رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

قصف تركي على أبو راسين شمال غرب الحسكة بسوريا

نشر
قصف تركي في سوريا
قصف تركي في سوريا

أعلنت وسائل إعلام سورية، اليوم الجمعة، عن قصف تركي على أبو راسين شمال غرب الحسكة.

وبدوره، كشف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن استكمال إنشاء المنطقة الآمنة بسوريا وعزم بلاده تنفيذ عمليات عسكرية لهذا الغرض، مبينُا إن الجيش التركي "يعتزم تنفيذ عمليات عسكرية لمكافحة الإرهاب على حدود الدولة"، مما يثير التساؤلات حول مدى الانتهاكات داخل تلك المنطقة “الآمنة” وما فعلته داخلها الفصائل الموالية لتركيا.

500 خرق لإطلاق النار

كشف مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، أنه تجاوزت عدد الخروقات من قبل القوات المسلحة التركية والجماعات المسلحة التابعة لها منذ بداية العام الحالي أكثر من 500 مرة شملت المنطقة الآمنة بسوريا.

ويأتي سببت تلك الخروقات سقوط أكثر من 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 320 آخرين، كما تسببت بأضرار مختلفة في الأحياء السكنية والأراضي الزراعية، إضافة إلى استهداف أكثر من 26 منشأة خدمية داخل المنطقة الآمنة بسوريا .

ودعا المركز الضامنين (الأمريكي والروسي) إلى جانب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية اتخاذ موقف واضح وحازم من تلك الانتهاكات المستمرة والعمل على إيقاف الهجمات المتعمدة ضد المدنيين في شمال شرق سوريا، وريف حلب والتي سببت سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وحرمت آلاف المدنيين من العودة إلى مدنهم وقراهم والتي من شأنها تخفيف الضغط الهائل على المخيمات.

وأوضح المركز إنّ الاستمرار في التصريحات الصحفية وبيانات الإدانة لم يعد كافياً أمام الهجمات المستمرة واستمرار سقوط الضحايا وتضرر مصالح الناس وفقدانهم الأمن وتعطل عن العمل والتعليم.

وأكد المركز على ضرورة حماية المدنيين في شمال سوريا من كافة الاعتداءات وخاصة أنّ المنطقة بلغت حدها الأقصى من الطاقة الاستيعابية للسكان نصفهم من النازحين والمهجرين قسراً خاصة في المنطقة الآمنة بسوريا.

وكان التقرير الذي أعده مركز توثيق الانتهاكات قد أشار إلى أنّ القوات المسلحة التركية شنت أكثر من 500 هجوماً جوياً ومدفعياً أدى إلى مقتل 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 320 آخرين.

وتضمن التقرير أيضاً تفاصيل الهجمات التي استهدفت ريف الرقة الشمالي وريف الحسكة الغربي وريف حلب الشرقي والمدن السورية (تل تمر، ريف عفرين، تل رفعت، الشهباء، منبج، كوباني، بلدة عين عيسى) شاركت في تلك الهجمات طائرات مسيرة والمدفعية والقصف الصاروخي إضافة لاستهدف اللاجئين السوريين عبر الحدود والمزارعين الذين تقع أراضيهم قرب الجدار الحدودي الذي شيدته تركيا.

القصف تركز على منازل المدنيين والمباني العامة والمنشآت الحيوية والخدمية والتي تعد مصدر رزقٍ لآلاف العائلات في شمال سوريا.

وترافقت تلك الاعتداءات مع استمرار تركيا في حبس مياه نهر الفرات وهو ما يتسبب في تدني عدد ساعات الكهرباء التي توفرها سدي تشرين والفرات للسوريين، إضافة إلى خروج محطة تحويل كهرباء تل تمر 20/66 ك. ف في ريف الحسكة عن الخدمة جراء تعرضها لقصف بالمدفعية التركية وقطع المياه عن محافظة الحسكة من محطة المياه في علوك.

ووقعت اتفاقيتان الأولى بين تركيا والولايات المتحدة تركيا 17 أكتوبر 2019، والثانية بين تركيا وروسيا 30 أكتوبر 2019، تضمن إقرار تركيا بوقف إطلاق النار وهدنة دائمة دون أن تلتزم بها.

قتل وإعتقال

بينما أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تركيا تريد السيطرة على مناطق ووصلها ببعضها وكأنها أراضي تركية، يتحدثون عن منطقة "آمنة" وهي المنطقة الآمنة بسوريا وخلال 4 أشهر في مناطق الاحتلال التركي كان هناك 320 حالة اعتقال تعسفي جرت في هذه المناطق "الآمنة" وهناك 121 قتيل بينهم 54 مدنيًا بالإضافة إلى حدوث 32 اقتتال فصائلي.

وأكد مدير المرصد، أنه إلى الآن الأمر يقتصر على التصريحات الإعلامية مع بث فيديوهات قديمة لأرتال عسكرية، يوم أمس كان هناك صواريخ جو - جو من الطائرات الروسية أطلقت في سماء منطقة "نبع السلام" و يوم أمس كان هناك اقتتال بين فصائل "الجيش الوطني" وسقط خسائر بشرية في منطقة "نبع السلام" 

وأوضح، أنه إذا ما تمت العملية التركية الجديدة ستكون بتشريد مئات آلاف السوريين مقابل تشريد سوريين آخرين في تركيا واسكانهم في "المنطقة الآمنة المزعومة"، ومايسمى "الجيش الوطني" ممن كانوا يقاتلون في ليبيا وأذربيجان كـ "مرتزقة" ومن كانوا يتقاتلون في ما بينهم في مناطق "نبع السلام وغصن الزيتون ودرع الفرات" هؤلاء هم من سيكونون في المعركة إلى جانب الأتراك إذا ما تمت العملية 

جرائم وإنتهاكات

كما كشف تقرير آخر، أنه تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من عمليات الاعتقال وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.

وأوضح التقرير، القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية، واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.

وشهدت المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة التركية في شمال سوريا منذ بداية العام الجاري 2022 اعتقال 261 مواطناً من الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.

وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.

إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة / الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.

ومنذ التوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 8605 شخصاً / القتلى 2596 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 8283 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 5630 منهم، فيما لايزال مصير البقية مجهولا. ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 175 شخصاً، كما ارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 524 شخصاً، بينهم (101 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة).