رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أمريكا وإيران.. حرب إلكترونية متبادلة في حجب المواقع

نشر
الأمصار

أعلنت وزارة العدل الأمريكية، أمس الثلاثاء، أنها صادرت 33 موقعًا يستخدمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الإيرانية، وثلاثة مواقع يديرها فصيل كتائب حزب الله المدعوم من إيران، لنشرها معلومات مضللة.

وقالت الوزارة، إن حكومة الولايات المتحدة استولت على هذه المواقع في إطار “إنفاذ القانون”، فيما قالت وكالات أنباء إيرانية إن الحكومة الأميركية استولت على عدة مواقع إعلامية إيرانية وأخرى تابعة لجماعات مرتبطة بإيران مثل ميليشيات الحوثي اليمنية.

وكتُب بالعربية على موقع قناة المسيرة التي تديرها ميليشيات الحوثي “تم الاستيلاء على هذا الموقع”، وكُتب تحت هذه العبارة بالإنجليزية “لقد استولت حكومة الولايات المتحدة على نطاق المسيرة دوت نت بموجب أمر استيلاء… في إطار إجراء لإنفاذ القانون من قبل مكتب الصناعة والأمن ومكتب إنفاذ الصادرات ومكتب التحقيقات الاتحادي”.

وقالت قناة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية، على قناتها على تليغرام “أغلقت السلطات الأميركية موقع قناة العالم التلفزيونية”.

كما ظهرت إشعارات على موقعي قناة “برس تي في” الإيرانية وقناة اللؤلؤة التي تبث من بريطانيا، وقالت قناة “برس تي في” على تويتر: “يبدو أنه عمل منسق، تظهر رسالة مماثلة على مواقع قنوات تلفزيونية إيرانية وإقليمية تزعم أن نطاقات المواقع استولت عليها الحكومة الأميركية”.

وكان مدعون أمريكيون قد استولوا في أكتوبر على شبكة من نطاقات الإنترنت قالوا إنها استخدمت في حملة شنها الحرس الثوري الإيراني لنشر معلومات سياسية مضللة في جميع أنحاء العالم.

وقالت وزارة العدل الأميركية آنذاك إنها سيطرت على 92 نطاقًا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني للظهور كمنافذ إعلامية تستهدف الجماهير في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا.

تروج للتطرف

في الوقت نفسه، قال مصدر في الحكومة الأمريكية، في تصريحات صحفية، إن سبب سيطرة الولايات المتحدة على مواقع إلكترونية تابعة لإيران، هو أنها “تروج للتطرف وتنشر محتوى مضللا”.

وأشار المسؤول إلى أن المواقع التي تمت مصادرتها توجد في اليمن وإيران، إضافة إلى بلدان أخرى، فيما أعلنت الحكومة الإيرانية سيطرة الحكومة الأمريكية على المواقع، في ظروف غامضة.

المواقع المحجوبة

وحددت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) سلسلة من المواقع التي تم حجبها، قائلة إن وزارة العدل الأميركية هي التي اتخذت القرار في هذا الشأن.

وتشمل المواقع الإلكترونية المرتبطة بإيران، التي يبدو أن السلطات الأميركية قد أوقفتها بشكل مفاجئ، موقع التلفزيون الحكومي الناطق باللغة الإنجليزية “برس تي في”، وموقع قناة “المسيرة” الفضائية التابعة للحوثيين في اليمن، وقناة “العالم” الرسمية الإيرانية الناطقة باللغة العربية.

وقالت مقدمة البرامج البارزة على قناة “برس تي في” مرضية هاشمي، لوكالة “أسوشيتد برس”، إن القناة كانت على علم بقرار الإغلاق، لكن ليس لديها معلومات إضافية، مضيفة إلى أنهم يحاولون معرفة ما يعنيه هذا.

انقطاع الإنترنت

وقالت شبكة “نت بلوكس”، إن خدمات الإنترنت قد انقطعت اليوم الأربعاء، عن عدة مناطق ومدن إيرانية بينها العاصمة طهران.
وأوضحت الشبكة أن سرعة الإنترنت قد انخفضت بنحو 20% في مدن إيرانية أخرى، ولم يتبين إلى الآن سبب الانقطاع أو انخفاض السرعة.
فيما أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن انقطاع الإنترنت، أسفر عن تعطل مواقع وتطبيقات إلكترونية علة مستوى البلاد.

التليفزيون الإيراني والمسيرة

وندد التلفزيون الرسمي الإيراني،بتعطيل مواقع وسائل إعلام موالية للمقاومة تكشف جرائم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مضيفًا أن في حين تؤكد الحكومة الديمقراطية للولايات المتحدة دعم حرية التعبير، فإنها تغلق عمليًا وسائل الإعلام عبر دعم إسرائيل.

وبعد عودة موقع “المسيرة” للعمل، أصدرت إدارة القناة التي يتبعها الموقع الإلكتروني بيانًا أدانت خلاله إقدام حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على حظر موقع المسيرة دون أي مبرر أو حتى إشعار مسبق.

وقالت شبكة المسيرة: “كعادتها في ممارسة القرصنة أقدمت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بمكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة التجارة على حظر موقع المسيرة دون أي مبرر أو حتى إشعار مسبق”.

وأشار البيان إلى أن هذا الحظر الأمريكي لموقع “المسيرة نت” ومواقع صديقة أخرى يكشف مجددا زیف شعارات حرية التعبير وكل العناوين الأخرى التي تروج لها أمريكا، وعجزها عن مواجهة صدق الكلمة.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت مساء الثلاثاء، أن وزارة العدل تعد إحاطة إعلامية للتعليق على هذا الحجب وتوضيح أسبابه.

غير قانوني

ووصف دبلوماسي إيراني في الأمم المتحدة حجب المواقع بأنه “غير قانوني”. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن الدبلوماسي القول إنه سيتم متابعة الأمر عبر القنوات القانونية.

وأكد الدبلوماسي الإيراني احتجاج بلاده “على الإجراء الأمريكي غير القانوني والبلطجي”، وقال إنه مؤشر على محاولة الولايات المتحدة لتقييد حرية التعبير”.

أكبر هجوم سيبراني

وفي فبراير 2020، أعلن وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي عن تعرض بلاده لهجوم سيبراني، وصفه بأنه هو أكبر هجوم إلكتروني تتعرض له البلاد.
ولم يسم الوزير الجهة المسؤولة عن هذا الهجوم، وقال في مؤتمر صحفي إن الخلل في الإنترنت لا يزال متواصلا والعدو لا يزال يصر على التأثير على شبكة الانترنت في إيران.

وأضاف أن بلاده واجهت الهجوم الالكتروني الذي استهدف الإنترنت، مشيرًا إلى أن العدو، يسعى إلى قطع الإنترنت في إيران على أعتاب الذكرى 41 لانتصار الثورة، وأن التأثير على الأجواء في إيران خلال فترة الانتخابات البرلمانية أحد مخططات العدو.
واعتبر أن الهجوم الإلكتروني وقطع الإنترنت “جزء من مخططات العدو التي بدأت أمس للتأثير على الانتخابات البرلمانية”، معترفاً أن هذا الهجوم هو “أكبر هجوم إلكتروني تتعرض له البلاد”.

إيران بدأت

وفي عام 2011، ندد البيت الأبيض بقرار السلطات الإيرانية حجب الموقع الافتراضي للسفارة الأمريكية الذي أقامته واشنطن للتواصل مع الإيرانيين.

وحجبت السلطات الإيرانية موقع الخارجية الأمريكية ساعات فقط بعد إطلاقه، وقالت وكالة أنباء فارس “أبطل قرار حاسم للسلطات الإيرانية مؤامرة خبيثة أخرى للأمريكيين”،

وجاء في بيان موجه لكل من يحاول زيارة موقع(iran.usembassy.gov)، “وفقا لقانون الجريمة الالكترونية فان الدخول الى هذا الموقع غير ممكن.”

وقال البيت الأبيض في بيان “من خلال هذا العمل برهنت الحكومة الإيرانية مرة أخرى على إصرارها على بناء ستار إلكتروني من الرقابة والمنع حول شعبها.”

رفض إيراني

وفي أول مؤتمر صحفي له منذ فوزه في الانتخابات، اتخذ رئيس إيران المنتخب إبراهيم رئيسي، الاثنين، موقفا متشددًا، وقال إنه لن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن، كما استبعد أي مفاوضات أخرى مع الغرب بشأن برنامج طهران للصواريخ الباليستية ودعم الميليشيات الإقليمية .