رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

خراب على الأعتاب.. لبنان تحت الحصار بين المحتجين والليرة

نشر
الأمصار

خراب كبير يسير إليه لبنان بصورة متسارعة، كل الأوضاع لا تبشر ولا يلمس الشعب اللبناني أي محاولة حقيقة للإنقاذ من هذا الانحدار، وأخرها أحداث اليوم، حيث حاول محتجون اقتحام مبنى بلدية صيدا، اليوم الأحد، والذين نجح الجيش اللبناني في التصدي لهم ومنعهم من اقتحام المبنى، وقام آخرون بقطع ساحة النجمة وشارع رياض الصلح في صيدا بالإطارات المشتعلة.

في حين رشق بعض المحتجين في صيدا مبنى مؤسسة “مياه لبنان الجنوبي” بالحجارة.وقد توجه عدد من المحتجين في صيدا الى مبنى المؤسسة في محلة البوابة الفوقا، ونفذوا وقفة احتجاجية عند مدخله.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن هذه الاحتجاجات بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وكذلك ارتفاع سعر الدولار أمام العملة المحلية.وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لمحاولة اقتحام مدخل مبنى البلدية.

 ما هي الحلول؟

على الرغم من اشتداد الأزمة في لبنان، فان الامور لن يُسمح لها بالذهاب الى الانفجار الامني، لان سقوط لبنان يؤذي العالم ويضعه امام تحديات خطيرة، الا ان هذا التحدي بعدم سقوط لبنان لا يعني على الإطلاق القبول باستمرار الوضع على ما هو عليه سياسيا واقتصاديا،

كما أن تدهور الأوضاع لا يعني تسليما للطبقة الحاكمة بالاستمرار، لأن التغيير هو المدخل للاصلاح واعادة بناء المؤسسات، ولكن بالرغم من ذلك ربما تكون هناك بعض الحلول المقترحة لحل الأزمة، اجتمعت الأراء على أن هناك ستة نقاط أساسية لحل الأزمة.

أولا: تأليف حكومة سريعا وبلا ابطاء، حكومة مهمة قادرة على تنفيذ برنامجا شاملا للإنقاذ.

ثانيا: المضي باقرار المراسيم والقوانين والتشريعات اللازمة لوضع الاصلاحات موضع التنفيذ.

ثالثا: لا مساعدات بلا إصلاح جدي وحقيقي، وهو المدخل والممر الالزامي لمساعدة لبنان على الخروج من قعر الازمة.

رابعا: الطريق الاسرع للإنقاذ هو الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على برنامج للانقاذ المالي، وهذا الامر ما كان يجب ان يتوقف مع استقالة الحكومة، لان حكومة تصريف الاعمال الحالية قادرة على اتمام هذا الاتفاق وعدم التذرع بانتظار تأليف حكومة جديدة.

خامسا: مباشرة التدقيق الجنائي المحاسبي وكشف عمليات تهريب الاموال من لبنان الى الخارج، والمجتمع الدولي سيساعد لبنان في الكشف عن الاموال المهربة، وهذا الامر يحتاج الى اجراءات لبنانية وطلبات لبنانية بهذا الخصوص.

سادسا: على القضاء أن يلعب دورا حاسما في مكافحة الفساد، ولا يمكنه البقاء في موقف المتفرج أو العاجز عن القيام بهذا الدور الأساسي المنوط به أصلا”.

الليرة سبب الاحتجاج في كل مكان

على وقع تدهور الأوضاع المعيشيّة واستمرار انهيار الليرة مقابل الدولار عادت التحركات الشعبيّة إلى الشوارع اللبنانية حيث قطع محتجون الطريق في أكثر من منطقة.

ووصل سعر الدولار مقابل الليرة في السوق السوداء ولأوّل مرة عتبة الـ 17500 ألف ليرة ما دفع عدد من المحال التجارية إلى إقفال أبوابها، وفضل أصحاب المحال في مختلف المناطق اللبنانية الاغلاق نظرا للخسارة التي يتكبدونها نتيجة تأرجح سعر الصرف وعدم استقرار الوضع المالي والاقتصادي.

وقطع المحتجون أمس عددا من الطرقات في بيروت منها في ساحة الشهداء وسط العاصمة بالإطارات والحاويات المشتعلة. كما شهدت ضاحية بيروت الجنوبية احتجاجات منها على طريق المطار ومنطقة الجاموس.

وجنوبا تجمّع عدد من المواطنين في مدينة صيدا وقطعوا الطرقات بالإطارات المشتعلة احتجاجا على تردي الاوضاع وارتفاع سعر صرف الدولار.

وشهدت ساحة الشهداء في المدينة تدافعا بين المحتجين وعناصر من الجيش على خلفية قطع الطرقات ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

وفي الجنوب أيضا قطع محتجون اوتوستراد الزهراني بالاطارات المشتعلة والعوائق، كما قام عدد من المحتجين بإيقاف سياراتهم قاطعين إحدى طرق مدينة النبطية ما أدى الى تعطل حركة السير، وقامت عناصر من قوى الامن الداخلي بتحويل السير إلى متفرعات داخلية.

وردد المحتجون الذين حملوا الأعلام اللبنانية وافترش البعض منهم الطريق، شعارات ضد الطبقة السياسية التي أوصلتهم إلى حد باتوا فيه يقفون ساعات للحصول على البنزين ويبحثون عن الدواء في الصيدليات فلا يجدونه.

وشمالا قطع محتجون ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس بالإطارات والعوائق احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية وانعدام القدرة الشرائية للمواطنين.