رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

السودان.. مدينة عطبرة تنتفض ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية

نشر
الأمصار

شهدت مدينة عطبرة الواقعة في شمال السودان، الاثنين، مواكب احتجاجية لليوم الثاني على التوالي، شارك فيها طلاب مدارس، تنديداً بتدهور الأوضاع الاقتصادية.

في هذه الأثناء، دخل إضراب عمال سكك حديد عطبرة، يومه الثاني، للمطالبة بتطبيق هيكل الرواتب المعدل، ما أحدث شللاً تاماً في قطاع النقل الحيوي بالبلاد.

وقال شهود عيان، إن طلاب مدرسة عطبرة الصناعية خرجوا في مظاهرات حاشدة انضم لها مواطنون ومدارس أخرى للتنديد بالغلاء الطاحن الذي شهدته المدينة والمطالبة بالحكم المدني.

يُذكر أن شرارة الثورة التي أنهت حكم الرئيس عمر البشير، انطلقت من مدرسة عطبرة الصناعية، عندما خرج طلابها في مظاهرات حاشدة يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، احتجاجاً على شح وغلاء الخبز.

بدورها، قالت لجان المقاومة في مدينة عطبرة إنها ستقف جنباً إلى جنب مع طلبة المدارس وعمال هيئة السكة الحديد حتى تتحقق مطالبهم.

وكان متظاهرو عطبرة أغلقوا جسر الحرية بالمدينة خلال احتجاجات أمس الأحد، بينما واجهتهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريقهم.

وقال رئيس نقابة عمال سكة حديد عطبرة هاشم خضر الزاكي في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن الإضراب سيستمر حتى تتحقق مطالبهم بتطبيق الهيكل الراتبي الجديد 2022 والذي حمل زيادة في الأجور.

وأشار الى أن الاضراب يعترض أيضا على التأخير المستمر للرواتب حيث لم يتقاض العمال أجرهم منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

ونبّه خضر إلى أن مدينة عطبرة تعيش مظاهرات واسعة من وقت مبكر، تنديداً بالأوضاع الاقتصادية المتدهورة وموجة الغلاء الطاحن.

مدينة عطبرة

وتُعرف عطبرة بمدينة "الحديد والنار"، وعرفت بصمود تاريخي بمواجهة أنظمة الحكم الديكتاتورية، ما جعلها تحصل بجدارة على لقب أيقونة الثورات.

مدينة عطبرة

وإلى جانب ثورة 19 ديسمبر/كانون الأول، شكّلت عطبرة نقطة انطلاقة لثورتي أكتوبر/تشرين الأول عام 1964 ضد نظام الراحل إبراهيم عبود، وأبريل/نيسان 1985 ضد نظام الرئیس جعفر نمیري.

 وتشتهر عطبرة بالقطارات، وتحتضن المقر الرئيسي لنقابة عمال السكة الحديد السودانية، والتي لعبت أدوارا في إنجاح ثورتي أكتوبر/تشرين الأول وأبريل/نيسان عن طريق سلاح الإضرابات القوي.

ولعبت المدینة أيضا أدواراً حاسمة في نجاح ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 من خلال تغيير مسار حركة الاحتجاجات من مطالب معیشیة إلى سیاسیة، بعد إحراق المحتجين لمقر حزب البشیر، وهو ما شكل رسالة لبقیة المدن السودانیة بأن سقف التظاهرات أصبح إسقاط النظام الحاكم.