رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تونس: الأوضاع الإقليمية والدولية أثّرت على الأمن الغذائي والطاقة

نشر
نجلاء بودن
نجلاء بودن

أكدت رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن أن الأوضاع الإقليمية والدولية أثّرت على أمن بلادها بمجالي الغذاء والطاقة، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تسببت فيها جائحة كورونا، موضحة أن الإجراءات العاجلة التي أطلقتها الحكومة لدفع الاقتصاد كانت محور مجلس وزاري في فبراير الماضي؛ لتنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي يهدف لتحسين مناخ الاستثمار والأعمال ودعم المالية العامة وتمويل المؤسسات.

نجلاء بودن

قالت بودن - في كلمتها خلال مؤتمر الولاة الذي عقد اليوم السبت - إن هذه التحديات تطرح استعجال تنفيذ برنامج لدعم الاقتصاد وإجراء الإصلاحات الضرورية والعاجلة وإرساء واقع تنموي جديد يؤمن الحقوق ويمنح الفرص لكل الفئات والقطاعات والجهات على حد السواء.

وأضافت أن المناخ الاجتماعي في تونس اتسم بنوع من الاستقرار في الفترة الأخيرة، وهو ما عكسه تراجع وتيرة التحركات الاجتماعية بأغلب الولايات، مطالبة بالتحكم في الأسعار وضمان انتظام التصدي للتهريب والتجارة الموازية استعدادا لشهر رمضان.

وتابعت أنه يوجد 6 محاور لإعداد المخططات التنموية الجهوية بهدف تعزيز المكاسب الاجتماعية والانصهار في اقتصاد المعرفة ورؤية تحقق تنمية مندمجة ومتوازنة تكرس دور القطاع الخاص وتفعيل الانتقال البيئي والرقمي ودعم الجانب التضامني والاجتماعي ودعم دور الشباب والمرأة في هذه الحراك الاقتصادي.

ودعت نجلاء بودن، الولاة إلى التنسيق بين كافة الأطراف المعنية بالمخططات الجهوية للتنمية من إدارات جهوية وممثلي المنظمات الاجتماعية والخبراء والقطاع الخاص والأكاديميين ودراسة المقترحات المحلية على مستوى لجنة التخطيط والمالية بكل ولاية على أساس معايير الواقعية.

تونس والإمارات

وسابقا، أجرت رئيسة حكومة تونس نجلاء بودن، مباحثات مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، لتعزيز التعاون بين البلدين.

وذكر بيان نشرته رئاسة الحكومة التونسية، على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم السبت، أن بودن أجرت، مساء أمس اتصالا هاتفيا بولي عهد أبوظبي.

نجلاء بودن 

وأضاف البيان أن رئيسة الحكومة أكدت خلال المحادثة على حرص بلادها على تعزيز التعاون الثنائي وتكثيف التشاور والتنسيق وتبادل زيارات كبار المسؤولين.

وأشادت رئيسة الحكومة بدعم ومساعدة الإمارات لتونس خلال وباء فيروس كورونا من خلال تقديمها كميات من اللقاحات والمستلزمات الطبية.

وأبدت بودن ارتياح بلادها لعودة الحركة الاقتصادية والاستثمارية بين تونس والإمارات.

وعبرت عن تطلعها إلى أن تصبح المرحلة القادمة مناسبة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.

وفي سياق منفصل أكد رئيس تونس قيس سعيد أن العمل متواصل من أجل تحقيق أهداف الشعب، قائلا "نحن لسنا في حالة تيه على الإطلاق كما يدعي البعض".

وجاء ذلك خلال استقبال  قيس سعيد، السبت، بقصر قرطاج نجلاء بودن رئيسة الحكومة التونسية.

وبيّن سعيد أن "الظرف صعب جراء أسباب داخلية وخارجية، سواء من كورونا إلى الحرب في أوكرانيا وظلالهما السلبية على الاقتصاد وعلى العالم أجمع، مضيفا:" لكن نحن لدينا عزيمة أقوى ثابتة لم نضعف ولن نستكين".

كما أكد حرصه على احترام القانون والحريات والحقوق على خلاف ما يتم الترويج له في الخارج.

وأضاف أنه "لا مجال للتطاول على الدولة أو إرباك عملها"، قائلا: "هم في حالة تيه وهم خارج التاريخ، نحن اخترنا طريقا آخر مختلفا تماما عن طريق ذوي الألوان المتغيرة والمواقف المرتبكة".

وتابع "أريد أن أطمئن الشعب التونسي بأننا على العهد باقون وفي الطريق الصحيح التي رسمها الشعب ونحترم النصوص القانونية والحريات والمواثيق الدولية".

واستطرد: "لن نحيد عن القانون وعن الحقوق والحريات ومواقفنا بعيدة عن أكاذيبهم وافتراءاتهم ونحن لا نعمل في الظلام بل في وضح النهار، فهم يتفقون في الليل من أجل رفع  أسعار المواد الاستهلاكية للتنكيل بالشعب وتجويعه وسنصدر مرسوما في الأيام المقبلة لوضع حد لزيادة الأسعار".

وتعيش تونس على وقع ارتفاع في أسعار المواد الأساسية وفقدان بعض منها على غرار الخبز والسكر والطحين والزيت المدعم.

وكان قد أكّد الرئيس التونسي الخميس الماضي أنّ الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها خلال السبعة الأشهر الماضية ترمي إلى تطهير البلاد،

  حيث وجب وضع حدّ لكلّ "محاولات التسلل إلى مؤسسات الدولة".

وشدّد سعيّد  لدى افتتاحه لأعمال المجلس الوزاري، اليوم الخميس، على أنّ الحريات مضمونة على عكس ما يُتداول وما يُشاع في الخارج، وفق قوله،

وأضاف: "كما أنّ القانون يطبق على الجميع في إطار قضاء عادل".

كما انتقد  سعيّد، شخصيات سياسية في تلميح إلى حراك "مواطنون ضد الانقلاب" الذي يضم إخوان تونس وحلفاءهم وعددا آخر من رؤساء الأحزاب.

وتابع قائلا في إشارة إلى الإخوان والموالين لهم: "عندما كانوا في المناصب التي حلموا بأن يشغلوها كانوا متفرقين، وكانوا ينظّمون اعتصامات ضدّ بعضهم البعض.. بالأمس كانوا يتبادلون العنف، واليوم صاروا في الظاهر على قلب رجل واحد لأنّهم يعتبرون السلطة غنيمة".