رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مع فيتو تركيا وكرواتيا.. انضمام السويد لحلف الناتو.. هل بات ممكنًا؟

نشر
الأمصار

مثل طلب انضمام السويد لحلف الناتو صدمة كبيرة لروسيا والتي كانت تهدف لإيقاف توسع الناتو على حدودها، ولكن مع الإجراءات المعقدة وظهور معارضين من داخل الناتو للطلب مثل كرواتيا وتركيا، هل لا زال الطلب ممكنًا.

 كشفت صحيفة "البايس" الإسبانية، أنه انضمام السويد لحلف الناتو أفاد الحزب الديمقراطي الاجتماعي السويدي ، الذي يحكم الدولة الاسكندنافية ، يوم الأحد أنه سيدعم انضمام السويد إلى الناتو في البرلمان، مشيرة إلى أن  التشكيل ، الذي فاز في جميع الانتخابات العامة لأكثر من 100 عام ، يعكس موقفه التقليدي على عكس كونه جزءًا من تنظيم عسكري. 
وأكدت الصحيفة، أنه يسهّل الإعلان إلى حد كبير عملية التقدم للسويد للانضمام إلى التحالف ، حيث أن التشكيلتين البرلمانيين الوحيدين اللذان يحافظان على معارضتهما للاندماج في الكتلة عبر الأطلسي هما حزب اليسار وحزب الخضر ، اللذان يضيفان ما يصل إلى 43 مقعدًا فقط من مجموع المقاعد البالغ عددها 349. 

وأضافت الصحيفة، أنه انضمام السويد لحلف الناتو جاء في البيان الصادر عن تشكيل رئيسة الوزراء ، ماجدالينا أندرسون ، أن "مجلس الحزب الديمقراطي الاجتماعي السويدي قرر في اجتماعه في 15 مايو 2022 أن يعمل الحزب من أجل السويد لتقديم طلب للانضمام إلى الناتو". وأبرز الرئيس في مؤتمر صحفي في المقر الوطني للتدريب ، أن "الخيار الأفضل لأمن السويد والسكان السويديين هو الانضمام إلى الناتو".
وأوضحت الصحيفة، أنه يأتي إعلان الاشتراكيين الديمقراطيين بعد ساعات من قيام رئيس فنلندا ، سولي نينيستو ، ورئيسة الوزراء ، سانا مارين ، بترشيح الدولة النوردية لعضوية منظمة حلف شمال الأطلسي ، والتي يجب المصادقة عليها في الأيام المقبلة في البرلمان الفنلندي.

وبينت الصحيفة، أنه كانت فرص تقدم ستوكهولم وهلسنكي للانضمام إلى الحلف الأطلسي ضئيلة في بداية العام ، لكن الحرب في أوكرانيا غيرت الرأي العام تمامًا في كلا البلدين. كما تسبب في اضطراب عميق في الطبقة السياسية، حيث أنه  في الأسابيع الأخيرة ، أعلنت جميع القوى البرلمانية تقريبًا التي عارضت التنازل عن موقفها الحيادي (أو عدم الانحياز) لعقود عن ذلك، في ضوء الوضع الجديد الذي نشأ بعد الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير ، اعتبروا أنه من الضروري طلب عضوية الكتلة العسكرية من أجل الحصول على ضمانات بند الدفاع المشترك (المادة 5 من حلف شمال الأطلسي). 
وأردفت الصحيفة، أنه مع دخول السويد وفنلندا ، ستكون جميع دول الشمال ودول البلطيق جزءًا من منظمة عبر الأطلسي. وشدد رئيس الوزراء السويدي على أنه "إذا أصبحت السويد الدولة الوحيدة في بحر البلطيق التي ليست جزءًا من الحلف ، فستترك في موقف ضعيف".


تركيا “الفيتو” ضد السويد

بينما تمضي تركيا في محاولاتها بالضغط على السويد وفنلندا للحصول على مكاسب من كلا الدولتين مقابل سماح أنقرة لهما بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث تطلب السلطات التركية من ستوكهولم تسليم عشرات الأشخاص لها بذريعة أنهم ينتمون لحزب "العمال الكردستاني" وحركة "الخدمة" التي يقودها الداعية التركي فتح الله غولن الذي يتّهمه الرئيس رجب طيب أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكمه والتي حصلت في منتصف شهر يوليو من العام 2016.


وضمت القائمة التي قدّمتها أنقرة لستوكهولم 33 اسماً معظمهم من الأكراد وآخرين يشتبه بانتمائهم لحركة "الخدمة"، لكن أغلبهم يحملون الجنسية السويدية وإن كانوا من أصولٍ كردية أو تركية، حتى أن القائمة ضمت اسم النائبة السويدية ـ الكردية التي تنحدر من إيران أمینه کاکاباوه والتي لا تربطها أي صلاتٍ بتركيا على الإطلاق.

 

وتعيد مطالبة تركيا للسويد بتسليم النائبة في البرلمان السويدي كاكاباوه إلى الأذهان احتجاز صالح مسلم الرئيس المشارك الأسبق لحزب "الاتحاد الديمقراطي" السوري في التشيك في فبراير من العام 2018 بناءً على طلبٍ من السلطات التركية رغم أن مسلم سوري الجنسية ولا يحمل أيضاً الجنسية التركية، ولذلك أُطلِق سراحه بعد يومين من احتجازه سيما بعد رفض التشيك تسليمه لأنقرة التي تصف حزبه بالواجهة السورية لحزب "العمال الكردستاني" المحظور لديها والذي يخوض تمرداً مسلّحاً ضدها منذ العام 1984.

كرواتيا والناتو

كما أعلن الرئيس الكرواتي، زوران ميلانوفيتش، انضمامه إلى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في معارضة محاولة دولتي الشمال الأوروبي الانضمام إلى الحلف.

أعلن ميلانوفيتش أنه سيكلف الممثل الدائم لكرواتيا لدى حلف شمال الأطلسي، السفير ماريو نوبيلو، بالتصويت ضد قبول فنلندا والسويد، وفقا لوكالة الأنباء الكرواتية.

ويأتي قرار الرئيس الكرواتي، رغم أن برلمان بلاده يؤيد التصويت لصالح السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وفق مجلة "نيوزويك".

وعند مناقشة موقفه، أشار ميلانوفيتش إلى أنه لن يدعم عرض البلدين حتى يتم تعديل قانون الانتخابات في البوسنة والهرسك.

وقال ميلانوفيتش "هذا ليس عملا ضد فنلندا والسويد، لكنه من أجل كرواتيا"، وفقا لوكالة الأنباء الكرواتية.

ويطالب ميلانوفيتش بتبني قانون انتخابي جديد في البوسنة والهرسك، يسهل انتخاب ممثلين عن الكروات لمناصب حكومية في هذا البلد.