم للخيول، رغم شغفها الكبير.

ويلي ذلك حفلة موسيقية كبيرة ستتابعها الملكة عبر التلفزيون، تقام في قصر باكينجهام بمشاركة 22 ألف شخص وفنانين من أمثال أليشا كيز وديانا روس.

والأحد، سيسير 10 آلاف شخص في شوارع لندن، وسيشارك ملايين البريطانيين في آلاف المآدب الاحتفالية في الأحياء واحتفالات في الشوارع تكريما للملكة التي تعالت على الأزمات وعاصرت العهود المختلفة بقوة وعزيمة.

احتفالات ضخمة 

ومع انطلاق احتفالات اليوبيل ستحلق حوالي 70 طائرة تابعة للجيش البريطاني من بينها سرب "ريد آرووز" للطيران البهلواني في سلاح الجو الملكي فوق قصر باكنغهام على مدى ست دقائق الخميس، في ختام العرض العسكري في حين سيخرج الأفراد الرئيسية في العائلة الملكية إلى شرفة القصر، والعدد المحدد للطائرات سيكون رهنا بأحوال الطقس وبالتزامات أخرى.

وستطلق المدفعية ظهر الخميس في لندن وكل أرجاء المملكة المتحدة، فضلا عن سفن سلاح البحرية الملكية في البحر.

ويتزامن عيد ميلاد الملكة الرسمي (مولودة في 21 أبريل/نيسان) مع ذكرى تتويجها في الثاني من يونيو/حزيران 1953، لذا سيطلق رشق مزدوج من 124 طلقة مدفع من برج لندن.

وستطلق 82 طلقة من حديقة هايد بارك القريبة من قصر باكنغهام.

كما سيضاء أكثر من 2800 لوحة ضوئية مساء الخميس في قصر باكنغهام وكل أرجاء المملكة المتحدة، فضلا عن الجزر الإنجليزية النورماندية وجزيرة مان والمقاطعات البريطانية ما وراء البحار.

وستضاء أيضا في 54 عاصمة من دول الكومونولث من تونغا وساموا في جنوب المحيط الهادئ إلى بيليز في الكاريبي، وستضاء جسور فوق نهر تيمز في لندن، فضلا عن كاتدرائيات عدة في إنجلترا.

على السواحل الفرنسية المقابلة لإنجلترا ستضاء أبنية شهيرة مساء الخميس.

ملكة الأرقام 

تتولى الملكة إليزابيث الثانية عرش بريطانيا منذ سبعين عاماً وأربعة أشهر متخطية الرقم القياسي السابق لجدة جدتها الملكة فيكتوريا التي استمرت فترة حكمها 63 عاماً و7 أشهر ويومين (من 20 يونيو/حزيران 1837 حتى وفاتها في 22 يناير/كانون الثاني 1901).

كما أن إليزابيث بأعوامها الستة والتسعين هي أكبر ملكة لا تزال جالسة على العرش في العالم.

وسجل ملكان فقط فترة حكم أطول من إليزابيث الثانية، هما الملك لويس الرابع عشر (حكم لأكثر من 72 عاماً بين عامي 1643 و1715) وملك تايلاند بوميبول أدولياديج (امتدت فترة حكمه لـ70 عاماً و4 أشهر، من 9 يونيو/حزيران 1946 حتى 13 أكتوبر/تشرين الأول 2016).

وعلى مدار توليها العرش حققت أرقام قياسية، إذ زارت اليزابيث الثانية بصفتها ملكة أكثر من مئة دولة، وهو رقم قياسي لعاهل بريطاني.

وقامت بأكثر من 150 زيارة إلى دول الكومنولث، إذ زارت كندا 22 مرة، وهو أكثر بلد عضو في الكومنولث تزوره، فيما ذهبت 13 مرة إلى فرنسا التي تتحدث لغتها وتمثل أكثر بلد أوروبي زارته.

ووفق حسابات صحيفة "دايلي تلغراف"، جالت الملكة العالم بمعدل 42 مرة قبل أن تتوقف عن السفر إلى الخارج في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 عندما كانت تبلغ 89 عاماً.

واستغرقت أطول رحلة لها خارج المملكة المتحدة 168 يوماً (بين نوفمبر/تشرين الأول 1953 ومايو/أيار 1954)، زارت خلالها 13 دولة.

وخلال فترة توليها العرش، قامت الملكة إليزابيث الثانية بحوالي 21 ألف التزام رسمي، وأعطت "الموافقة الملكية" لنحو أربعة آلاف مشروع قانون، واستقبلت عدداً كبيراً من الشخصيات البارزة في إطار 112 زيارة رسمية، من بينهم الإمبراطور هايله سيلاسيه (إثيوبيا عام 1954)، والإمبراطور الياباني هيروهيتو (عام 1971)، والرئيس البولندي ليخ فاليسا (عام 1991)، والرئيس الأمريكي باراك أوباما (عام 2011).

وأقيمت تحت إشرافها أكثر من 180 حفلة استقبال في قصر باكنغهام، حضرها أكثر من 1,5 مليون شخص.

وعاصرت الملكة 14 رئيساً للوزراء من ونستون تشرشل (1952-1955) إلى بوريس جونسون، وكان رؤساء الوزراء يطلعونها خلال جلسات أسبوعية على أبرز التطورات الراهنة في الفترة القائمة.

مقابلات رسمية قياسية 

والتقت الملكة إليزابيث 13 رئيساً من الرؤساء الـ14 الأمريكيين، منذ هاري ترومان (1945-1953) إلى جو بايدن حالياً، أما الرئيس الذي ينقص من اللائحة فهو ليندون جونسون (1963-1969).

وقابلت الملكة، وهي رئيسة الكنيسة الأنغليكانية وتُعرف بتدينها وممارستها لواجباتها الدينية بشكل منتظم، أربعة باباوات خلال زيارات رسمية، هم يوحنا الثالث والعشرون (1961)، يوحنا بولس الثاني (1980، 1982، 2000)، بنديكتوس السادس عشر (2010) والبابا فرنسيس (2014).

وأرسلت الملكة نحو 300 ألف بطاقة تهنئة إلى معمرين وأكثر من 900 ألف أخرى إلى أزواج يحتفلون بذكرى زواجهم الستين. واستمر زواجها من الأمير فيليب 73 عاماً قبل أن يتوفى في أبريل/نيسان عام 2021، ما يمثل أيضاً رقماً قياسياً لملك بريطاني.

والتُقطَت للملكة أكثر من مئتي صورة بورتريه، وكانت أول صورة لها في سن السابعة.

ورغم كبر سن الملكة لا تزال تتمتع بشعبية كبيرة مع نسبة تأييد تصل إلى 75% بحسب معهد يوجوف لاستطلاعات الرأي فيما الأمير تشارلز يحظى بتأييد 50% من السكان.

وجاء في نتائج الاستطلاع أن 62% يريد استمرار النظام الملكي إلا أن الرأي منقسم في صفوف فئة 18-24 عاما (33 % مؤيد و31% معارض). ويرى 39% من البريطانيين فقط أن العائلة الملكية ستستمر لـ100 سنة إضافية.