رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الطواب يكتب: اللدغ من جحر مرتين

نشر
الأمصار

أنا مقتنع جدا أن أجزاءً ومناطق مهمة في مجتمعنا المصري بحاجة فورية إلى الترميم أخلاقيا ونفسيا وإنسانيا.

أحلام الثراء السريع وأحلام البطولة المزيفة وأحلام القوة الشرائية المفرطة كلها أمراض كبيرة وخطيرة تتقدم بسرعة هائلة للأمام ويتراجع معها المنحني البياني للأخلاق ومكارمها التي المفترض أن تكون شيما نتعلق بها.

هنا أنا إنسان عادي يرى ويرصد ويتابع ويحلل لست شيخا - والشرف لي أن أكون ولو جزء بسيط منهم – ولا مصلحا اجتماعيا ولا ناصحا أنا مجرد شخص أتيحت له الفرصة أن يرى حقائق الأشياء عبر مواقف حياتية أو سياسية أو حتى بالقرب الشديد من مطبخ يجهز فيه كل شيء وأخرج بحقيقة واحدة وهي الرضا والحمد والستر من أجل النعم وأفضلها والشواهد مختلفة وعديدة ولكن احتفظ بها في سياق آخر وعلى كل المستويات كافة وعلى أعلى مستوى لها...هذه مقدمة بسيطة خطرت على بالي قبل الدخول إلى المقصود.

وهو المجتمع الذي تبدلت ملامحه وتغيرت مفاهيمه واختلط الحابل بالنابل وأصبح المعوج فيه سليما والصحيح فيه معتلا ولكن طبعا وبلا شك إلا من رحم ربي.

أرى وأتابع مستريح أسوان وقبله مستريح في كل مكان أشخاص منحت الذكاء والنصب والطمع والصياعة وعلى الجانب الآخر جاء إليه مسكين طماع يريد حلم الثراء الفاحش وبالطبع هم ضحايا دراما فاشلة قدمت نماذج أكثر فشلا وأصبحوا عرضة للتقليد. 

في أسوان المدينة والمحافظة الطيب أهلها 2 مليار جنيه وقعت في يد فاشل نصاب مسجون قبل ذلك وأودع البسطاء لديه هذه التلال المالية دون سند علمي أو اقتصادي فلا هو أحد خبراء البنوك أو رجالا الاقتصاد أو مثلا صاحب نشاط تجاري محترف أو منتشر إنما شخص صايع ونصاب وقعت الضحايا في يديه زي السكينة في الحلاوة بالظبط وتخيل معي التحقيق من قبل رجال أفاضل هم رجال النائب العام الحرامي النصاب وقع على العقود باسم مستعار مصطفي البنك وتفاصيل الموضوع كتب هكذا بقرتين وجاموسة وخروف تهريج وقلة أدب ومسخرة  على الجانب الآخر شابة تبيع مستحضرات تجميل رما يكون أمرًا عادية لكن المصيبة انها مجهولة المصدر سببت مصائب كبيرة لمن استخدمها وقررت النيابة العامة إخلاء سبيلها بكفالة 20 ألف جنيه الكارثة أن المواطن يذهب إليها لماذا يرد قائلا رخيصة وترد عليه أنها مليئة بالبلاوي والكوارث وهنا إما تحضر المنتج الأصلي الغالي أو تستغني عنه ببساطة لا تكن حقل تجارب لمجموعة فشلة مرتزقة والمصيبة أن المشهد تطرق إلى نوع كريم وآخر كركم وهنا أتذكر المحترمين الأفاضل المستشار يسري وعبد الحكم ومؤمن وجعفر ومن الأطباء العظماء د/عبدالمعطي السمنودي ود/ إسماعيل قاسم وكم وحجم الهري والبلاوي حيث تصديا لكوارث ناتجة عن أعشاب وخلافه والمصيبة أن أبطال هذه الحدوتة دفعوا كثيرا وراء النصب ولم يكلفوا أنفسهم من البداية الذهاب إلى أهل التخصص

يا سادة أرجوكم لوجه الله أنصح حكم عقلك حينما يأتيك أحدهم كل ما عليك أن تتيقن أن تسال أن تستفسر أن تجتهد في المعرفة لا تسلم نفك طواعية للنصاب وإياك أن تقول لي ما البديل.

أنت تعلم ما هو وكيف هو وأين هو ولكنه لا يرضيك أو لا يغريك وبالتالي أنت الذي اختار

أكرر والله العظيم لست أنصحكم ولا أقول لك بدليل أنني أتعرض هنا أو هناك لمواقف مشابهة لكنها تمضي إلى خير بفضل الله ولكن الكارثة أن لمفترض أن نكون مثقفين أو على قدر منها نسأل وقبل ما تبلع دواء كلف خاطرك من أين هو ومن كتبه ومن صنعه وهل صرفته من صيديلي أم من نصاب وهنا اتذكر الطبيب البيطري الذي أعطى حقنة لطفلة في صيدلية والنتيجة أنها دفعت حياتها ثمنًا لهذا. 

أرجوكم بلاش ثقافة التجريب نحن لا نحتمل نحن لا نستطيع كل منا يحكم عقله وضميره قبل أن يخطو خطوة وليفكر لحظة ربما يعدل ولا تأخذك العزة وتتكبر على السؤال ليس عيبا ولا حراما بل العكس هو الصحيح.

ركز معي وستجد أن نصف ما نعانيه هو من بين أيادينا ومن اختيارنا ولو عاد الزمن أتمني ما كنا نلدغ من جحر مرتين.