رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم .. محاصصة مع سبق الإصرار

نشر
الأمصار

رغم ان هذا البرلمان الجديد هو الخامس في العراق منذ الاحتلال الامريكي في التاسع من نيسان ٢٠٠٣ الا ان العملية السياسية التي وضعت شكلها ومواصفاتها امريكا ما زالت هي عملية محاصصة سياسية طائفية دينية وأثنية وكل قول خلاف ذلك هو للتسويق الاعلامي وأعتقد جازما ان جميع الاحزاب الداخلة في العملية السياسية بعيدة كل البعد عن الإيمان بالديمقراطية فكرا وممارسة بل هي في جوهرها أحزاب شمولية سلطوية وان ادعت أنها تسعى لتغليب الطابع الديمقراطي على المحاصصة لكنها في الممارسة تظهر على حقيقة تكوينها الفكري السلطوي وامامنا شواهد كثيرة في هذا الخصوص فكلما يقترب موعد إجراء الانتخابات تبدأ هذه الاحزاب عزفها المنفرد والجماعي على اوتار الديمقراطية ويتغنى قادة هذه الاحزاب بكل معاني ومفردات وعناوين الديمقراطية لكنها تنسى كل ذلك العزف بمجرد ما تحين لحظة توزيع المناصب والامتيازات فتكشف عن وجهها المحاصصي والذي لايعرف من الديمقراطية شيئا.
مشكلة أحزاب العملية السياسية أنها تعرف بأنها فاشلة وقد أكدت فشلها من خلال تصريحات قادتها انفسهم من على شاشات القنوات الفضائية ومنهم من قال (ان على جميع من في المشهد السياسي ان يغادروا فقد فشلوا وانا منهم) لكننا نراه اليوم هو أكثر شخص سعيا للحصول على موقع رسمي في الحكومة المقبلة وكأنه ليس هو من أعلن فشله وبقية شركائه في إدارة شؤون العراق طيلة ١٩ سنة الماضية.
وفي السياق ذاته نرى من أجبر على تقديم استقالته لسوء إدارته او لثبوت فساده المالي والإداري لا يخجل من ترشيح نفسه لموقع حكومي جديد وكأنما خلا العراق من كل الكفاءات ولم يبقى الا هؤلاء ليتم تدويرهم مرة بعد أخرى رغم فشلهم وفسادهم وما تسببوا به من هدر المال العام والاثراء على حساب جياع الشعب.
ليس هذا فحسب بل نراهم يقفون بكل قوة لافشال اي مشروع إصلاحي يسعى إلى تطبيق مواد الدستور الذي سنوه هم فنراهم يقبلون به اذا كان يلبي رغباتهم ويتوافق مع خططهم في السيطرة على مقدرات الوطن ويرفضوه اذا كان يقف بالضد من ذلك. وشهداء انتفاضة تشرين هم شهود على ذلك .
فإذا كنتم ديمقراطيين حقا وتؤمنون بنتائج الانتخابات وتعرفون ان في اي عملية انتخابية هناك فائزون وخاسرون فلماذا لا تدعوا من فاز ان يشكل الحكومة وتكونوا انتم في المعارضة البرلمانية وتراقبون أداء من فاز وشكل الحكومة؟
أم إن المناصب والمغانم والامتيازات هي الهدف الاول والاخير لهذه الاحزاب وليس بناء وطن وخدمة شعب فوراء كل الكوارث التي حلت على العراقيين تقف أحزاب العملية السياسية حتى أصبح العراق دولة فاشلة وفق التقيمات العالمية للدول الناجحة فعن اي قطاع ناجح نتحدث وعن أي خدمات متوفرة وعن اي مستقبل لشباب الوطن الذين يشكلون اليوم فيالقا من العاطلين والذين فتكت بنصفهم المخدرات وما ينتج عن الادمان من كوارث صحية واجتماعية وأمنية.
وأخيرا إلى متى تبقون متمسكون بالمحاصصة مع سبق الإصرار؟