رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

يستعد لعملية عسكرية.. كواليس إعلان أردوغان استكمال المنطقة الآمنة بسوريا

نشر
الأمصار

كشف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن استكمال إنشاء المنطقة الآمنة بسوريا وعزم بلاده تنفيذ عمليات عسكرية لهذا الغرض، مبينُا إن الجيش التركي "يعتزم تنفيذ عمليات عسكرية لمكافحة الإرهاب على حدود الدولة"، مشيراً إلى أن القرار بشأن تلك العمليات سيتم اتخاذه قريباً.

وذكر إردوغان خلال كلمة له بعد اجتماع مجلس الوزراء: "نواصل مهامنا لتوفير الأمن على حدودنا في ظل الهجمات المستمرة، وقريباً سيتم الشروع في عمليات جديدة على حدودنا وسيتم اتخاذ القرارات ذات الصلة خلال جلسة مجلس الأمن".

وأضاف: "سنبدأ باتخاذ خطوات جديدة لاستكمال المنطقة الآمنة بسوريا بعمق 30 كم شمال سوريا"، ولفت إلى أنّ "الأولوية في العمليات العسكرية ستكون للمناطق التي يتم من خلالها الهجوم على المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي".

وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، نعمان كورتولموش، إن التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد «أمر صعب للغاية»، و«غير وارد» ضمن مخططات الحكومة التركية. وأضاف في مقابلة تلفزيونية، مشيرًا إلى أن هدف حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان في الوقت الحالي هو إنشاء المنطقة الآمنة بسوريا  على طول الحدود الشمالية لسوريا، من أجل تطبيق خطة العودة الطوعية لمليون لاجئ سوري من المقيمين في تركيا.

المنطقة الآمنة

يريد أردوغان إنشاء "المنطقة الآمنة بسوريا" بعمق 30 كيلومتر (20 ميل) في شمال سوريا حيث ستتمّ إعادة توطين نحو 3.6 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا. ونظرًا لأن الأكراد السوريين يتركزون بشكل كبير في منطقة الاستيطان المقترحة، التي تضم تركيبة عرقية متنوعة، فقد تم انتقاد الخطّة التركية باعتبارها تهدف لإجراء تغيير ديموغرافي، وهو ما نفته تركيا بقولها أن العملية تهدف فقط إلى "تصحيح" التركيبة السكانية التي يزعم المسؤولون الأتراك أنه قد تم تغييرها من قبل القوات الكردية.

رد قوات سوريا الديمقراطية

أكدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اليوم الإثنين، أنه لا تغيير استراتيجيا على توزيع وانتشار القوى الدولية الضامنة في مناطق شمال وشرق سوريا.

وجاء ذلك ضمن بيان صادر عن قوات سوريا الديمقراطية، ردا على تصريحات تركية بإنشاء المنطقة الآمنة بسوريا.

وقالت إن “تسخين الأجواء واستعراض قوة الاحتلال من قبل الدولة التركية تأتي في سياق محاولات ضرب الاستقرار والاستجابة الطبيعية من قبل الاحتلال لمحاولات إعادة تنشيط فلول داعش”.

وأشارت إلى أنها “تدرس مستوى التهديدات التركية الفعلية والمتوقعة لمناطق شمال وشرق سوريا وتتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة”.

موقف الحكومة السورية
 

مؤخرًا أعلنت سوريا رفضها إعلان أردوغان عن إنشاء ما يسمى بـ "المنطقة الآمنة" لإعادة نحو مليون لاجئ إليها، ووصفت وزارة الخارجية تصريحات أردوغان مطلع الشهر الجاري، بشأن هذا الأمر بـ "الألاعيب الرخيصة".

ولم تكن المرة الأولى التي تدخلت فيها الحكومة السورية في شرق الفرات، فأثناء عملية نبع السلام توصلت قوات سوريا الديمقراطية إلى اتفاق مع الحكومة السورية، سمح للجيش السوري بدخول مدينتي منبج وعين العرب اللتان تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، في محاولة لحماية البلدات من العملية التركية.

الوضع الدولي

كما يستغل أردوغان  بإعلانه لعملية عسكرية في الشمال السوري، الوضع الدولي وخاصة مع تقدم السويد وفنلندا بطلب انضمامهم للناتو، حيث دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السويد الى "إنهاء دعمها السياسي والمالي للتنظيمات الإرهابية وتسليمها أسلحة"، وذلك على خلفية معارضته انضمام هذا البلد الى حلف شمال الاطلسي.

واجرى الرئيس التركي السبت أول مكالمة هاتفية مع رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسن منذ بدء الازمة المفتوحة بين البلدين، وكذلك مع فنلندا، في شأن انضمامهما الى الحلف الأطلسي.

وقال إردوغان في بيان صدر اثر الاتصال إنه "ينتظر من السويد أن تتخذ اجراءات ملموسة وجدية، تظهر أنها تشاطر تركيا قلقها حيال تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي وامتداداته في سوريا والعراق".

كذلك، طلب من ستوكهولم "رفع القيود" عن صادرات الأسلحة الى انقرة والتي فرضت منذ تشرين الاول/اكتوبر 2019، إثر العمليات العسكرية التي نفذتها تركيا في شمال سوريا والعراق مستهدفة مواقع لحزب العمال الكردستاني وحلفائه الاكراد المدعومين من الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.

 

عمليات تركيا في سوريا


يذكر أن تركيا نفذت 3 عمليات عسكرية في شمال سوريا الأولى عام 2016 وأطلقت عليها "درع الفرات" وقالت إنها ضد تنظيم داعش، والثانية "غصن الزيتون" ضد النفوذ الكردي في عفرين عام 2018، والثالثة "نبع السلام" وشنتها في أكتوبر 2019 ضد القوات الكردية في شرق الفرات.

وتقول تركيا منذ فترة إنها تريد إنشاء "منطقة آمنة" لاستيعاب اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، لكن مخططها لم يحظى بدعم دولي، ورفض الاتحاد الأوروبي تمويله.

 

عملية نبع السلام

وكانت عملية “نبع السلام” هي اول العمليات التركية لفرض المنطقة الآمنة، حيث بدأت العملية العسكرية في 9 أكتوبر 2019 عندما شنت القوات الجوية التركية غارات جوية على البلدات السورية الحدودية. وذلك بعد أن بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب من شمال شرق سوريا، بعد عدّة أعوام من تدخلها العسكري في الحرب الأهلية المندلعة في البلاد، حيث كانت تدعم قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية في حربها على تنظيم  (داعش).

تم الإبلاغ عن انتهاكات لحقوق الإنسان، حيث صرحت منظمة العفو الدولية بأنها جمعت أدلة تشير إلى أن القوات التركية والمجموعات المسلحة المدعومة منها قد "أبدت تجاهلًا مخزيًا للحياة المدنية، وارتكبت انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل المتعمّد والهجمات غير القانونية التي أدّت لقتل وجرح المدنيين".


في 17 أكتوبر 2019، أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أن الولايات المتحدة وتركيا قد توصّلا إلى اتفاق يقضي بوقف العملية العسكرية التركية لمدة 5 أيام من أجل انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من منطقة آمنة مقترحة جنوب الحدود التركية، وفي 22 أكتوبر 2019، توصل الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان إلى اتفاق آخر لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 150 ساعة إضافية من أجل إكمال قوات سوريا الديمقراطية لانسحابها مسافة 30 كيلومترًا بعيدًا عن المنطقة الحدودية، وكذلك من مدينتي تل رفعت منبج. كما تضمن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة بين روسيا وسوريا من جهة وتركيا من جهة أخرى، على بعد 10 كيلومترات من الجانب السوري للحدود باستثناء مدينة القامشلي.