رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

روسيا تعلن انسحابها رسميًا من معاهدة السماء المفتوحة اعتبارًا من 18 ديسمبر

نشر
OLYMPUS DIGITAL CAMERA
OLYMPUS DIGITAL CAMERA

أعلنت روسيا انسحابها رسميا من معاهدة السماء المفتوحة اعتبارا من الـ18 من ديسمبر، ردا على انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة.

وكانت واشنطن قد أعلنت عن انسحابها من معاهدة السماء المفتوحة في نوفمبر 2020، عندما كان دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

ودعت روسيا الولايات المتحدة إلى العودة للمعاهدة، لكن واشنطن لم تستجب، فمضت روسيا قدما بإجراءات الانسحاب من المعاهدة أيضا.

وفي 19 مايو الماضي تبنى مجلس الدوما الروسي قانونا حول الانسحاب من معاهدة السماء المفتوحة.

وفي 2 يونيو صادق عليه مجلس الاتحاد الروسي وفي 7 يونيو وقع عليه الرئيس فلاديمير بوتين.

وأكدت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تتحمل كامل المسؤولية عن انهيار معاهدة السماء المفتوحة.

وتبقى 35 دولة معظمها دول أوروبية أطرافا بالمعاهدة بعد انسحاب الولايات المتحدة وروسيا منها.

وتم توقيع المعاهدة عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ في 2002.

وكانت تقضي باتخاذ روسيا ودول غربية إجراءات لتعزيز الثقة ومراقبة الأجواء من خلال تحليقات طائرات الدول الغربية فوق أراضي روسيا، والطائرات الروسية فوق أراضي الدول الغربية لمراقبة التجمعات العسكرية وتحركاتها.

أكد الخبير المصري اللواء سمير راغب أن المطالب الأمنية الروسية للناتو برفض عضوية أوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق والتراجع عن الانتشار وسط وشرق أوروبا، مثّلت إنذارات جريئة.

وأضاف راغب في تصريح خاص “أن ما تم نشره اليوم الجمعة في مسودة المطالب الأمنية الموجهة لحلف الناتو تعبر بالفعل عن شواغل روسيا الاتحادية وهي تمثل محصلة مواقف روسية سابقة، حيث أثار الرئيس فلاديمير بوتين مطلب الضمانات الأمنية في مكالمة فيديو الأسبوع الماضي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن”.

وتابع أن “نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قال إن علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اقتربت من “نقطة خطيرة” مشيرا إلى أن عمليات نشر وتدريبات الحلف بالقرب من روسيا قد أثارت تهديدات “غير مقبولة” لأمن روسيا.

وأشار راغب إلى أن “الجانب الروسي عبر في أكثر من مرة على أنه لطالما اشتكت موسكو من دوريات القاذفات الاستراتيجية الأمريكية بالقرب من حدود روسيا ونشر السفن الحربية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، ووصفتها بأنها مزعزعة للاستقرار واستفزازية”.

وقال راغب: “على الجانب الآخر يكاد يكون من المؤكد أن ترفضها الولايات المتحدة وحلفاؤها بالأطلسي، حيث قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، إن الحلف تلقى الوثائق الروسية وأن أي حوار مع موسكو “سيحتاج أيضا إلى معالجة مخاوف الناتو بشأن تصرفات روسيا، ويستند إلى المبادئ والوثائق الأساسية للأمن الأوروبي، ويتم إجراؤه بالتشاور مع شركاء مثل أوكرانيا”.

وأضاف راغب: “دول الناتو الثلاثون أوضحت أنه إذا اتخذت روسيا خطوات ملموسة لتقليل التوتر فنحن مستعدون للعمل على تعزيز تدابير بناء الثقة”.

وأكد راغب أن “الجانب الأمريكي عبر بنفس الطريقة من خلال متحدثة البيت الأبيض جين بساكي التي قالت: “لن تكون هناك محادثات بشأن الأمن الأوروبي بدون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين. لن نتنازل عن المبادئ الأساسية التي يبنى عليها الأمن الأوروبي بما في ذلك حق جميع الدول في تقرير مستقبلها وسياستها الخارجية بعيدا عن التدخل الخارجي”.

وتابع راغب أن “المسودة الروسية تحوي مطالب لا تخضع للمساومة، لكنها تفتح للطرف الأخر أن يضع مطالبه التي قد تخصع للموائمة أو الرفض، لكن يبقى الاتحاد الروسي طرف يفاوض بمفرده ويملك قراره”.

وأشار إلى أنه “على الجانب الآخر الحديث مع طرف يحوي ثلاثين عضو ملتزمين بميثاق وثوابت استراتيجية ومطالب متعددة وأحيانا متعارضة فيما يتعلق بالعلاقات مع الجانب الروسي..”.