رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بمساعٍ عربية.. تطلعات مصرية سودانية لإصدار توصيات بشأن أزمة سد النهضة قبل اجتماع مجلس الأمن

نشر
الأمصار

 

أيام قليلة تفصلنا عن البدء في الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي، ويأتي قبلها جلسة مجلس الأمن الخميس المقبل، لمناقشة الأزمة، التي افتعلتها إثيوبيا مع مصر والسودان.

وبين آراء محبطة وأخرى تدعو للتفاؤل، ما زال أكثر من 150 مليون مواطن يتابعون هذه الأزمة التي قد تغير مستقبلهم.

ويرى بعض الخبراء، أن التوجه العالمي تجاه قضية سد النهضة لا يبشر بالخير، حيث أن تصريحات رئيس مجلس الأمن حول حصص نهر النيل غير مفهومة.

وتسعى دولتا المصب، مصر والسودان، إلى إصدار توصيات عبر تصويت 9 أعضاء على الأقل، تتمثل في السماح بدور الوساطة من الكيانات الكبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، بجانب دور الاتحاد الإفريقي؛ وهو ما ترفضه إثيوبيا خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأعلن رئيس مجلس الأمن نيكولا دو ريفيير، يوم أمس، أن المجلس ليس لديه الكثير الذي يمكنه القيام به في أزمة سد النهضة بين السودان ومصر وإثيوبيا.

وكانت مصر والسودان، قد قدمتا عددًا من التقارير حول تطورات أزمة سد النهضة وتوصيف الوضع الراهن من تعثر المفاوضات، وأن التعنت الإثيوبي لن يفضي إلى شيء.

ومن المنتظر أن يناقش الطرفان، تفاصيل الأزمة ومخاطر تأثير السد على دولتي المصب، وإنهاء الاجتماع بإصدار توصيات مهمة لحل الأزمة والوصول إلى نتيجة تحفظ السلم والأمن الدوليين.

ومن الجدير بالذكر، أن القاهرة من أكثر الدول التزامًا بقرارات مجلس الأمن، لكن السياسة المصرية تتسم بالرشد دون التنازل عن حقوقها.

وتشير التقارير الدولية ووسائل الإعلام العالمية إلى أن إثيوبيا بدأت في مرحلة الملء الثاني، واقتربت من حجز مليار متر مكعب ضمن مراحل الملء الثاني بشكل أحادي.

وتمثل هذه الخطوة، ضغطًا دبلوماسيًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا على أديس أبابا لا أكثر؛ وهو ما تجلى في تصريحات رئيس مجلس الأمن حول ضرورة عودة الأطراف الدولية.

وعن موقف الدول العربية إزاء أزمة سد النهضة، أكد الجامعة العربية، أن المجموعة العربية، المكونة من 5 أطراف وهي السعودية والأردن والمغرب والعراق والجامعة العربية، لا تطلب عقوبات على إثيوبيا أو إرسال قوات حفظ سلام تقف على سد النهضة.

وأكدت أن اللجنة العربية ستقابل أعضاء مجلس الأمن وستشرح أبعاد وخلفية ملف سد النهضة لهم”، لافتا إلى “عقد لقاءات مع سفراء الصين وروسيا”.

ومن المقرر أن تعقد اللجنة لقاءات مع سفراء إفريقيا وأمريكا وفرنسا والهند والمكسيك وفيتنام، بداية من يوم الثلاثاء المقبل، لشرح أبعاد الملف لهم والتعرف على مخاوفهم وتهدئتها.

وتستهدف اللقاءات، حصول القرار الخاص بـ”سد النهضة” على الأصوات المطلوبة لتمريره بعدد 9 أصوات، حيث تقر الدول العربية بحق إثيوبيا في التنمية، لكن بدون إلحاق الضرر الجسيم الذي يؤثر على انقطاع المياه بدول المصب”.

وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد شدد على عدم جواز استمرار التفاوض مع إثيوبيا إلى مالا نهاية.

وأشار السيسي إلى أن بلاده لم تهدد أحدا على مدار التاريخ على الرغم مما تملكه من قوة عسكرية، والتي ظهر منها جزءٌ بسيطٌ في مناورة قادر ألفان وواحد وعشرون.

من ناحية اخرى، أكد القائدُ العسكريُ بمنطقة مَتَكَل الإثيوبية، أن الجيش الإثيوبي في حالة تأهب قصوى لإنجاز المرحلة الثانية لتعبئة السد، مضيفًا أن شعب بلاده بأكمله يتابع عملية بناء السد.

كما أشار دينيرو إلى أن الجيش مستعد لمواصلة النصر وإكمال الجولة الثانية من إمدادات المياه بنجاح.

ومن جدير بالذكر أن أديس أبابا نفذت الملء الأول بسعة بلغت 4.9 مليار متر مكعب، دون الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل مع دولتَي المصب مصر والسودان.​