رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ومن المشاهير من انحرف.. التفاصيل الكاملة لجريمة معاذ عيسى

نشر
الأمصار

طفل لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره، ابتسمت له الأقدار باشتراكه في أحد مواسم برنامج اكتشاف المواهب “ذا فويس كيدز”، نالا استحسان الحكام والجمهور، وبدأ يتسلل إلى الشهرة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، واستضافته في البرامج الحوارية، وبدلاً من أن يجعل صوته هو البوابة التي تدخله إلى عالم الأضواء، قرر أن يدخل من بوابة التنمر والإجرام، وبدلاً من تسجيله مطرباً، يتم تسجيله مجرماً، إنه معاذ عيسى.

 

عُرف عن معاذ، منذ ظهوره في البرنامج أنه طفل لطيف المظهر، حسن الصوت، تنبأ له الحكام بمستقبل باهر في عالم الغناء الشعبي، وكان ضمن فريق الفنان محمد حماقي، في برنامج “ذا فويس كيدز”، وكان عمره 13 عام، ولعل الاصطدام بأضواء الشهرة قد يصيب البعض بالغرور، والثقة الزائدة عن الحد، بما يضر صاحبها.

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي جريمة تنمر كان بطلها طفل يشرف على الخامسة عشر من عمره، قام بالتنمر على أحد زملائه والذي يعد جاره في نفس الوقت، وعندما طلب المجني عليه منه الابتعاد عنه، هجم عليه الجاني بلكمة تفاداها الطفل وحاول أن يردها، فما كان من الجاني إلا أن قام بغرس أحد المفاتيح التي كان يمسك بها في رأس المجني عليه، لينتقل على إثرها المجني عليه في حالة يرثى لها لأحد المستشفيات، ويعلن لتقرير الطبي للحالة أن المريض مصاب بجرح قطعي بفروة الرأس، وانغماس جسم معدني بفروة الرأس وعظام الجمجمة والمخ، وكسر منخسف بعظام الجمجمة إثر إصابة الرأس، كما أجريت له عملية رفع الجسم المعدني، ورفع الكسر المنخسف.

وأثبتت تحقيقات النيابة أن الجاني في واقعة التنمر هو معاذ عيسي، الذي تتداول الأخبار حوله عن غروره ومدي تعاليه على أصدقائه، منذ ظهوره ببرنامج المواهب، وهو عكس المجنى عليه حسن علواني، الطالب المشهود له من معلميه بالتفوق الدراسي، ومن قبل مدربيه في النادي بتفوقه الرياضي، وأن لديه مستقبل باهر في حراسة المرمى، الأمر الذي حرك مشاعر الغيرة لدى معاذ وجعلته يحرم حسن مما ينتظره من مستقبل دراسي ورياضي، ليخبر الطبيب الأم بقائمة ممنوعات للمجني عليه، فهو ممنوع من “لعب الكرة، السباحة، الجري، أي مجهود زائد، صعود السلالم بسرعة، وأن ما حدث له سيتسبب في تأثير على العصب البصري”.

 

خضع حسن لعملية جراحية استغرقت 12 ساعة، لاستخراج الجسم المعدني الذي اخترق الجمجمة ووصل للمخ، ما ادى إلى تهشيم الجمجمة.

 

بينما يتواجد حسن في المستشفى وحالته غير مستقرة، أمرت النيابة العامة، بإيداع معاذ عيسى، أسبوعًا بإحدى دور الملاحظة، إلى حين استكمال التحقيقات.

تثير هذه الواقعة العديد من علامات الاستفهام، أهمها كيف يمكن أن تصل الغيرة بطفل إلى هذا العنف الغير مبرر؟، ومتى ينتهي دور الأسرة في التربية وتقويم الطفل؟ فليس من المنطق أن تترك الأسرة طفل مثل معاذ دون مراقبة أو تقويم خاصة بعد دخوله لعالم الأضواء القادر على تغيير الكبار، فكيف الحال مع الصغار!

 

يذكر أن هناك مطالبات كثير بأن يتم مراجعة القوانين الخاصة بمعاقبة مثل تلك الجرائم، فلا يمكن أن ينتهي مستقبل المجني عليه بما أحدثه معاذ به من عاهات مستديمة، في حين يوضع الجاني تحت الملاحظة في دار رعاية لمدة بسيطة ثم يخرج ليكمل طريقه كيفما يريد.