رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم .. في رحيل القمم

نشر
الأمصار

القمم العالية مثابات يهتدى بها ويشار اليها في كل حين وفي صحافتنا العربية والعراقية قمم شامخة ما زال رحيلها يشكل خسارة  كبيرة بالمقاييس الإنسانية والمهنية رحل فجرأمس الأربعاء  فارس العمود الصحفي  لأكثر من خميس عاما في الصحافة العراقية رحل الكاتب الكبير الصحفي الرائد الاستاذ مظهر عارف الذي يعد من أبرز كتاب العمود السياسي في العراق .
ومن واجب الوفاء للمواقف المهنية والزمالة  والصداقة التي ربطتني بالراحل كان لزاما علي ان  اخصص له عمودي لهذا الأسبوع بأن من غادرنا كان إنسانا نبيلا وقلما وطنينا امينا على  قيم الوطنية وأخلاق الصحافة ومهنيتها كان قلما عراقيا جريئا لا يخشى في الحق لومة لائم وكان مناكفا للحكومة في كثير من المواقف يكتب بغض النظر من ان تكون الحكومة راضية او لم ترضى عما كتب المهم لديه ان يقول الكلمة الصادقة  مثل كثير من رواد الصحافة العراقية الذين حفروا اسماءهم في تاريخ صاحبة الجلالة بأحرف من نور وهنا لابد لي ان اذكر ان الراحل الكبير كان على الدوام يتعرض إلى مضايقات  في مختلف العهود  وكانت له معارك وخصومات مع مسؤولين في الحكومات السابقة  ليست ذات طابع شخصي أو نفعي وإنما خصومات من اجل الصالح العام .
بدأت معرفتي بالراحل الكبير الاستاذ مظهر عارف وانا شاب يافع في مرحلة الدراسة الثانوية حيث كنت أقرأ  له في جريدة الثورة  وبعدها في جريدة العراق نعم عرفته من خلال كتاباته قبل ان اتعرف عليه شخصيا في ثمانينيات القرن الماضي  لم يدخل الحقد إلى قلبه ولم يسعى للايقاع بزميل او صديق واضح في كل شيء صريح وجريء  في قول الحقيقة ويسعى إلى مساعدة زملائه وفي واحد من تلك المواقف هو ما اطلعني عليه زميلنا وصديقنا المشترك  الاستاذ الدكتور طه جزاع في يوم وفاته فقد كان الراحل قد طلب من الدكتور طه السعي لإيجاد فرصة عمل لي لاني كنت  بلا عمل  وقد بادر إلى ذلك بشكل تلقائي دون علمي وكذلك طلب من الزميل الدكتور طه ان لا يخبرني بأن الاستاذ مظهر قد طلب منه ان يسعى بهذا الموضوع  هكذا هو مظهر عارف ابومحمد  كما يحب ان يكنى إنسانا وصحفيا وصديقا  وقمة وقامة صحفية عالية 
تغمد الله مظهر عارف بواسع رحمته لقد خلد لنفسه ذكرها الطيب في قلوب من عرفه وصدق احمد شوقي حين قال :
(فأرفع لنفسك بعد موتك ذكرها    فالذكر الإنسان عمر ثاني)