رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : في الصميم…الفوضى لا تبني وطنا

نشر
الأمصار

تفتخر الكثير من شعوب العالم بأنها بنت دولا حديثة  وأوطانا متقدمة وأنها استطاعت ان تسعد شعوبها وتقدم لهم ما استطاعت من خدمات   تلبي احتياجاتهم الإنسانية وفي حقيقة الأمر لولا تفاني والتزام هذه الشعوب بالقوانين والتشريعات واحترامها ما كانت لتبني   دولها وما كنا لنسمع عن رقي المجتمعات المتحضرة  في كل شيء ابتداء من التعامل اليومي  بين الناس أنفسهم الى احترام عامل النظافة وكل من يقدم خدمة وظيفية واجتماعية وهكذا تتعدد الصور عن رقي المجتمعات الحديثة والتي قد لا تكون ذات حضارة عمقها سبعة آلاف سنة في عمق التاريخ مثل حضارتنا التي نتبجح بها ولم نعكس مع الأسف واحدا مما أرسته هذه الحضارة عبر مراحلها المتعددة  من قيم وتقاليد كانت  عنوان فخر لكل العراقيين ومبعث اعتزاز لهم، ونظرة واحدة اليوم الى ما نعيش فيه من فوضى في كل شيء يتعلق بالإنسان العراقي في المدرسة والعمل والدائرة والشارع  حتى بتنا نرى ونسمع   مفردات ومصطلحات في التعامل اليومي كنا لوقت قريب نعدها خطوطا حمراء لا يمكن حتى الاقتراب منها وليس تجاوزها لسوقيتها وبذاءتها  ، فالفوضى ضربت اظنابها واختلط الحابل بالنابل وأصبحنا نعيش في دوامة فوضوية تدور بنا ونحن مستسلمين  وكأننا فقدنا الأمل والبوصلة  في صياغة وعي مجتمعي يحافظ على قيمه الأصيلة ويطرد الطارئ والسيئ الدخيل منها حفاظا على صورة المجتمع العراقي الراقي والمتوازن وصولا الى حالة الالتزام  بجميع القواعد والقوانين التي تحمي هيبة الدولة والمجتمع ويقينا إن هكذا عمل لابد من توافر الجهود  والرغبة الصادقة لدى الجميع من أعلى قمة الهرم في الدولة الى اصغر مواطن لإنجاحه ، فلنتعلم  الالتزام واحترام القانون ومن  يمثل هذا القانون هو أولى باحترامه ليكون قدوة ومثلا يحتذي به لا أن يكون جزءا من هذه الفوضى التي أرجعت العراق مئات السنين الى الوراء فما قيمة الحضارة أذا لم نتعلم  مما أنتجت؟ وما قيمة المجتمع أذا اجتاحته  أمراض الفوضى والتفكك والطائفية والعشائرية والمناطقية والتي أنتجت الفساد والفاسدين وكانت مظلات لحمايتهم فالفوضى لا تبني وطنا.
(لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم     ولا سراة  أذا  جهالهم سادوا  )