رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. عندما ينطفىء القلم!!

نشر
الأمصار

الكلمة نور كما  دونها الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحية الحسين شاهدا وشهيدا .ولأن الكلمة تنطق وتكتب وقد ترسم  كما قال نزار قباني حيث اطلق على احد دواوينه الرسم بالكلمات فإن القلم هو من يكتب ويرسم الكلمة كما ينطقها الفم وهذه بديهيات منذ أن تعلم الإنسان الكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين ووادي النيل .
لكن المهم ان يكون هذا القلم وحامله الذي يكتب ويسطر الكلمات والجمل والقصائد والمقالات ان يكون قلما حرا نزيها يؤمن ايمانا راسخا ان القلم سلاح فتاك ان استخدم للهدم والتخريب وسلاح نبيل حين يستخدم للبناء والتقويم وتهذيب النفوس والعقول
وعبر مراحل متعددة كان ومازال القلم يفعل فعله في الاتجاهين   فكم من حامل قلم نقي القلب والعقل والضمير ويحسب حسابا لكل كلمة بل ولكل حرف قبل ان يذيعه او ينشره و مدى تأثيره على الناس سلبا او ايجابا وهذا هو القلم الذي يحتاجه الناس في كل حين وفي المقابل كم من حملة الأقلام الذين لا يختلفون عن من يحمل مشعل النار ليحرق بها الأخضر واليابس تنفيذا لفكرة خبيثة لا ترعوي عن تدمير الشعب والأمة والاوطان  ارضاء لمرض داخلي او عقدة نقص في أحسن الأحوال والا فهي  خيانة للقلم والكلمة ومن حقنا ان تفرز كل من يكتب لتمزيق وحدة المجتمع بتأجيج الفتنة طائفيا او اثنينا  في  مجتمعنا العربي ومحاولة زعزعة الأمن المجتمعي  ولابد هنا ان نكون قادرين على التمييز بين الغث والسمين بين القول  الصادق والامين وبين من يدس السم في عسل الكلام وفي تاريخنا القديم والحديث والمعاصر مئات الصور من كلا الحالتين وتعسا لكل من  حمل القلم  ليجعل منه معولا هداما لإرضاء جهة معينة على حساب اهله وشعبه وهنيئا لكل قلم نزيه يخط للناس ما ينفع يومهم وغدهم بنبل ونقاء وصدق انتماء لهذا الشعب وهذه الامة وهنا نستطيع أن نسطر مئات من أسماء الشعراء والكتاب  المفكرين الذين خدموا شعبهم فيما كتبوا وخطت اقلامهم ونعم اقولها كما قالها الراحل عبد الرحمن  الشرقاوي (الكلمة نور وبعض الكلمات قبور) وعندما تصبح الكلمات قبور حينها ينطفىء  القلم حتى لوكان من ذهب لان اليد التي تحمله من المعدن الرخيص.