رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في يوم إفريقيا.. القارة السمراء تتلألأ بالذهب والماس وثروات لا تحصى

نشر
يوم أفريقيا
يوم أفريقيا

تحتفل الدول الإفريقية، اليوم الأربعاء الموافق 25 مايو من كل عام بـ"يوم إفريقيا"، وهو احتفال سنوي، يمثل يوم الحرية الإفريقي في ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، والتي تعرف الآن باسم الاتحاد الإفريقي.


يوم إفريقيا 


جاءت فكرة المؤتمر الأول للدول الإفريقية المستقلة في أكرا، وغانا في 15 أبريل عام 1958، وعقده رئيس وزراء غانا الدكتور كوامي نكروما، وكان يضم ممثلين من مصر، والتى كانت آنذاك جزءا من الجمهورية العربية المتحدة، وإثيوبيا، وليبيريا وليبيا والمغرب والسودان وتونس واتحاد شعوب الكاميرون والبلد المضيف غانا.

خلال المؤتمر تم استعراض التقدم الذى أحرزته حركات التحرير في القارة الإفريقية التي ترمز إلى تصميم شعب إفريقيا على التحرر من الهيمنة، ودعا المؤتمر إلى تأسيس يوم حرية إفريقي.

"يوم إفريقيا" في كل عام هو يوم للتقدم المستمر لحركة التحرير، وترمز إلى تصميم شعب إفريقيا على تحرير نفسه من السيطرة والاستغلال الأجانب.


وتم اختيار يوم 25 من مايو للاحتفال بيوم أفريقيا لأنه يمثل الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في 25 مايو 1963، حيث وقعت 32 دولة إفريقية مستقلة في ذلك اليوم الميثاق التأسيسى فى أديس أبابا بإثيوبيا.
 

وفي عام 2002، أصبحت منظمة الوحدة الإفريقية تعرف باسم الاتحاد الإفريقي.


لماذا يقدر العالم القارة الإفريقية؟


القارة الإفريقية هي قارة غنية نهبها مستعمروها على مر العصور، قبل أن توجه أنقرة بوصلتها إليها وتجعلها بقلب مخططاتها الاستعمارية الجديدة، طمعا في ما يزخر به سطحها وباطنها من موارد معدنية وطبيعية هائلة.


تعد دول القارة الإفريقية من الدول الواعدة لما تمتلكه من إمكانات وثروات طبيعية ومواد خام تتمثل في احتياطات هائلة من المعادن والمعادن النفيسة فضلا عن المساحات الهائلة من الأراضي الصالحة للزراعة والغابات.. واتخذت مصر تزامنا مع توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي عددا من الإجراءات والخطوات الجادة للمضي قدما نحو مزيد من التعاون والتكامل الاقتصادي مع دول القارة التي تتمتع بمستقبل يمكنها من أن تلعب دورا كبيرا في حركة الاقتصاد والتجارة على المستوى الدولي.

 

ذهب ومعادن وثروات أخرى.. كنوز القارة السمراء

 

رغم الاكتشافات الهائلة للثروات المعدنية التي تحتويها الأراضي الإفريقية والتي تتزايد كل يوم، حيث لا ترتبط هذه الثروات بإقليم أو دول إفريقية بعينها دون غيرها، وتساهم المعادن الإفريقية في تشغيل وإنتاج المصانع في غالبية دول العالم، وتشهد تنافساً غير مسبوق بين القوى الكبرى والاقتصادات الناشئة والصاعدة للسيطرة على هذه المعادن المهمة، إلا أن هذه الثروات لم تنعكس على الأحوال المعيشية والاجتماعية لسكان القارة الإفريقية خاصة في مناطق التعدين.

وبحسب برنامج الأمم المتحدة الانمائي:

دول القارة تحتل المراكز الأولى في الإنتاج والاحتياطي العالمي للمعادن النفيسة، حيث تمتلك القارة 30% من معادن العالم  من بينها 95% من احتياطي الماس، وتستخرج 50% من معدل الإنتاج العالمي، و70% من معدل الإنتاج العالمي من الذهب، و33% من النحاس، و76% من الكوبالت.

كما أنها تنتج 9% من الحديد، ويتراوح احتياطها من الحديد والمنغنيز والفوسفات واليورانيوم من 15-30% من إجمالي الاحتياطي العالمي من هذه المعادن .

وتمتلك إفريقيا 90% من الاحتياطي العالمي من البلاتين، وتنتج حوالي 75% من هذا المعدن، يدخل البلاتين في صناعة الإلكترونيات، الأدوات الكهربية، بعض أدوية مرض السرطان، وصناعة الحلي. بينما يدخل الكروميوم في صناعة المنتجات الحديدية حيث يمنع الصدأ.

تمتلك جنوب إفريقيا وحدها نصف الاحتياطي العالمي من البلاتين، وفقا لموسوعة بريتانيكا، وبالنسبة إلى الكروميوم، فهو يتواجد بشكل أساسي في زيمبابوي بينما تحتوي جنوب أفريقيا علي أكبر مخزون من رمل الكرومايت وهو المكون الأساسي للكروميوم.

 

بالنسبة للمعدن الأهم في العالم، تملك جنوب إفريقيا وحدها حوالي نصف الاحتياطي من الذهب. كما يتواجد بنسب أقل في كل من زيمبابوي، كونغو، غانا، بوروندي، ساحل العاج والجابون.

 

وتضم القارة أيضا نصف احتياطي الكوبالت ويتواجد بكميات كبيرة في الكونغو وزامبيا والمغرب. ويستخدم الكوبالت في صناعة البطاريات، بعض الصناعات البتروكيماوية، بالإضافة إلى توربينات الغاز ومواتير الطائرات حيث يمنع الصدأ والتآكل.

ربع الاحتياطي العالمي من البوكسايت، وهو أنقي أنواع الألومنيوم، متواجد بأفريقيا، وبصفة أساسية في غينيا، ثم توجو والمنطقة التي تتوسطهما.

بالنسبة للمعادن الأخري التي يتواجد نسبة كبيرة من احتياطاتها عالميا علي الأراضي الافريقية، فالحديد موجود بوفرة في ليبريا، نيجريا، موريتانيا، الجابون، جنوب إفريقيا، وزيمبابوي، وموجود بنسب أقل في كل من مصر والمغرب وتونس.

وبالنسبة للمنجنيز فهو موجود بكثرة في جنوب إفريقيا، الجابون، غانا، بوركينا فاسو، ساحل العاج، الكونغو، الكاميرون، الجزائر والمغرب، ويدخل المنجنيز في صناعة الحديد، حيث يمنع الأكسدة، وكذلك البطاريات والدهانات.

 

تمتلك إفريقيا أيضا نصيبا كبيرا من التنتالوم وهو معدن نادر مضاد للتآكل ويدخل في صناعة الالكترونيات وخاصة تغليف بعض الأجزاء الداخلية. ومعظم مخزون القارة موجود في الكونغو.

تمتلك الكونغو أيضا نصيبا كبيرا من الليثيوم والذي يدخل في صناعة بطاريات السيارات. كما أن لديها نصيب الأسد في القارة بجانب ناميبيا من الجيرمانيوم والذي يدخل في صناعة الالكترونيات, المصابيح, وصناعة المعدات التي تكشف عن الاشعة تحت الحمراء.

الزيركونييوم الذي يتميز بمقاومته الشديدة للحرارة، يدخل في صناعة السيراميك، الزجاج المقاوم للحرارة، الطوب، معدات الكشط  وكتغليف لافران المصانع، وهو موجود بشكل كبير في أفريقيا في كل من جنوب إفريقيا، نيجريا، السنغال، مدغشقر، سيراليون، ومصر.

 

وعن نصيب القارة من الطاقة

ثروات هائلة تزخر بها أفريقيا تجعلها مستقبل الطاقة العالمية، ومحور صراع القوى الدولية، ومحط أطماع تركيا بصورة خاصة.

بحسب تقارير متفرقة، تملك القارة نحو 75 بليون برميل من احتياطي النفط، و9 بالمئة من الاحتياطيات العالمية لهذا المورد الحيوي، كما تنتج حوالي 300 مليون برميل منه لتوليد الطاقة.

أما أرقام صندوق النقد الدولي، فتشير إلى أن المناطق شبه الصحراوية في القارة السمراء سجلت بالسنوات الأخيرة اكتشافات نفطية من شأنها أن ترفع من معدلات إنتاجها من النفط في المدى القريب.

كما أن إفريقيا تنتج 22 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا قابلة للزيادة بل المضاعفة مع استكشافات الغاز في دول شمال القارة، بنسبة 7.5 بالمئة من إجمالي الإنتاج العالمي من هذا المورد الاقتصادي.

ويبلغ احتياطي الغاز الطبيعي في إفريقيا نحو  477 تريليون قدم مكعب، ما يمثل 6.9 بالمئة من الاحتياطي العالمي، أما بالنسبة للطاقة الشمسية، فإن القارة تمتلك أكبر مخزون لهذا النوع من الطاقة، حيث تضم أكبر وأوسع صحارى العالم التي تعد المصدر الأساس لتوليد الطاقة الشمسية.

وتفيد توقعات المؤسسات الدولية أن هذه النسب والمعدلات مرشحة للارتفاع، وذلك بالنظر إلى أن أجزاء كثيرة من القارة لم تشملها المسوحات الجيولوجية.

وتبين من الدراسات والأبحاث العلمية المختصة أن هذه الأجزاء تحتوي على تركيبة جيولوجية مكونة من الصخور البلورية والمتحولة القديمة، وهي أكثر الصخور التي تحوي في تكوينها نسباً عالية من المعادن المتنوعة.


في يوم إفريقيا

-الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، جميع الشعوب الأفريقية الشقيقة، بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا، وكتب الرئيس السيسي عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي:"هذا اليوم الذى يمثّل ذكرى تاريخية عظيمة أسست لعهدٍ جديد فى تعزيز الوحدة والتعاون المشترَك بين دول قارتنا".

السيسي

وأكد أن مصر ستظل تسعى جنباً إلى جنب مع أشقائها الأفارقة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الجهود المشتركة فى إيجاد حلول للمشكلات والنزاعات التى عانت منها القارة لعقود حالت دون تحقيق أحلام أبنائها.

وأضاف:"وها نحن اليوم، نخطو خطواتنا الثابتة نحو إيجاد قارة مستقرة تكفل العيش الكريم لشعوبها، وتبث ثقافة الحضارة والتسامح والمحبة لكل العالم. فكل عام وشعوب أفريقيا في تقدم واستقرار وازدهار".

 

الأمم المتحدة تؤكد على التراث كأساس للتعافي بعد كورونا:

قال الأمين العام للأمم المتحدة، إن "تراث أفريقيا الثقافي والطبيعي الغني والمتنوع له دور مهم في تحقيق التنمية المستدامة، والحد من الفقر، وبناء السلام والحفاظ عليه".

 

المفوضية تؤكد دور الشفافية والحوكمة لمواجهة تحديات القارة:

أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، أن أفريقيا رغم الوثبات التي تحققها على طريق التنمية والأمن إلا أنها لا تزال تواجه على مدى السنوات العشر الماضية تحديات الإرهاب والتطرف والجريمة العابرة للحدود؛ بسبب تراجع دور الشفافية والحوكمة.

وقال رئيس المفوضية "إن كثيرا من دول القارة تكرس جزءا كبيرا من مواردها وطاقاتها لمحاربة الإرهاب أو حماية نفسها، وبالتالي تحرم قطاعات حيوية، مثل الصحة والتعليم، من الموارد التي تحتاجها".

وأشار إلى التحديات الناتجة عن سوء الإدارة، والتي لم يعد من الممكن إخفاؤها من خلال المطالبة بالشفافية التي يفرضها السكان المنفتحون بشكل متزايد على العالم من خلال تقنيات المعلومات والاتصالات الجديدة، موضحا أن من بين مظاهر سوء الإدارة، الفساد والصراعات بين المجتمعات والموجات الأخيرة من التغييرات غير الدستورية، والبطالة بين الشباب.

وأضاف أن القارة تضررت من الأزمة الاقتصادية وأزمة المناخ والطاقة، والتي بدورها تؤثر على أسعار المواد الغذائية من خلال تكلفة النقل الباهظة، فضلا عن الأزمة الصحية التي أعقبت تفشي فيروس كورونا وأضعفت القدرات الإنتاجية لمختلف البلاد، والأزمة الروسية الأوكرانية.

 

الرئيس الروسي يهنىء رؤساء دول وحكومات القارة الأفريقية:

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رؤساء دول وحكومات القارة الإفريقية، بحلول يوم إفريقيا.

بوتين

وفي تهنئته أشار إلى أن روسيا وأفريقيا ستتمكنان معا من ضمان الأمن في جميع أنحاء العالم.

وأضاف الرئيس بوتين في برقية التهنئة: "لقد أولت بلادنا دائما أهمية خاصة لتنمية العلاقات الودية مع الشركاء الأفارقة. وقد وفرت القمة الروسية- الأفريقية التي عقدت في سوتشي في عام 2019 ظروفا جيدة لتوسيع التعاون المثمر على المستوى الثنائي وعلى أساس متعدد الأطراف".

وأعرب الرئيس بوتين عن ثقته، في أن روسيا وأفريقيا، ستتمكنان بالعمل المشترك من ضمان تطوير وتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات الواعدة في مختلف المجالات لصالح الدول والشعوب، ولصالح تعزيز الأمن والاستقرار في إفريقيا وحول العالم.

 

الجامعة العربية تهنئ الاتحاد الأفريقي:

هنأت جامعة الدول العربية الشعوب الافريقية الشقيقة والاتحاد الأفريقي بمناسبة يوم أفريقيا، وذلك انطلاقا من عمق الصداقة العربية الأفريقية، والإيمان بذات المباديء والمفاهيم المنبثقة من ميثاق الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز والشراكة القائمة على أسس تاريخية وجغرافية ومصالح متبادلة بين الجانبين.

وبهذه المناسبة، تجدد الأمانة العامة التزامها ببذل كل الجهود التي من شأنها دفع أطر التعاون العربي الافريقي إلى الأمام وتعميق الشراكة الاستراتيجية والانطلاق بها إلى آفاق أرحب، كما تتطلع إلى البناء على الاهتمامات المشتركة بين الجانبين وفي مقدمتها تحقيق متطلبات التنمية المستدامة والسلام والاستقرار في الاقليمين العربي والافريقي، وغيرها من الاهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتطلع إلى تحقيقها شعوب المنطقتين العربية والأفريقية.

 

 

 

ومن هنا، يمكن القول إن أفريقيا ستكون المورد الأساسي للصناعة في العالم مستقبلاً، ووفق توقعات المؤسسات الدولية، فإن القارة في حاجة إلى قرابة 100 مليار دولار سنوياً لتلبية خططها الاستثمارية في البُنى التحتيّة، إضافة إلى عامل النمو في عدد السكان، والذي تجاوز الـ 1.3 مليار نسمة.


وأن القارة تستحق أن يكون لها يوم والذي يحتفل فيه العالم بإسهامات القارة السمراء فى المجتمع الدولي .....