رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الرئيس الصومالي.. هل يعيد ترتيب الأوراق في القرن الإفريقي

نشر
الأمصار

لا تزال دول القرن الإفريقي تنتظر معالجة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود للكثير من الملفات العالقة والتي انتهج فيها الرئيس السابق فرماجو سياسة المحاور في انحياز تام لكل من إثيوبيا وإرتريا، والتغريد خارج السرب العربي. 

وحصل حسن شيخ محمود، على ٢١٤ صوتا، بينما حصل منافسه، الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، على ١١٠ صوتا، وأصبحت ثلاثة أصوات باطلة، وتتافس في الانتخابات الرئاسية الصومالية، ٣٦ مرشحا.

فرماجو والمحور الإثيوبي صوماليلاند

شكل الرئيس عبد الله فرماجو، أحد أضلاع حلف ثلاثي من إرتريا وإثيوبيا والصومال، وتملت العلاقات في أمرين  الأول هو إرسال قوات لإقليم تجراي، حيث كشفت صحيفة كندية عن مشاركة جنود صوماليين متحالفين مع القوات الإريترية في جرائم الإبادة التي ارتكتب في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا.

وأشارت صحيفة  The Globe and Mail إلى حصولها على روايات شهود عيان عن مذابح ارتكبتها القوات الصومالية المتحالفة القوات الإريترية في تيغراي في الأشهر الأولى من الحرب التي دارت في الإقليم.

 وأثار ما حدث تساؤلات حول تحالف عسكري سري بين إثيوبيا وإريتريا والصومال تسبب في الموت والدمار في منطقة تيغراي المتمردة في شمال إثيوبيا.

ويعد ثاني معالم التخالف هو اللقاء الذي احتضنته أديس أبابا، برعاية قطرية، وفي حضور رئيس الوزراء آبي أحمد في 11 فبراير الجاري، بين الرئيس الصومالي فرماجو، ورئيس "ارض الصومال" موسى بيحي عبدي، أثار ردود أفعال حول توقيته وأهدافه، ونكأ جراحا عميقة تتعلق بالأطماع التاريخية لإثيوبيا في جارتها الصومال، ورفضته قيادة صوماليلاند.

ملف الجنود..والإتهامات لإرتريا

وجه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قبل رئاسته انتقادات قوية إلى قيادة الحكومة الصومالية الإتحادية بالتزامها السكوت وعدم رد أولياء الأمور الذين يستفسرون عن مصير أبنائهم في معسكرات التدريب في أريتريا.

ووصف حسن شيخ محمود ما حصل بهؤلاء ونقلهم إلى أريتريا قبل عامين ونصف بأنها عمليات بيع وشراء، وأن الجهات الصومالية المسؤولة عن هذا الملف أشترت أبناء الصومال من أريتريا.

وقال حسن شيخ محمود  الشباب الصومال الذين استثمروا في رعايتهم، وتربيتهم، نقلوا إلى أريتريا بغرض التدريب، ليدافعوا عن الوطن، وقيل لهم أيضا يخلق لكم فرص عمل، وترسل الحكومة أيضا تهديدات إلى قيادة المعارضة السياسية، باستخدام تلك القوات ضدهم وإنهاء وجودهم، بيد أن الرئيس السابق استدرك قائلا “لا أجد وصفا آخر غير بيع هؤلاء إلى أريتريا.

جبهة تحرير تجراي

لم يكن مستغربًا بعد دعم فرماجو غريم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لأبي أحمد، أن تبعث الحكومة المؤقتة لمنطقة تيغراي بزعامة جبهة تحرير شعب تيغراي "TPLF" ببرقية تهنئة للرئيس الصومالي المنتخب حديثًا حسن شيخ محمود يوم الإثنين ونجاحه في حملته الرئاسية لإعادة انتخابه.

 

في رسالة موجهة إلى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ، قالت حكومة ولاية تيغراي الإقليمية الوطنية إن خسارة حسن شيخ محمود منصبه الرئاسي قبل أكثر من خمس سنوات "خلقت للأسف عوامل خارجية سلبية في حالة عدم الاستقرار العام في منطقة القرن الأفريقي".

"العودة التاريخية لفخامة الرئيس حسن شيخ محمود ، بدعم ساحق ، هي شهادة على تطلعات شعب الصومال في عكس الاتجاه الهبوطي وإعادة وضع جمهورية الصومال الفيدرالية في مستقبل مستدام وشامل."

وكما قالت الجبهة الشعبية لتحرير تغراي، إن لديها ثقة كاملة في الرئيس الصومالي الجديد ومستعدة للتعاون في الأمن الإقليمي.

أبي أحمد يبادر بالتهنئة

كما هنأ رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد  في محاولة لعدم ترك الساحة لجبهة تحرير تجراي الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بمناسبه انتخابه رئيسا لجمهورية الصومال، متمنيا التوفيق والسداد في أداء مهامه لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الصومالي.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد: “إنني أتطلع إلى العمل مع  السيد حسن شيخ محمود من خلال الاستمرار في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين”.

 أعرب رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلي، عن خالص التهاني للرئيس الصومالي المنتخب حسن شيخ محمود، على نيله ثقة أعضاء البرلمان الصومالي بغرفتيه (مجلس الشعب ومجلس الشيوخ).. متمنيًا له التوفيق والسداد لتحقيق ما يصبو إليه الشعب الصومالي.

جيبوتي

كما تتوتر العلاقات بين إثيوبيا وجيبوتي، وتترلوح ما بيت المد والجذر،  لتعصف بالاستقرار بالشرق الإثيوبيـ حيث تفجر الصراع الدامي بين قبيلتي العفر والعيساوي الأسبوع الماضي.

ووجه زعماء وناشطون إثيوبيون اتهامات صريحة للنظام الجيبوتي برئاسة إسماعيل عمر جيله، بنشر مليشيات مسلحة في إقليم عفر الشرقي، بغرض تأجيج الصراع من خلال الانحياز للأطراف القبلية، وفي محاولة لهز الحكومة الإثيوبية بقيادة آبي أحمد، والضغط عليها لإنهاء التقارب مع إريتريا.

 

ويرى مراقبون أن المصالحة الإثيوبية الإريترية أثارت قلق جيبوتي، التي ظلت طوال العقود الماضية تستثمر النزاع بين البلدين لصالحها، حيث شكلت على مدى 20 عاماً المنفذ البحري الرئيسي لإثيوبيا مما عاد عليها بأموال طائلة.

وأدت التدخلات الجيبوتية في إقليم عفر الإثيوبي إلى تفاقم النزاع الدامي بشكل لافت بين القبائل الحدودية بتلك المنطقة، فضلاً عن أنه أسهم في نشوء توتر بين أديس أبابا وجيبوتي بشكل لافت.

وجاءت تهنئة جيبوتي للرئيس الجديد، حيث أعرب رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلي، عن خالص التهاني للرئيس الصومالي المنتخب حسن شيخ محمود، على نيله ثقة أعضاء البرلمان الصومالي بغرفتيه (مجلس الشعب ومجلس الشيوخ).. متمنيًا له التوفيق والسداد لتحقيق ما يصبو إليه الشعب الصومالي.