رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

لأول مرة.. قمة النقب السداسية تؤكد على التعاون وتعزيز التسامح

نشر
الأمصار

في مشهد لم يكن من الممكن تخيله خلال العقود الأولى من وجود إسرائيل، وصل خمسة وزراء خارجية، منهم أربعة من الدول العربية (مصر والمغرب والبحرين والإمارات العربية المتحدة)، والخامس من الولايات المتحدة، إلى إسرائيل الأحد لحضور قمة تاريخية تستمرلمدة يومين. 

العلاقات الإسرائيلية بالبلدان العربية

كما برز تطوّرُ علاقات مفتوحة وودّية بين إسرائيل وبعض الدول العربية كبداية جديدة لافتة لمنطقة الشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين.

واكتسبت هذه البداية أهمية استراتيجية قوية من الجهة الخليجية بشكل خاص، وفيما بقيت العلاقات الرسمية مع إسرائيل لفترة طويلة مقيَّدة بغياب القدرة على إيجاد حلّ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومع أنّ الاتّفاقات الدبلوماسية التي وقّعتها الإمارات العربية المتّحدة والبحرين مع إسرائيل في العام 2020 شكّلت تقدّماً لافتاً في العلاقات، ليست خطوط التواصل والتعاون بين الدول الخليجية وإسرائيل بأمر جديد، فقد أنشأت عدّة دول في المنطقة، من ضمنها قطر والبحرين وعمان، صلات بإسرائيل في التسعينيات بعد أن وقّعت منظّمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل اتّفاقيات أوسلو.

كما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أنه تم افتتاح سفارة لها في أبوظبي، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء الإماراتي على إنشاء سفارة في تل أبيب، وتعتبر الإمارات التي وقعت في 15 أيلول/سبتمبر على اتفاق لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية أول دولة خليجية وثالث دولة عربية بعد الأردن (1994) ومصر (1979) تقوم بهذه الخطوة.

وزير الخارجية الإسرائيلي

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أنه يزور المغرب لافتتاح سفارة بلاده في الرباط.

قالت وزارة خارجية إسرائيل في بيان: "يستضيف وزير الخارجية يائير لابيد، وزير الخارجية الخارجية الأمريكي ووزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب ومصر في "قمة النقب" التي ستنعقد بعد ظهرالأحد وصباح الاثنين".

وأضافت: "ويشارك في هذا الاجتماع التاريخي ستة وزراء خارجية هم: وزير الخارجية يائير لابيد، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، ووزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ عبد الله بن زايد، ووزير خارجية البحرين الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة ووزير خارجية مصر سامح شكري".

وقالت: "ستعقد صباح الأثنين اجتماعات بين وزراء الخارجية وفي ختامها ستلقى تصريحات للصحافة".

وأكد مسئول إسرائيلى كبير لموقع «كان» الإخبارى الإسرائيلى أن قمة النقب لن تنحصر مهامها فى مناقشة القضية الإيرانية بل ستشمل التطرق إلى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وفى تداعياتها على النواحى الاقتصادية ومجالات الطاقة.

بداية قمة النقب

تعقد القمة في منطقة “كيبوتس سديه بوكير” في فندق «إسروتيل كيدما» بصحراء النقب جنوب إسرائيل، ويحضرالقمة التي يستضيفها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، والمغربي ناصر بوريطة، والمصري سامح شكري، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

ويتصدر جدول الأعمال الاتفاق النووي المعلق مع إيران، والذي تتوقع إسرائيل أنه يمكن توقيعه هذا الأسبوع والصفقة التي تتفاوض عليها القوى العالمية حاليًا في فيينا ستوفر للجمهورية الإيرانية مليارات الدولارات لتخفيف العقوبات. 

وكان لقاء الوزراء الستة قد بدأ الأحد، في مأدبة عشاء مشتركة لهم ولطواقمهم، ومن المقرر أن يستأنف لقاء العمل بينهم الاثنين، لعدة ساعات، وحسب مصادر مطلعة في تل أبيب، فإن المبادرة الإسرائيلية لهذا اللقاء جاءت في إطار السعي لأخذ دور إقليمي طليعي من جهة، والضغط على الإدارة الأميركية لتحسين أدائها في المفاوضات مع إيران في فيينا.

وبحسب صحيفة «هآرتس» العبرية، فإن اجتماع وزراء الخارجية مثل الاجتماع في شرم الشيخ بين بنيت والسيسي وبن زايد، الأسبوع الماضي: «يطبق حلم المبادرين إلى عملية السلام، قبل ثلاثين عاماً.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن انعقاد قمة النقب بمشاركة وزراء خارجية مصر والبحرين والإمارات والمغرب، يوم تاريخي، متوجهًا بالشكر إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الإسرائيلي يائير لابيد، على دورهم الهام في انعقاد تلك القمة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي، الأحد، أن هناك تغيرًا كبيرًا في الشرق الأوسط نحو الأفضل، متابعًا: «نبني علاقات وجسورًا جديدة، ونبعث الحياة الجديدة في السلام، ونحاول تجاوز تاريخ من الظلمة، وأن نبني مستقبلًا أكثر إشراقًا وواعدًا».

وتوجه بالشكر إلى «بلينكن» على التزامه الشخصي في اتفاقيات إبراهام، والجهود المبذولة لتوسعة تلك الشراكة الدولية، معقبًا: «أبواب إسرائيل مفتوحة دومًا، ونفعل كل ما هو لازم، لنكون أقوياء ضد قوات أخرى في المنطقة عنيفة ومدمرة».

وأعرب عن قلق بلاده من رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، قائلًا إن بلاده تسعى جاهدة لتحسين حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، تزامنًا مع حلول شهر رمضان.

كلمة وزراء الخارجية في قمة النقب

وزير الخارجية الإسرائيلي: قال وزير خارجية إسرائيل، يائير لبيد، إن اجتماع قمة النقب واجتماع إقليمي وهو الأول من نوعه ولن يكون الأخير ونحن نريد أن نصنع التاريخ من خلال التعاون الأمني في الإقليم.

وأوضح وزير الخارجية الاسرائيلي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، أن الإرهاب ضرب في قلب إسرائيل في الساعات الماضية بهدف سفك أكبر قدر من الدماء، متابعًا: "هدف الإرهابيين إخافتنا ومنع لقاءاتنا والاتفاقات بيننا لكنهم لن ينجحوا في ذلك".

وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي: "نصنع التاريخ اليوم بناءً على التسامح والتطور والتعاون"، متابعًا: "نريد أن نصنع التاريخ من خلال التعاون الأمني في الإقليم.. وندعو الفلسطينيين لاعتماد مسار مستقبل مشترك للازدهار والنجاح

ووصف وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يائير لابيد، الاجتماع بـ"القمة التاريخية".

وزير الخارجية الإماراتي

وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، إن "اجتماعات النقب تعدّ لحظة تاريخية"، مضيفًا: "نسعى لخلق مستقبل مختلف، والبناء على أمل أفضل بالنسبة لأولادنا وأبنائهم".

وأوضح الشيخ عبد الله أن "إسرائيل جزء من هذه المنطقة منذ وقت طويل وحان الوقت لنعرف بعضنا"، مشيرًا إلى أن "300 ألف إسرائيلي زاروا حدث إكسبو 2020 في دبي، مما يؤكد أهمية تعزيز العلاقات".

ودعا إلى ضرورة "تحدي خطاب الكراهية في المنطقة"، مؤكدًا على أنه "من الواضح أن هناك إمكانيات كبيرة تنتج عن الاتفاقات مع إسرائيل".

وزير الخارجية الأمريكي

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الإثنين، نحن نعمل على تحسين الفرص للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش معًا ويجب مواجهة تهديدات إيران وأذرعها في المنطقة، مضيفًا أن لقاء النقب لم يكن ممكنا في السابق وسيتم توسيعه في المستقبل.

وتابع بلينكن، نحن نتضامن مع إسرائيل والشركاء في المنطقة ضد الإرهاب والعنف.

وزير الخارجية المصري

ومن جانبه أعرب سامح شكرى، وزير الخارجية المصري، عن سعادته بالقمة الفريدة من نوعها بين وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، والحصول على الاستشارات الدائمة من جمهورية مصر العربية.

وقال شكري: "نحن نسعى لمواجهة التحديات في المنطقة.. وكنا نحتفل قبل أيام بالذكري الـ 43 لإقرار السلام بين مصر وإسرائيل والتي انعكست على العلاقات بين البلدين.. وهذا ما قمنا به من خلال تسوية العلاقات مع إسرائيل في الـ 43 الماضية من أجل تحقيق السلام في المنطقة.. وتلك المناقشات اعطتنا الفرصة من أجل تقوية العلاقات والترابط.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك بين وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل: "ناقشنا العلاقات الهامة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. وأكدنا على الدولتين أن يعيشوا معا جنبا إلى جنب في سلام تام.. ونحن نحاول في السنوات الماضية على تسوية العلاقات وتحقيق السلام المتبادل بين إسرائيل وفلسطين من أجل شعوب المنطقة.. وتعزيز سبل التعاون بين الولايات المتحدة والتي نشكرها بدورها على ذلك التنسيق والتعاون والفهم الكامل. 

وزير الخارجية البحريني

كما أعرب وزير خارجية البحرين، عبداللطيف الزياني، اليوم الإثنين، عن دعم بلاده حل الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأكد الزياني، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين عقب قمة النقب، أن بلاده مستمرة في الدعوة للتفاوض على حل يضمن حماية مصالح إسرائيل والفلسطينيين معًا.

وقال وزير الخارجية البحريني: "نعمل على تحقيق الأمن المشترك في المنطقة".

وتابع: "بلادي ترى إمكانيات هائلة للتعاون مع إسرائيل"، داعيًا إلى الاستمرار بالحوار لتأسيس تعاون مشترك وبناء الثقة.

وأضاف: "اجتماعنا اليوم في النقب يشكل فرصة لازدهار المنطقة وتحقيق طموحات شعبها"، مشيرا إلى أن توقيت القمة مهم حيث يأتي في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة مثل هجمات الحوثي وأنشطة حزب الله وإيران.

وشدد وزير خارجية البحرين على أن الهجمات الحوثية على منشآت مدنية ومنشآت للطاقة تؤكد ضرورة تعزيز قيم التسامح والتعايش.

كما أعرب عن إدانة المملكة الهجوم الإرهابي في إسرائيل، قائلًا: "نقف موقفا حازمًا ضد العنف بجميع أشكاله".

وتوجه وزير الخارجية البحريني بالشكر للولايات المتحدة على رعايتها لاتفاقات إبراهيم والتزامها بأمن المنطقة.

وزير الخارجية المغربي

وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي إن وجود المغرب في قمة النقب يستهدف إيصال رسالة لـ«شعب إسرائيل» مضيفًا أن تحركات بلاده ناجمة عن«قناعات طويلة المدى».

وأضاف بوريطة خلال حضوره لقاء دبلوماسي عقدته إسرائيل بحضور وزراء خارجية 4 دول عربية هي مصر والبحرين والإمارات والمغرب: «نحن هنا لنكون قوة للسلام ونظهر بأن هناك فرصة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي».

المواضيع التي ناقشها الوزراء في قمة النقب

ناقش وزراء خارجية كل من إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب ومصر، في قمة النقب، يوم الاثنين، العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون بين هذه الدول.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن "اتفاقات السلام بين إسرائيل ودول المنطقة لا تلغي ضرورة التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين".

وأشار بلينكن إلى أن "اتفاقات في مجالات الطيران والتكنولوجيا والطاقة باتت تجمع إسرائيل بالبحرين والمغرب".

ووصف وزير الخارجية المصري سامح شكري المسار الذي وضعته مع إسرائيل منذ 43 عامًا بأنه "كان مثمرًا ويبيّن أهمية الاستقرار في المنطقة، ونسعى لتعزيز مجالات التعاون بما يعود للنفع على المنطقة".

بيان قمة النقب.. تشكيل لجان أمنية لمواجهة تهديدات إيران

اختتمت أعمال قمة النقب في إسرائيل اليوم الإثنين، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب ومصر، وأكد البيان الختامي للقمة على تشكيل لجان أمنية لمواجهة تهديدات إيران في المنطقة، وشبكة أمنية للإنذار المبكر، مشيراً إلى أن القمة ستعقد بشكل دوري.

وأوضح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أن قمة النقب رسالة قوية لإيران، لافتاً إلى أنها لم تكن ممكنة في السابق، وأنه سيتم توسيعها في المستقبل.

كما، أضاف في البيان الختامي للقمة الإقليمية، أن هذا الاجتماع الإقليمي هو "الأول من نوعه ولن يكون الأخير، مشيراً إلى صناعة التاريخ من خلال التعاون الأمني في الإقليم".

بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تضامن بلاده مع إسرائيل والشركاء في المنطقة ضد الإرهاب والعنف.

وقال إن "لقاء النقب لم يكن ممكنا في السابق وسيتم توسيعه في المستقبل"، مشدداً على ضرورة مواجهة تهديدات إيران وأذرعها في المنطقة.

كذلك، أكد على العمل على تحسين الفرص للإسرائيليين والفلسطينيين للعيش معًا.

من جهته، قال وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني الوقوف ضد الإرهاب في كل أشكاله.

وأضاف أن توقيت قمة النقب مهم بسبب سلوك ميليشيات إيران في المنطقة، مشيراً إلى العمل على تحقيق الأمن المشترك في المنطقة، مؤكداً على دعم حل الدولة الفلسطينية المستقلة.

إلى ذلك، أوضح وزير خارجية مصر سامح شكري أن المشاورات في قمة النقب تهدف لمعالجة التحديات في المنطقة، مؤكداً على أهمية عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم حل الدولتين على حدود 1967.

وزير خارجية المغرب

من جانبه، قال وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة إن الولايات المتحدة شريك لتعزيز عملية السلام.

وأضاف أن بلاده حققت الكثير من التقدم في العلاقة مع إسرائيل، لافتاً إلى أنه سيتم قريبا زيادة التبادل الدبلوماسي مع إسرائيل.

كذلك، أوضح أن الحل ممكن للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتابع "نحن هنا للدفاع عن قيمنا ومصالحنا ونشر روح التعايش".

بدوره، أكد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد أن القمة كانت لحظة تاريخية للمشاركين، مشيراً إلى أنها فرصة للبناء في المستقبل.

وأضاف أنه "حان الوقت لبناء علاقات قوية في المنطقة"، مؤكداً أنه "بالتعاون يمكننا أن نهزم الإرهاب والعنف".