رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بالفيديوجراف.. مالا تعرفه عن رمضان في كينيا

نشر
الأمصار

تتزين المساجد المحلية استعدادًا لاستقبال المصلين خلال أيام شهر رمضان الكريم، بالإضافة إلى ختم القرآن الكريم أكثر من مرة

أشهر الأطباق الكينية النيادي والمهوكو ونياما تشوما

طبق «نياما تشوما» أحد أبرز الأكلات الرمضانية في كينيا، ويطبخ من دجاج أو لحم بقري مشوي على الحطب ويقدم مع الأرز والليمون والطماطم

يتناولون الطعام في شهر رمضان بشكل جماعي، فيقومون في بيوتهم كلا حسب مقدرته  بإعداد ما تيسر من الطعام

والذهاب به إلى مجلس الإفطار الجماعي في أحد البيوت الكبيرة التي تستوعب الكثير من الأفراد 11

يفضل الكينيون المشروبات ذات المحتوى السكري مثل "الماتوكى"، وهو مخلوط التمر والموز

من عادات الكينيون عدم إغلاق أبواب منازلهم طوال الشهر الكريم أمام الجميع

المسحراتي في كينيا يبدأ عمله قبل بداية الشهر بيومين أو ثلاثة؛ أي منذ رؤية استطلاع هلال رمضان مهنئ المسلمين بمناسبة حلول الشَّهر الفضيل


"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"،  شهر رمضان من الشهور التي يعظم أجرها لدى مسلمي العالم أجمع،  وفي كل دولة من الدول تجد هناك عادات مختلفة عن غيرها،  لكن الجميع يكونون أجمعوا على تنفيذ أمر الله في كتابه العزيز: "ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ".  

ومن هذه الدول التي تعظم شعائر شهر رمضان وتقدسها تقديسًا كبيرًا،  دولة كينيا، فهم يعتبرون رمضان شهر الخيرات،  ففيه تعم الخيرات المكان، وعليه يرون أنه لابد أن يتم بذل جهد كبير في هذا الشهر العظيم، فإن لم تبذل مجهودًا زائدًا؛ فإنك تخسر كثيرًا، خاصة وإنه وقت العطاء، علاوة على أن في هذا الوقت يكون الناس كرماء في كل مكان.  

فتجد جميع مسلمي كينيا يسعون في الخير،  وقيامهم بدفع الزكاة والصدقات،  والبحث عن الفقراء وتقدين يد العون لهم، وتجد أيضًا الجميع يسارع لأداء صلاة التراويح ثم.صلاة التهجد، فتجد المساجد تنتعش بزوارها الذين جاءوا وهم طامعون في كرم الكريم، مطالبون بغفران الغفور، منددين بالصلاة على رسولنا الكريم، وعاكفون على قراءة القرآن الكريم.

في كينيا نجد مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم منتشرة في مكان، حيث تتزين المساجد المحلية استعدادًا لاستقبال المصلين خلال أيام شهر رمضان الكريم، بالإضافة إلى ختم القرآن الكريم أكثر من مرة وتكتظ المساجد بالعباد و المصلين، لصلاة التراويح وترديد الأناشيد الدينية. 

وبالنسبة للمائدة الكينية فهى الأغنى حيث تجد الكثير من الأطباق المشهورة بالبلاد، والتي تعتمد بشكل أساسي على الذرة التي تطحن ثم تطبخ عصيدة، حيث يضاف إليها اللحم أو السمك والدجاج، ومن أشهر الأطباق الكينية: النيادي والمهوكو ونياما تشوما وهو عبارة عن دجاج أو لحم بقري مشوي على الحطب. إلى درجة تجعله يذوب في الفم، ويقدم مع الأرز والكزبرة والليمون والطماطم.

ويتشابه المطبخ الكيني مع الصومالي، حيث تأتي الغالبية من المسلمين في كينيا من أصول صومالية، نقلت معها تراث الصومال ومن بينها الأطباق الرمضانية،  ويقدم مع الإفطار شربة الخضار مضافاً إليها اللحم أو الدجاج. وفي بعض المدن الساحلية مثل مومباسا يفضل المسلمون هناك السمك كوجبة رئيسة.

ويعتبر طبق «نياما تشوما» أحد أبرز الأكلات الرمضانية في كينيا، ويطبخ من دجاج أو لحم بقري مشوي على الحطب ويقدم مع الأرز والليمون والطماطم،  ولا تخلو المائدة الرمضانية من الفواكه الطازجة وعصائر طبيعية والحلوى المصنوعة من عسل النحل والأفوكادو والموز المهروس المعروف باسم الماتوكى.

وفي هذا الشهر الكريم،  يحرص المسلمون في دولة كينيا على تناول الطعام في شهر رمضان بشكل جماعي، فيقومون في بيوتهم كل حسب مقدرته، بإعداد ما تيسر من الطعام، والذهاب به إلى مجلس الإفطار الجماعي في أحد البيوت الكبيرة التي تستوعب الكثير من الأفراد،  من الجيران ثم يصلون المغرب والعشاء وصلاة التراويح في جماعة.

جلسات السمر بعد التراويح

وبعد التراويح تبدأ جلسات السمر، أو يتبادلون الأحاديث والحوارات حول أوضاعهم وأهم المشكلات القائمة. فضلاً عن تحديد أوجه إنفاق الزكاة؛ وتوجيهها لمصارفها الشرعية حتى لا يكون هناك جائع خلال عيد الفطر. ويحتفل الجميع في هذه المناسبة بسرور وبهجة تعكس التضامن والتكاتف بين المسلمين.

أما بالنسبة للمشروبات،  يفضل الكينيون المشروبات ذات المحتوى السكري مثل "الماتوكى"،  وهو مخلوط التمر والموز، بالإضافة لشراب أوجى.  

كما يقبل أهل كينيا على شرب عصير البرتقال المنتشر بصورة مطردة في كينيا، فضلاً عن وجود شراب تقليدي يسمى ( أوجي) وهو مكوَّن من دقيق الذرة والماء المحلَّى بالسكر. ويُشرب حارًّا وباردًا، وأما الأطعمة الخاصة بالسحور فيحرص الكينيون على تناول الأرز والكالي مع تناول الشاي بالحليب.


وهناك عادات موروثة عن الأجداد يحرص عليها مسلمو كينيا في رمضان، وتتمثل في عدم إغلاق أبواب منازلهم طوال الشهر الكريم أمام الجميع، سواء الأقارب أم الأصدقاء أم أبناء السبيل،  وفي نهاية الشهر يحرصون على ختم القرآن في جماعة، خاصة في مساجد العاصمة نيروبي الكبيرة

ولا زال المسحراتي يشكل هوية المكان في كينيا؛ فهناك من يقومون بإيقاظ الناس للسحور بإيقاعات الطبول، وضرب الدفوف. وأيضا من خلال الأناشيد الدينية التي تعظِّم الشَّهر الفضيل، وتدعو إلى الصِّيام والقيام.

ويبدأ عمل المسحراتي في كينيا قبل بداية الشهر بيومين أو ثلاثة؛ أي منذ رؤية استطلاع هلال رمضان. حيث يتجول مسحراتيَّة كينيا في أحياء المدينة وأسواقها التي يسكنون فيها بأكملها قبل رمضان،  مهنئين المسلمين بمناسبة حلول الشَّهر الفضيل.