رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تاريخ وأصل الاحتفال بعيد الأم

بالإنفوجراف.. تاريخ وأصل الاحتفال بعيد الأم

نشر
الأمصار

تاريخ وأصل الاحتفال بعيد الأم

إعداد: نرمين عزت

 احتفال ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين.

تحتفل به بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة. 

ظهر ذلك برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين.

ويختلف تاريخ عيد الأم من دولة لأخرى.

في العالم العربي يوم 21 مارس.

في النرويج يوم 2 فبراير.

في الأرجنتين يوم 3 أكتوبر.

وجنوب أفريقيا يوم 1 مايو.

وفي أمريكا وألمانيا في الأحد الثاني من شهر مايو.

وفي إندونيسيا في يوم 22 ديسمبر.

ويعد عيد الأم أحد أهم المناسبات التي تحتفل فيها الأسر في شتى دول العالم، باعتباره يوماً لتكريم الأم، ورمزاً لعطائها، ويوافق عيد الأم تاريخ الحادي والعشرين من شهر مارس من كل عام.

تاريخ الاحتفال بعيد الأم

عيد الأم هو احتفال ظهر منذ العصور القديمة، ولكنه كان مرتبطًا بالآلهة، وبعد ذلك ارتبط هذا التكريم بجميع الأمهات من خلال إقامة المهرجانات الإحتفاليّة، كمهرجان الفريجيون، كما كان تاريخ عيد الأم قد بدأ من الإغريق والرومان، وفي العصور الوسطى كان الناس يختصون بيوم من السنة ويعودون فيه إلى الكنيسة الأم فيتعبّدون هناك، وأدى هذا التقليد إلى حصول الأطفال على يوم عطلة من أجل زيارة أمهاتهم والتقرب لهم، وفي إنجلترا في القرن السادس عشر، ظهر ما يُسمى بأحد الأمومة، وهو اختصاص يوم الأحد من أجل زيارة الأمهات، إذ كان معروفًا هذا اليوم باسم يوم الانتعاش.

احتفال الإغريق والرومان بعيد الأم

يعود أصل الاحتفال بعيد الأم إلى تاريخ الإغريق والرومان، كما يُنسب إليهم أول يوم مخصص للاحتفال بالأمهات، ووفقًا للتاريخ الإغريقي والحضارة اليوناينة القديم فإنّ الاحتفال بيوم الأم كان يرتبط بمهرجان الربيع السنوي وهو المهرجان الذي كان مخصّصًا لآلهة الأمهات، إذ كان الرومانيون يكرمون ريا وهي الآلهة عندهم، أما الإغريقيون فقد كانوا يكرمون سايبيل وهي الآلهة الأم عندهم أيضًا، إذ كانت هذه الاحتفالات تستمر طيلة ثلاثة أيام، فكانت هذه الأيام مليئة بالمسرات والهدايا والألعاب المختلفة، إضافة إلى عروض التنكر الخاصة، وأخذت بعضًا من هذه التقاليد والعادات حتى نُسبت للاحتفال بعيد الأم الخاص، بعيدًا عن الآلهة، حتى انتشر على نطاق واسع في العالم.

ويختلف تاريخ عيد الأم من دولة لأخرى

 في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس.

 في النرويج يحتفل به في 2 فبراير.

 في الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو.

 وفي الولايات المتحدة و ألمانيا يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام.

وفي إندونيسيا يحتفلون به في يوم 22 ديسمبر.

أصل تسميته بيوم الأم

يزعم بعض المؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم "ريا" زوجة "كرونس" الإله الأب.

ويعود أصل احتفال دول العالم بعيد الأم إلى اليوم الذي تمّ الاحتفال به بدايةً في الولايات المُتّحدة، وهو الأحد الثاني من شهر مايو، أمّا في العصور الوُسطى فقد كان يُسمَح للمغتربين بالعودة إلى ديارهم، وزيارة أمهاتهم.

حيث أنشأت "أنا جارفيس" في عام 1912،  الجمعية الدولية ليوم الأم، مؤكدة على أن مصطلح "mother's" يجب أن يكون مفرداً وفي صيغة الملكية -في اللغة الأنجليزية- وليس جمع في صيغة الملكية. لجميع العائلات تكريماً لأمهاتهم ولكافة الأمهات في العالم.

 واستخدم هذه التسمية رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في القانون كعيد رسمي في الولايات المتحدة، كما استخدمه الكونغرس الأمريكي في سنّ القانون.

أنا جارفيس 

 وُلدت آن جارفيس في كولبيبر عام 1832م، كانت تعمل مع المنظمات النسائية في فيلادلفيا، إذ عملت على إنشاء سلسلة من نوادي عيد الأم، فقد جمعت هذه الأندية الأموال من أجل تحسين الظروف الصحية، كما قامت بتوظيف النساء للعمل لدى العائلات التي عانت فيها الأمهات من الأمراض، إضافة إلى قيامها بتنظيم يوم صداقة خاص للأمهات، إذ كان هذا اليوم حدثًا سنويًا مهمًا لعدة سنوات، والذي دفع آن لهذا كله هو تكريس ذكرى والدتها التي توفيت، وتلك الذكرى كانت الدافع لآن بأن تعمل على تأسيس منظمة أم معترف بها على المستوى الوطني، حتى أصبح عيد الأم يأخذ جانبًا كعطلة رسمية وطنية يتم الاحتفال بها، وبذلك حققت آن أهم الأسس والتقاليد لعيد الأم، وكان ذلك عبارة عن تكريمًا صغيًرا لوالدتها.

أنا جارفيس 

أول احتفال بعيد الام

كان أول احتفال بعيد الأم عام 1908، عندما أقامت آنا جارفيس ذكرى لوالدتها في أمريكا التي كانت تُنظّم مجموعات نسويّة للصداقة، والصحّة في تاريخ الثاني عشر من مايوعام 1907م، واستمرّ الاحتفال بهذا اليوم من كلّ عام في الولايات جميعها، ولمدّة خمس سنوات 

وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة، وفيي عام 1914م، فقد تمّ إعلان هذا اليوم عطلة وطنية من قِبل الرئيس الأمريكيّ وودرو ويلسون، وعلى الرغم من نجاحها إلا أنها كانت محبطة عام 1920، لأنهم صرحوا بأنها فعلت ذلك من أجل التجارة.

واعتمدت المدن عيد "جيفرس" وأصبح الآن يحتفل به في جميع العالم وفي هذا التقليد يقوم كل فرد بتقديم هديه أو بطاقة أو ذكرى للأمهات والجدات.

كما ظهرت العديد من الاحتفالات في أمريكا لتكريم الأمهات خلال عام 1870 و 1870 لكن هذه الاحتفالات لم يكن لها صدى في المستوى المحلي، ولم تذكر جارفيس كيف كانت محاولات جوليا وارد لإنشاء عيد الأم من أجل السلامة في عام 1870 ولم تذكر أيضاً عن المحتجين في الاحتفالات المدرسية الذين يطالبون بعيد الطفل بين الأعياد الأخرى.

عيد الأم العربي

بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم في مصرعلى يد الأخوين "مصطفى وعلي أمين"، فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلةز

احتفال مصر بأول عيد أم

واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى.. وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً كبيرًا، واعتبر الناس ذلك انتقاصًا من حق الأم، أو أن أصحاب فكرة عيد الأسرة "يستكثرون" على الأم يومًا يُخصص لها.. وحتى الآن تحتفل البلاد العربية بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة.. ويتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد.

عيد الأم في الدين

في الإسلام يعتقد بعض العلماء أن الاحتفال بعيد الأم ما هو إلا تقليد أعمى للغرب وليس له أصل من الصحة، حيث أن الاهتمام بالأم وبرها طوال العام وفي كل وقت من تعاليم الإسلام، بينما يرى البعض الآخر أن لا ضرر في الاحتفال به، وفي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، يرتبط عيد الأم بقوة مع الصلاة لمريم العذراء.

وفي كثير من البيوت الكاثوليكية، كانت بعض الأسر لديها مرقد استثنائي مكرس لمريم العذراء، وفي العديد من الكنائس الشرقية الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية وتقام صلاة خاصة على شرف العذراء مريم.

طريقة الاحتفال بعيد الأم حول العالم

تختلف طُرق الاحتفال بعيد الأم من بلد إلى آخر حول العالم، فعلى سبيل المثال يتمّ الاحتفال به في تايلاند في شهر أغسطس في عيد ميلاد الملكة الحالية للبلاد (سيريكيت)، بينما يتمّ الاحتفال به في إثيوبيا على مدارعدّة أيام في فصل الخريف، وذلك من خلال تجمُّع العائلات، وغناء الأغاني، وتناول الولائم، أمّا في الولايات المُتّحدة الأمريكية فيتمّ إهداء الأمّهات، وغيرهنّ من النساء الهدايا، والورود في هذا اليوم، كما تمنح بعض العائلات الأمّ قسطاً من الراحة، وتساعدها في تدبير شؤون المنزل.

طقوس الاحتفال بعيد الأم 

تختلف طقوس الاحتفال بعيد الأم في معظم دول العالم، فكل دولة لديها طريقة تقليدية للاحتفال بهذه المناسبة، ويتم التأكد بهذه الطقوس من أن الأمهات فيه يشعرن بالحب وأنهن يحصلن على الثناء الذي يستحقنه من الأبناء، ومن أبرز هذه الطقوس هي:

 وجبة الإفطار: تبدأ طقوس عيد الأم من وجبة الإفطار حيث يُقدم الفطور للأم على السرير، وهي من التقاليد الكلاسيكية ليوم الأم، فذلك يشعرها بمدى أهميتها وأهمية وجودها في هذا الصباح.

 الأنشطة العائلية: تجتمع العائلة جميعها في عيد الأم، كوحدة أسرية دون أي ملهيات أخرى، وقد تتنوع أنشطة عيد الأم إلى اللعب معًا، والقراءة والاستمتاع بفيلم مفضل، أو بقضاء الوقت بطهي جماعي متعاون بين أفراد الأسرة.

 الحلوى: تُعد الحلوى من الطقوس التي تدل على الترحيب للأم، سواء أكانت كعكة فواكه، أم شوكلاته خاصة في صندوق، وتلك الحلويات هي من أهم طقوس الاحتفال بيوم الأم.

بطاقات الشكر: يكتب الأبناء مجموعة من البطاقات التي تحمل عبارات الشكر للأم وذلك ليدل على تقديرها، من خلال التعبير عن مشاعر الحب والعاطفة والاحترام لها، ويكتب في طيات هذه البطاقات بعض الاقتباست والعبارات الخاصة عن الأم وبعض الأشعار الجميلة التي تُثبت تقديرها.

 الزهور: تعد الزهور من أبرز طقوس الاحتفال بالأم، كأن يُزين البيت بمجموعة متنوعة من الأزهار، والانتباه إلى اختيار الأزهار المحببة للأم، إضافة إلى تخصيص باقة جميلة لها، تكون هذه الباقة قد صُنعت بلمسات فنية وإبداعية جمعت أرق ألوان الزهور وأجملها رائحة.

 التسوق: يُعد التسوق من الخطوات التي تقوم بها الأم من أجل التجهيز لعيدها، فتقوم بشراء أجمل الأثواب والإكسسورات، ويساعدها بذلك أبناؤها، فقضاء هذا الوقت معًا هو مهم حقًا، وذلك لمعرفة الهدايا المناسبة والتي تفضلها الأم.

الأغاني: يقوم الفنانون في أغلب دول العالم بتأليف أغاني خاصة للأم، فيذكرن في هذه الأغاني فضلهنّ وأهمية وجودهنّ في هذه الحياة، ويستعان من هذه الأغنيات بأن تقام بها الاحتفالات فيرقص عليها الأبناء مع الأمهات، ومثال ذلك أغنية المكسيك والتي تشبه أغنية عيد الميلاد، وهي أغنية تغنى بها الكثير من الأشخاص في مناسبات الأمهات في المكسيك.

تقديس دور الأم

دور الأم من أهم الأدوار لأنه دور لا ينتهي، بل إنه يظل مستمراً في حياة الأبناء ويتسلمونه لأبنائهم، صدق الشاعر أحمد شوقي (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق)، فالأم هي الأساس، فإذا كانت صالحة سينظر إليها أبنائها ويشيبون على ما رأوه منها، بينما إذا كانت سيئة فسوف يشيبون على ما رأوه منها أيضاً.