رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد مسيرة الأعلام.. أسوأ 5 محطات في تاريخ انتهاكات المسجد الأقصى

نشر
الأمصار

شهد اليوم أسوأ عملية لانتهاك المسجد الأقصى، حيث الاقتحام الأكبر لليهود في تاريخه، ولكن التاريخ يذكرنا بإنتهاكات مأساوية في حق المسجد.

الصليبيين وتحويله لإسطبل

بدأت انتهاكات المسجد الأقصى في عصر الحملات الصليبية، فبعد استيلائهم على القدس أقفل أبوابه حينها لمدة 88 سنة من عام 1089 إلى 1177، كما تحول إلى إسطبل للخيول وقبة الصخرة إلى كنيسة، 

فى عام 1099م، سيطر الصليبيون على القدس، أثناء الحملة الصليبية الأولى، وبدلا من تدمير المسجد أطلقوا عليه اسم معبد سليمان، وقد استخدمه الصليبيون أولًا كقصر ملكى وإسطبل للخيول، وفي عام 1119م، تم تحويله إلى مقر لفرسان الهيكل، وخلال هذه الفترة، خضع المسجد إلى بعض التغييرات الهيكلية، بما في ذلك توسيع الشرفة الشمالية، وإضافة حنية (محراب الكنيسة) وجدار فاصل، وقد تم بناء دير جديد وكنيسة أيضا فى الموقع.

الإغلاق الثاني

وجاءت السلسلة الثامية من انتهاكات المسجد الأقصى عندما احتلت إسرائيل المسجد خلال حرب يونيو عام 1967، وأغلق المسجد الأقصى لأيام قليلة بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على القدس الشرقية قبل أن يعاد فتحه.

حريق المسجد الأقصى 

كانت أخطر انتهاكات المسجد الأقصى عندما شب الحريق في الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى حريق ضخم في 21 أغسطس 1969، التهمت النيران كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة الامعة

أحدثت هذه الجريمة المدبرة من قبل مايكل دينس روهن (1941 - 1995) فوضى في العالم وفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، في اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجاً على الحريق، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب.

في يوم 8 جمادى الآخرة 1389هـ - 21 أغسطس 1969م أقدم أسترالي الجنسية اسمه “دينس مايكل” جاء فلسطين باسم السياحة، أقدم على إشعال النار في الجامع القبْلي في المسجد الاقصى، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه، ولم يأت على جميعه، ولكن احترق منبر نور الدين محمود الذي صنعه ليضعه بالمسجد بعد تحريره ولكنه مات قبل ذلك ووضعه صلاح الدين الأيوبي، والذي كان يعتبر رمزاً في فلسطين للفتح والتحرير والنصر على الصليبيين، واستطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية الجامع من أن تأكله النار. ألقت إسرائيل القبض على الجاني، وادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا (موطنه الأصلي)؛ وظل حياً حتى تاريخ 1995، حيث يُزعم أنه توفي في ذلك الوقت أثناء تلقيه للعلاج النفسي، وحتى تاريخ وفاته يؤكد البعض أنه لم يكن يعاني ضرباً من الجنون أو أي شيء من هذا القبيل.

اقتحام شارون للأقصى


بينما كانت أكثر انتهاكات المسجد الأقصى إثارة للجدل عندما جاء اقتحام شارون للمسجد الأقصى بعد شهرين على محادثات باراك – عرفات في «كامب ديفيد» برعاية الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون التي عارضها شارون بشدة، وفي أوج بداية تفكك حكومة باراك على خلفية مسائل داخلية.

وباستثناء أوساط أرئيل شارون التي حملت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مسؤولية اندلاع الانتفاضة بداعي أنه حضر لها بعد فشل مفاوضات في “كامب ديفيد”، ساد شبه إجماع في إسرائيل أيضا على أن اقتحام شارون للمسجد الأقصى بحجة زيارة “جبل الهيكل” هي التي أعطت الشارة لاندلاع الانتفاضة الثانية.

مسيرة الأعلام

منذ احتلالها قبل 55 عامًا، لم تشهد مدينة القدس مثل هذا الاستنفار الأمني الإسرائيلي وحالة التأهب القصوى، استعدادًا لـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية، المخطط مرورها من باب العامود والبلدة القديمة.

ورفعت شرطة الاحتلال من حالة التأهب في صفوفها بالقدس، وتحديدًا البلدة القديمة، وجنّدت الآلاف من عناصرها وقواتها الخاصة في منطقة باب العامود، واستنفرت 3 ألوية من قوات الاحتياط، تمهيدًا لرفع أعلام الاحتلال في المدينة المحتلة خلال المسيرة.

واقتحم 1044 مستوطناً باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية، اليوم الأحد، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية وأدّوا صلوات تلمودية

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن 1044 مستوطناً إسرائيلياً اقتحموا باحات الأقصى، خلال فترة الاقتحامات الصباحية التي امتدت نحو 4 ساعات.

وفّذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في صفوف المرابطين في باحات المسجد الأقصى، بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين.

وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثّق اعتقال شرطة الاحتلال 3 فلسطينيين على الأقل داخل باحات الأقصى.

وشوهد مستوطنون وهم يرقصون ويؤدون صلوات تلمودية تمددوا خلالها على الأرض في باحات الأقصى، فيما رفع آخرون الأعلام الإسرائيلية تحت حماية قوات الاحتلال.

وكسرت قوات الاحتلال أقفال مئذنة باب المغاربة، واعتلت سطح المصلى القبلي المسقوف، ومنعت عشرات المصلين من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، بحسب مراسلة الميادين.

وكان عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير من بين المقتحمين، بمرافقة العشرات من أنصاره، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.