رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عبدالإله الجوي يكتب: الشعب العراقي بين سندان اللامبالاة ومطرقة خطر المخدرات

نشر
عبدالإله الجوي
عبدالإله الجوي

المخدرات.. أقل ما يُقال عنها أنها بمثابة سلاح الدمار الشامل، والذي إذا استشرى في أروقة أي مجتمعٍ ما أبادتهم عن بكرة أبيهم وهم أحياء، لنأخذ تعريفاً مبسطاً عن المخدرات ومدى تأثيرها.

 

‏فالمخدرات هي خليط مركب من عدة تركيبات وعناصر غازات ذات تأثير سُمّي شديد، ملفوفة ومصممة بأشكال مختلفة ومتنوعة، يتم تناولها عن طريق اللف كالسجائر أو الحقن الوريدي أو الاستنشاق بالأنف، تُحدث أضرارا وتتلف أعضاءً داخلية بحيث تتحول لبديل لأحد عناصر الجسم فيتوقف الجسم عن إفرازه وعمله استعاضة بالمواد الخارجية عن المقدار الطبيعي السابق، مع زيادة نسبته ويضاف إليه عوامل إضافية تؤثر على الإدراك العقلي والحسي، وينتج عنها تصرفات وسلوكيات غير منطقية او ناضجة و تميل للنظم الإجرامية الحيوانية أكثر من السلوك الإنساني المعتاد.

 

‏وقد حاولت البحث جاهدا في أكثر من موقع وصحيفة كي اتبين نسب المتعاطين في العراق فكانت النتائج مفزعة حيث كشف مجلس القضاء الأعلى أن نسبة إدمان الشباب للمخدرات قد تصل الى 50% عازيًا سبب ذلك الى سوء الاوضاع الاقتصادية في البلاد، ‏الامر الاكثر اثارة للاستغراب هو الصمت الحكومي شبه التام و عندما استقصيت و بحثت عن الاراء الحكومية إزاء هذه الكارثة رأيت تصريحاً لرئيس الوزراء السابق كان مضمونه ( المخدرات تأتي  للعراق من الارجنتين)  و هذا التصريح كفيل بان يجعلنا نعلم مدى  الجدية و الاهتمام الحكومي بهذا الشأن.

 

‏أما بخصوص المحافظات الأكثر انتشارا فيها وحسب قول بعض المراقبين والمهتمين فمحافظة البصرة هي المنفذ الاول وذلك بسبب قُربها من دولة مجاورة لها ما لها من باع في هذا المجال أما المحافظة التي تليها فهي محافظة النجف الأشرف حيث تم القبض على نجل أحد كبار المسؤولين في المحافظة متلبسا بتهمة المتاجرة بمادة الكرستال وهذا يوضح حجم التجارة الموجودة فيها.

 

‏وتأكيداً لِما طرحتُه سابقاً بخصوص التعامل الحكومي الركيك بهذا الشأن، حيث قال عضو مفوضية حقوق الانسان علي البياتي أن العراق ما يزال يتعامل مع ملف المخدرات من وجهة نظر أمنية بحتة.

 

‏كما أشار البياتي أن موضوع مكافحة المخدرات في العراق بحاجة إلى تعديل قانون مكافحة المخدرات الصادر سنة 2017 لتشديد العقوبة على الإتجار بالمخدرات والتخفيف عن المتعاطين لأنهم ضحايا الواقع والاستغلال غياب جهد الدولة لحمايتهم.

 

‏أما بخصوص أكثر انواع المخدرات انتشارا وتعاطيا فصرحتْ وزارة الصحة العراقية على أن مادة الكرستال هي أكثر المخدرات انتشارا وتعاطيا في العراق.

ختاما أود أن أقول، أعلم أن هناك بعض التناقض في المقال وهذا بسبب أن المقال تضمن الآراء الحكومية والدراسات والأبحاث المطروحة ووجهة نظر الشارع فمن المؤكد ستحدث بعض الاختلاف.