رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ننشر نص كلمة السفير العراقي في القاهرة بمناسبة مئوية تأسيس الدولة العراقية

نشر
الأمصار

أقامت السفارة العراقية بالقاهرة مساء الجمعة، حفل بمناسبة مئوية تأسيس الدولة العراقية، حيث حضر الحفل سفراء الدول العربية، بالإضافة إلى أبناء الجالية العراقية، كما شارك في الحفل الدكتور رائد العزاوي، رئيس موسسة الأمصار للدراسات الاستراتيجية.

وعلى هامش احتفالية السفارة العراقية بالقاهرة، ألقى سفير العراق بالقاهرة، أحمد نايف الدليمى، كلمة أمام الحضور بمناسبة مئوية تأسيس الدولة العراقية.

وإليكم نص الكلمة:-

الفضليات.. الأفاضل، من تمثيلاتٍ دبلوماسيةٍ مقيمةٍ وملاكات السفارة العراقية.. أهلا وسهلا بكم…

ها نحنُ نَطلُّ من نافذةِ الزمنِ على شذا التاريخ، والملتقى.. عراق
سلامٌ على هضباتِهِ وأهوارِه.. على شطّيهِ وجبالِه.. كم كانَ ليظلَّ موحشاً هذا العالمُ ويفتقدُ المعنى لو لمْ نجدْ شدوَ القدامى، سومر وبابل.

وأكد: “يصادفُ اليومُ الذكرى المئويةُ لتأسيسِ الدولة العراقيةِ ، بعد طيِّ صفحةِ الاحتلالينِ العثماني والبريطاني، إنهُ اليومُ الذي اصطبغَ فيهِ فجرُ العراقِ بالحريةِ وتلألأَ بأحلامهِ وآماله”.

الثالثُ والعشرون من آب، عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وواحدٍ وعشرين يومٌ أوقظَ الإشراقةَ على جبينِ العراق؛ ليبدأَ عصراً يتنفّسُ من حضاراتهِ مجداً وتتعانقُ فيهِ أطيافُهُ ويتّسعُ أفقُهُ ليحتضنَ تعدّديّتَهُ وثقافاتَه؛ فتأسّست وزاراتُ الدولةِ وظلَّ البناءُ ينشدُ تمامَهُ حتى أُنشئتْ خارجيّتًهُ عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وأربعةٍ وعشرين، لينضمَّ بعدها إلى عصبةِ الأممِ المتّحدةِ عامَ ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعةٍ وثلاثين ويتلمّسَ طريقَهُ عابراً الأفقَ والمدى، كالجبلِ وهو يلبسُ تاجاً من السديم.

وهكذا ظلَّ شامخاً يتنفّسُ المجدَ اللابثَ في عروقهِ منذ الأزل؛ ليقدحَ فتيلَ الشمسِ ويطردَ الضبابَ فتشرقُ وتُبزغُ معها مؤسّساتُهُ ووزاراتُهُ ودستورُهُ، التي حاول حزبُ صدام أنْ يكفّنَها بلونه الزيتونيِّ الغامقِ وينثرَ في سماءِ شعبهِ غيومَ الظلام، لكنَّ هذهِ الكبوةَ ما كانتْ إلّا عثرةً أمدّتهُ بالعزمِ لينهضَ كالعنقاءِ من الرمادِ ويستبدلَ الحزبَ الواحدَ بالحرّياتِ والحكمَ الواحدَ بالتعدّديةِ والظلامَ بنورِ الثقافة.

ولمْ يختلفْ داعشُ بظلمهِ كثيراً، فالدمُ والقتلُ، اللذانِ أرادَ لهما أنْ يرسما لوحةً غائمةً بالموت، لوّنَها أبناؤُهُ بألوانِ النصرِ والحرية؛ ليعودَ العراقُ ملءَ الأرضَ، كما يليقُ به، منتصراً ومُزداناً بشعبهِ الموحّد، وتظلَّ خارجيّتُهُ فماً ناطقاً بالحكمةِ وعقلاً راجحاً بعقلانيّته، وكما تؤسّسُ خارجيّتُهُ إطاراً للبلد فهي تضربُ أوتاداً عميقةً لهُ في كلِّ بلد، من حضورٍ لافتٍ وسياسةٍ متّزنةٍ وشراكاتٍ تعبرُ بهِ إلى شاطئِ السلام.. فهو كانَ ويظلُّ داراً للسلام.

وفي ذات السياق، تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتهنئة للعراق الشقيق بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية الحديثة.

وكتب الرئيس السيسى عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: “يحتفل الأشقاء في العراق اليوم بمناسبة أعتبرها عزيزة على الأمة العربية بأسرها، وهي الذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية الحديثة.

واستكمل الرئيس السيسي، :”مائة عام مضت منذ مؤتمر القاهرة عام 1921 الذي دشن قيام الدولة العراقية، امتداداً لحضارة عريقة ضربت بجذورها في أعماق التاريخ .. مائة عام شهدت الكثير من المحطات التاريخية في مسيرة العراق والأمة العربية بل والعالم أجمع”.

وقال الرئيس السيسي : “بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن الشعب المصري، نهنئ العراق الشقيق بهذه المناسبة الغالية، ونتمنى لشعبه الأبي العظيم السلام والأمن والاستقرار، وأن يظل العراق دائماً ذخراً للأمة العربية”.