رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أزمة ليبيا.. شرط الدبيبة واجتماع تركيا

نشر
الدبيبة
الدبيبة

تطورات متسارعة تشهدها طرابلس وسط بوادر قد تبشر بانفراجة وشيكة عقب تحشيدات كادت أن تعيد العاصمة الليبية لمربع الاقتتال.

فبعد الوساطة الأمريكية التي قادها السفير ريتشارد نورلاند، وحديثه مع رئيسي الحكومتين السابقة عبد الحميد الدبيبة، والحالية فتحي باشاغا بشأن أزمة تسليم السلطة، كشفت مصادر محلية عن شرط للدبيبة مقابل ترك السلطة.
 

شرط الدبيبة

وفيما قالت تقارير محلية إن عبد الحميد الدبيبة وضع شرطًا لتسليم السلطة للحكومة الجديدة، وهو ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أن مراقبين أكدوا أن تحقيقه مرهون ببراءة ذمته، بعد التحقيقات التي من المقرر أن يبدأها النائب العام بطلب من البرلمان الليبي.

الدبيبة

ورغم صعوبة تحقيق مطلب الدبيبة في الوقت الراهن، إلا أن وسائل إعلام محلية كشفت نقلا عن مصدر لم تحدد هويته، أن لقاءً سيجمع فتحي باشاغا وعبدالحميد الدبيبة بالعاصمة التركية، من أجل التوصل لحل للخلاف القائم وتسوية للأزمة.

وبإشارة تقارير محلية إلى أن سفيري أمريكا ريتشارد نورلاند وتركيا كنعان يلماز اتفقا مع الدبيبة وباشاغا على ترتيب لقاء للتفاهم حول إنهاء الأزمة القائمة.

وكانت المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز رجحت، أمس الجمعة، إجراء حوار مباشر بين باشاغا والدبيبة قريبا، إلا أنها لم تكشف الموعد أو المكان.

وأشارت وليامز إلى ما وصفته بـ"ردود فعل إيجابية" من رئيس الوزراء الجديد وسلفه حول مساعي إجراء محادثات مباشرة بين الطرفين، مؤكدة أن "الشيء الجيد هو أن الجميع مستعد للمشاركة في حوار بناء، وهذا ما نحتاج إليه، في الوقت الذي تثير فيه المليشيات المتجمعة حول العاصمة مخاوف من اندلاع موجة جديدة من العنف".

وتعقيبا على الموضوع، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، إن عبدالحميد الدبيبة "منفصل" عن الواقع تماما، لأنه يضع شروطًا على مقاسه، مشيرًا إلى أن الأخير "نسي أن أمر ترشح أي مواطن ليبي يحدده القانون الانتخابي ولا يفصل على أفراد معينين".

قرار حاسم

وتساءل المحلل الليبي، في حديث له، قائلا: "من سيعطيه الموافقة على هذا الشرط الذي لا يعني سوى أن الرجل يعاني من حالة "انفصام في الشخصية؟".

وأوضح المحلل الليبي أن الواقع يفرض على رئيس الحكومة الجديدة أن يتخذ قرارًا حاسمًا بالدخول للعاصمة طرابلس بأي طريقة كانت، حتى وإن اختار الدبيبة المواجهة العسكرية.

وحذر الخبير من أن أي يوم تأخير في الدخول وتسلم المقرات هو طعن في شرعية هذه الحكومة وتفريط في مصالح الشعب الليبي.

وحول الوساطة الأمريكية – التركية، قال المحلل الليبي إن بلاده "سئمت" هذه "التدخلات المسمومة" التي لا تقود إلا إلا ل"استمرار" حالة الفوضى وهيمنة القوى الأجنبية على الشؤون الداخلية الليبية.

وأشار إلى أنه "لا يمكن قبول هذه الوساطات التي تكرس هيمنة هذه القوى على مستقبل ليبيا (..) لقد جربناها من قبل ولم تنتج إلا مزيدًا من الهيمنة والارتهان لإرادات هذه الدول".

والخميس، شهدت طرابلس تحشيدات مسلحة التابعة لرئيسي الحكومتين السابق والحالي، إلا أنها انتهت إلى عدة "تفاهمات"، بعد تدخل وجهاء وقادة عسكريين من مدينة مصراتة، بالإضافة إلى السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند، أفضت إلى نزع فتيل التوتر الذي شهده محيط العاصمة.

وبحسب تصريحات لمصادر ليبية في ذلك الوقت، فإن التفاهمات التي توصل إليها الطرفان، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، قد "تضمن" دخول باشاغا رفقة وزراء بحكومته إلى طرابلس خلال الساعات القليلة المقبلة، عبر مطار معيتيقة.